وثائق أميركية تتهم «حزب الله» بتأليف شبكات مخدرات وغسيل أموال

تميل إدارة ترامب إلى إطلاق “حربٍ ناعمة”، أكثر تشدداً مع حزب الله، مستخدمةً كل الوسائل لتشويه صورته النمطية، والتحذير من ما تصفه خطر شبكات الحزب العالمية. وفي هذا الإطار، تواصل السلطات الأميركية تسريب المزيد من الوثائق، التي تتحدث عن نشاطات سرية مزعومة للحزب في العالم، تُكشف للمرة الأولى للعلن.

مراقبة خارج الحدود
تشير آخر الوثائق المُسربة، والتي تفرّدت بنشرها شبكة “globalnews” الكندية، أنه بحلول عام 2014، اتفق وكلاء إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة وشرطة الخيالة الكندية الملكية، على التعاون. ووفقاً لسجلات إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، وتصريحات المدعين العامين الكولومبيين، أظهرت المراقبة الدقيقة لإحدى العصابات الكولومبية، التي تُسمى “لا أوفيسينا”، تهريب أموال بمليارات الدولارات، بطريقة محترفة، لتمويل المشروع العسكري لحزب الله.

اقرأ أيضا: بومبيو يكشف عن لائحة عقوبات قريبة تطال حلفاء «حزب الله»

لم يكن الحزب، وفق الوثائق، مهتماً فقط بتمويل شراء الأسلحة، إذ تشير أيضاً، أن الحزب أراد أن يدمر أو يضعف أعدائه، سواء في شكل تعزيز ظاهرة إدمان المخدرات، أو من حيث التكاليف الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بمكافحة الاتجار والإدمان.

خناني ومنصور
تُفيد الوثائق بأن اجتماعاً عُقد في تشرين الأول 2014، في المقر السري لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية في شانتيلي، فرجينيا، حضره عشرات المحققين والمحللين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. وقد أراد المجتمعون استهداف عنصر في حزب الله يُدعى حسن منصور، الذي كان نشطاً جداً في انتهاك القوانين الكندية، كما تم توصيفه بأنه واحد من كبار غاسلي أموال حزب الله عالمياً.

كانت إحدى وظائف منصور هي نقل المخدرات إلى أستراليا، وإرسال أموال نقدية للحزب. ووفقاً لسجلات إدارة مكافحة المخدرات، المودعة عام 2016 في محكمة جنوب الولايات المتحدة، احتاج منصور إلى مساعدة. ويشير مسؤول أميركي سابق في الوثائق، أن الشيء المضحك هو أن حزب الله كان لديه قدرة جيدة على نقل الكوكايين إلى أستراليا، لكنه لم يمتلك القوة الكافية للحصول على الأموال. لذا، اضطر للتعاقد مع ألطاف خناني، الذي يُسجن حالياً في ولاية فلوريدا الأميركية، للحصول على النقود، فخناني كان قادراً على تحصيل الدولارات الأميركية في دبي، وتحويلها حول العالم.

صلات كندية
بدأت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، حسب الوثائق، تجميع روابط الحزب مع الكارتلات في كولومبيا والمكسيك منذ أكثر من 10 سنوات. لكن منصور وزميله محمد عمار لم يصبحا محور التركيز الرئيسي، حتى تم الكشف عن شخصيات رئيسية أخرى لها صلاتٍ كندية.

أرادت إدارة مكافحة المخدرات إشراك شرطة الخيالة الكندية الملكية، بملاحقة تاجر مخدرات لبناني يُدعى شكري حرب – أُطلق عليه الاسم الرمزي “طالبان” – لدوره في قيادة عمليات تهريب المخدرات خارج كولومبيا، لصالح “لا أوفيسينا”. وزعمت إدارة مكافحة المخدرات والشرطة الكولومبية، وفق الوثائق، بأن حرب وظف عدد من العملاء في المدن الكندية، بما في ذلك فانكوفر وهاليفاكس وكالغاري.

وبعد الضجة التي أحدثتها قضية البنك اللبناني الكندي في عام 2011، وجهت مقاطعة فرجينيا الشرقية اتهاماً لمواطن لبناني- كولومبي، يُدعى أيمن جمعة، بامتلاكه شبكة ترسل الكوكايين و”العديد من التحويلات البنكية” لأموال المخدرات إلى كندا. وبعد توجيه الاتهام إلى جمعة، بدأ عنصر آخر في الحزب يُدعى محمد عمار، الذي كان يعمل سابقاً مع جمعة ومنصور، بالظهور في مدينة ميدلين الكولومبية.

تحويل الأموال
في عام 2014، كان عمار مديناً لعصابة “لا أوفيسينا”  بمبلغ 100 ألف دولار كندي، وتزعم سجلات اعتقال إدارة مكافحة المخدرات في أيلول 2016، إن عمار استخدم عدداً من الوكلاء في تورونتو لجمع النقود. وقد تم الاستيلاء على الأموال، التي تم تحويلها من تورونتو إلى بنك في بيروت.

طلب عملاء إدارة مكافحة المخدرات، عبر التمويه بأنهم تجار مخدرات، من عمار جمع ما مجموعه 500 ألف دولار من أموال المخدرات نقداً في أستراليا، على مدى عدة أشهر. وكان عمار عادةً يحب تحويل أموال المخدرات عبر الصين وهونغ كونغ، لكنه استخدم دبي أيضاً.

اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات على شخصيات لبنانية

يشرح مسؤول أميركي سابق، كما تكشف الوثائق، ما جرى حينها قائلاً: “أخبرنا عمار أن لدينا أموالاً للمخدرات لتُنقل إلى أستراليا، وكما توقعنا فقد تواصل مع منصور، الذي بدوره تواصل مع خناني. عندها علمنا بشكل ملموس أن خناني مرتبط بحزب الله وحسن منصور”. وبعد ذلك بفترة قصيرة، ومن خلال شركات مزيفة، وصرافة عملات في دبي، مرتبطة بمنصور وخناني، قامت شبكة حزب الله، كما هو مذكور في سجلات محكمة مقاطعة الولايات المتحدة في ميامي، بتحويل الأموال إلى ميامي، حيث كانت الشرطة الأميركية تحتفظ بحسابات مصرفية سرية.

بانتظار الحكم
يواجه كل من عمار ومنصور حالياً تهماً تتعلق بغسيل أموال في قضية ولاية فلوريدا، قد يصل حكمها إلى السجن المؤبد. وحسب الشبكة الكندية، فإن الوثائق تشير أن منصور كان رهن الإقامة الجبرية في باريس، قبل تسليمه للولايات المتحدة، بسبب اتهامات تتعلق بغسيل أموال، لا صلة لها بقضية ولاية فلوريدا.

وتجدر الإشارة أنه في عام 2017، حكمت محكمة محلية أميركية، في فلوريدا، على ألطاف خاناني بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة التآمر لارتكاب غسيل الأموال.

السابق
كشف محاولة رشوة في وزارة العمل ابو سليمان: لا مهادنة مع الفساد
التالي
موسكو تتحدّى واشنطن: على ترامب إخراج قواته من سوريا قبل مطالبتنا بالانسحاب من فنزويلا