عن الحرب القادمة في الصيف… واستعدادات حزب الله

الحرب الاسرائيلية
جمهور حزب الله يقرع طبول الحرب، والموعد بداية الصيف القادم، ليثار السؤال المشروع: لماذا الحديث عن الحرب في هذا التوقيت، وما الهدف منه؟

يشيع مناصرو حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، نقلا عن مسؤولين الحزب، أو منظمين، تحذيرات واضحة من حرب ستشتعل بين حزب الله واسرائيل في شهر حزيران من العام الحالي 2019، ويحث هؤلاء المناصرون الناس على الجهوزية التامة والتحضير النفسي للحرب القادمة لا محال.

وفي نظرة تحليلية بسيط للأحداث التي تجري في المنطقة من حصار اقتصادي مؤثّر على إيران، وضم الجولان السوري إلى الكيان الإسرائيلي، واقتراب انسحاب عناصر حزب الله من سوريا، لعلة أنه لم يعد لهم تأثير هناك بل أصبحوا عبئاً على خزينة الحزب، فإن ما يشاع  يبدو متناقضا مع أخبار الجبهة الجنوبية اللبنانية المتاخمة للعدو الاسرائيلي في أن حزب الله يجهّز عناصره وشعبه لحرب دامية ومدمرة قريبة…

اقرأ أيضاً: حزب الله يروّج للحرب ليستجمع قواه ويجمع المال

فإذا أمعنا النظر، وجدنا أن الحزب بدأت تؤثر عليه العقوبات الأميركية بشكل كبير، حيث سحب معظم عناصره من سوريا، إضافة إلى أنه يدفع نصف الرواتب لعناصره المتبقية – كما هو معروف – لأنه لم يعد باستطاعته دفع الرواتب كاملة للشحّ المريع في موارده المالية من الخارج والداخل، بسبب الحصار الاقتصادي والعقوبات الأميركية خارجيا، اضافة للضائقة الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان والتي أثرت على المساهمات الشيعية المالية التي كانت تدعم خزينة الحزب.

وفي سياق متصل، توافرت معلومات لـ”جنوبية”، ان حزب الله بدأ بتسريح عدد من العناصر وخصوصا المتعاقدين، ليُبقي على الأهم من المتفرغين، وقد حثّ من سرّح منهم أن يبحثوا عن عمل آخر، لأن ميزانية الحزب تقلّصت أضعافا بسبب الحصار المالي.

وللاستيضاح حول موضوع احتمال اندلاع حرب بين حزب الله واسرائيل، قال الخبير العسكري سمير الحسن: كل الخيارات مفتوحة خاصة مع التصعيد الأميركي الإسرائيلي بالتزامن مع ذهاب أميركا باتجاه العقوبات الاقتصادية على المقاومة وإيران وسوريا أكثر فأكثر. وأضاف: نتيناهو أيضاً يعاني من أزمة داخلية ولديه الحاجة للهروب إلى الأمام. ولكن هذا لا يكفي للذهاب إلى الحرب.

ويلفت الحسن: كل المؤشرات تشير إلى استمرار إسرائيل بالضربات الجزئية كما حصل يوم أمس في حلب أو في غزة. فإسرائيل تعتمد استراتيجية معركة بين حربين كي لا تصل إلى حرب شاملة، ولكن في حال استمرت هذه الضربات الجزئية على حزب الله وإيران، وبلغت مستوى من التأثير الفعلي على وجود قوات المقاومة في سوريا، ربما تتدحرج الأمور نحو الحرب.

اقرأ أيضاً: قرار ترامب بضم الجولان لإسرائيل.. خدمة لمحور الممانعة

وعن استعدادات حزب الله للحرب، قال الحسن: حظوظ محور المقاومة في الحرب أحسن، لعلة أنه صار هناك ترابط بالساحات، أي أن حلف الممانعة في المعركة القادمة قادر على المشاركة بفعالية على مستوى المتطوعين العراقيين والإيرانيين والسوريين أيضاً، بهامش من المدى أكبر وأوسع، بحيث ان الجبهة لن تكون محصورة في بقعة جغرافية واحدة في جنوب لبنان.

ويختم الحسن بتأكيده أن المعركة القادمة مسرحها لن يكون فقط لبنان، فأيّ معركة قادمة ستكون على أكثر من ساحة وستشمل تحديداً الساحة السورية.

السابق
نتنياهو يستخدم أوباما في حملته الانتخابية
التالي
سباق البرامج قبل «رمضان» يتسبب بخلافات وفوضى في العرض