إسمع يا دولة الرئيس(59): أوصاف الشيعة وعددهم.

الشيخ محمد علي الحاج العاملي

عن الإمام الصادق عليه السّلام: “لَيسَ مِنّا، ولا كَرامَةَ، مَن كانَ في مِصرٍ فيهِ مِائَةُ ألفٍ وكانَ في ذلِكَ المِصر أحَدٌ أورَعَ مِنهُ”

دولة الرئيس؛
تسامحتُ كثيرا في استعمال لفظ “الشيعة” خلال هذه الرسائل، تعمداً مني، فلم أكن أرغب بالاسترسال في الايضاحات؛ رغبةً في ايصال بعض الأفكار بأقل قدر ممكن.

لكن هنا يا دولة الرئيس – وقبل ختم رسائلي المفتوحة – أرغب أن أستعيد معكم أوصاف “الشيعة” حيث تساهلتُ باطلاقها على الكثيرين.. ففي حديث عن أبي إسماعيل قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: “جعلتُ فداك إنّ الشيعة عندنا كثير، فقال: فهل يعطف الغني على الفقير، وهل يتجاوز المُحسن عن المسيء، ويتواسون؟ فقلتُ: لا. فقال عليه السلام: ليس هؤلاء شيعة! الشيعة من يفعل هذا”.

فأهل البيت عليهم السلام يعتبرون الشيعة هم من يحملون قيمهم ومبادئهم وثقافتهم..؛ وليس كل شخص اعتبر نفسه محباً لعلي عليه السلام وبنيه هو شيعي! التشيع مدرسة في القيم والأخلاق، وليس عصابة عديمة المبادئ!! التشيع فكر وفلسفة وتضحية وعطاء، وليس حزباً وجبهة!!

ولا بدّ من أن أشير لملاحظة أساسيّة، وهي أن الشيعة في الأساس ليسوا فرقة وعصبيّة لمجموعة عشوائيّة من دون حدّ أدنى من الفكر والقيم..!
وتاليا، التشيع مسلك تقوائي مبني على القيم والأخلاق والإخلاص والتفاني، ولا يمكننا اعتبار أي شخص شيعي لمجرد أنه مسجل بوثائقه الرسمية ذلك!

فهل يعقل أن يسرق شخص ما ونعتبره شيعيا؟ وهل من قتل الناس وسفك دماء الابرياء يكون شيعيا؟!

الرئيس الحبيب؛
حبّذا لو نتمكّن من التشديد على الفضائل التي ينبغي أن يتحلّى بها من ينتسبون لآل البيت عليهم السلام، وللتشيع، مع علمنا بصعوبة الإقتداء بهم، وبمبادئهم السامية.. لكن من المعيب أن تتحول مجموعة من اللصوص والفاسدين والقتلة ومرتكبي الموبقات؛ ليطلق عليهم لقب “الشيعة”

ففي وصيّة الإمام الصادق عليه السلام لشيعته: “كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، وقولوا للناس حسناً، واحفظوا ألسنتكم، وكفوا عن الفضول وقبح القول”

السابق
المبادرة المدنية في عين دارة: سقط الترخيص لمعمل فتوش للاسمنت
التالي
موفد من الرئيس محمود عباس الدكتور أبو الهولي يزور مخيمات لبنان إعلام حركة فتح- بيروت