وفد نيابي لبناني في واشنطن.. ظل العقوبات يلاحق حزب الله

على وقع ملفات داخلية بالغة الدقة والحساسية في لبنان، من انطلاق حملة مكافحة الفساد والعجز المالي والنزوح السوري والعقوبات على “حزب الله”، بدأ وفد برلماني لبناني زيارة رسمية إلى واشنطن لتمثيل لبنان في مؤتمر دولي مالي واقتصادي ينظّمه بنك وصندوق النقد الدوليان.

ويتألّف الوفد من رئيسي لجنتي المال والموازنة النيابية النائب إبراهيم كنعان والشؤون الخارجية ياسين جابر ومعهما مستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان.

وعلى هامش الزيارة التي تمتد نحو أسبوع، يتوقّع أن يعقد أعضاء الوفد سلسلة لقاءات على مستوى من الأهمية مع مسؤولين وشخصيات مؤثّرة في الإدارة الأميركية، في وزارتي الخزانة والخارجية والكونغرس، لشرح الواقع اللبناني، والأزمات التي يتخبّط بها أبرزها مسألة النزوح السوري وتأمين عودة آمنة إلى بلدهم.

وتكتسب هذه الزيارة أهميتها كَونها الأولى بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت الشهر الماضي، وتصريحاته التصعيدية ضد إيران و”حزب الله”. كما أنها تأتي في ظل وضع اقتصادي لبناني ضاغط، ومطالب لبنانية من الدول الكبرى بالمساعدة في إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، ومساعدة لبنان على تحمّل أعباء النازحين.

اقرأ أيضاً: أميركا تستعد لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

وسيطرح الجانب اللبناني في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين مواضيع مرتبطة بالوضعين المالي والاقتصادي.

وقال عضو الوفد النائب ياسين جابر لـ”العربية.نت”: “إن لبنان التزم بكل القوانين المالية العالمية التي صدرت، والمصارف اللبنانية من أكثر القطاعات التزاماً، لاسيما في القوانين المتعلّقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب”.

وأقرّ مجلس النواب اللبناني في جلسات سابقة سلسلة قوانين مطلوبة دولياً لتحصين النظام المصرفي وتعزيز الثقة بلبنان.

وفي حين نفى جابر “علمه بوجود حزمة عقوبات جديدة ضد “حزب الله”، مكتفياً بالقول “إن العقوبات التي يصدرها الكونغرس بين وقت وآخر باتت قانوناً رسمياً”، لفت إلى “أن صدور لوائح جديدة تضمّ شخصيات وكيانات من “حزب الله” أو قريبة منه، ممكن في أي لحظة، فهذه عملية مستمرة من ضمن قانون العقوبات المقرّ”.

في المقابل، كانت لافتة تغريدة للنائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على موقع “تويتر”، الجمعة قال فيها “سيخضع من شارك “حزب الله” مالياً من باب التجارة أو السياسة إلى عقوبات أميركية وفقاً لقانون العقوبات. والقانون لا يفرّق مواطن عادي عن وزير سابق أو حتى نائب حالي”.

عقوبات ضد حلفاء “حزب الله”!
وأوضح سعيد المناهض لـ”حزب الله” لـ”العربية.نت” “أن من يتابع مجريات الأمور يُدرك أن هناك عقوبات جديدة آتية، وأعتقد أن بومبيو أبلغ اللبنانيين أو من التقاهم في لبنان أن هناك عقوبات ستطال “حزب الله” وأصدقائه من شخصيات معنوية تدور في فلك “حزب الله” وأخرى تعاملت معه على المستوى التجاري أو السياسي”، متحدّثاً عن رموز وسياسيين واقتصاديين تعاملوا ويتعاملون مع “حزب الله” ستطالهم العقوبات الأميركية وفقاً للقانون وهذا لم يعد سرّاً”.

وأضاف “مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة يلتزمان بشكل واضح بشفافية التعاطي مع الحسابات المالية وفقاً لنظام المالية العامة، وبالتالي ليس هناك مجال “لإخفاء أسرار” أو حسابات أو الاختباء وراء أسماء وهمية، وهذا التعاطي الشفّاف بين حاكمية المصرف المركزي وبين النظام المالي العالمي حافظ على القطاع المصرفي اللبناني”.

وأحدثت زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية الى لبنان الشهر الفائت ضجة لا يزال صداها يتردد حتى الآن داخل الأوساط السياسية، لاسيما لجهة ما قاله في البيان المكتوب بعد لقائه نظيره اللبناني جبران باسيل في الخارجية والذي وُصف بالأعنف، “بأن حزب الله الذي يقف عائقاً أمام آمال الشعب اللبناني ومن خلال الترهيب المباشر للناخبين بات ممثلاً في البرلمان ويتظاهر بدعم الدولة ويسرق مواردها ويجب ألا يُجبر الشعب على أن يُعاني بسبب طموحات الحزب”.

وهذا ما ركّز عليه بومبيو في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين والسياسيين الذين التقاهم إما جماعياً أو أفراداً في زيارات ليلية إلى السفارة الأميركية في بيروت أو في أمكنة أخرى توافرت الحماية القوية حولها، منها زيارته إلى مدينة جبيل الأثرية وتناوله الغداء في إحدى مطاعمها.

كل شيء ممكن
وفي السياق، أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد الذي شارك في غداء بومبيو في مدينة جبيل لـ”العربية.نت” “أن لا معلومات دقيقة عن رزمة عقوبات جديدة تعد لها الإدارة الأميركية، إلا أنه أشار إلى “أن كل شيء ممكن عند الأميركيين”.

ولفت إلى “أن ما قاله بومبيو من وزارة الخارجية اللبنانية كان واضحاً تجاه إيران وحزب الله، إلا أنه لم يذكر موضوع العقوبات، لكن قانون العقوبات موجود في الكونغرس وهم يصدرون رزماً بين وقت وآخر من دون أي إنذار مُسبق”.

السابق
طرابلس مدينة الفرص الضائعة
التالي
توقيف مختار سابق في شقرا.. هل رفع حزب الله الغطاء عن محازبيه المتورطين بالفساد؟