نتنياهو مستعد للتخلي عن قطاع غزة من أجل تشديد قبضته على الضفة

نتنياهو يحافظ على حماس لأنه لا يراها العدو الحقيقي، بل يعتبر أن السلطة الوطنية هي العدو، المشكلة الوحيدة عند نتنياهو أنه لا يخبر “مواطني” اسرائيل والمستوطنين في محيط غزة بهذه الحقيقة.
نتنياهو ليس في أولوياته منطقة محيط غزة، المناطق المهمة له سياسيا هي رام الله ونابلس والخليل، وهو مستعد للتخلي عن قطاع غزة من أجل تشديد قبضته على الضفة الغربية.

نتنياهو عانى من (الفراشات السوداء) التي هبطت عليه، دون سابق إنذار، حيث بدأ الأمر بنشوء حزب رؤساء الأركان الثلاثة، الذين يشكلون تهديدا حقيقيا له في الحكم، وقضية الفساد في ملف الغواصات والبطن الإسرائيلية الرخوة في غزة، ما يجعله يخسر شعبيا وسياسيا وغير قادر على التحكم في جدول أعمال الجمهور الإسرائيلي.

حين يتعلق الأمر بقطاع غزة نجد نتنياهو الصبور والبرغماتي ونجد ضبط النفس والابتعاد عن المغامرة، فهو يملك استراتيجية ليس حبا في مردخاي ولكن كرها في هامان، وهي ليست محيط غزة بل رام الله ونابلس وبيت لحم والخليل، فهو يتخلى عن قطاع غزة من أجل تعميق قبضته على الضفة الغربي.

اقرأ أيضاً: «صفقة ترامب» مروراً بالجولان… من الرابح الأكبر؟

نتنياهو يفترض أن يكون في القمة الآن، قبل أسبوعين من الانتخابات، عقب الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، لكنه يجد نفسه في أزمة عميقة في ظل سقوط الصواريخ، وعليه أن يقرر ما هو الأسوأ، ضبط النفس الذي سيحوله إلى كيس من الرمل للكمات خصومه، أو المغامرة والمواجهة التي لا يعرف كيف ومتى يخرج منها.

نتنياهو وحكومته يحافظون على حماس بكل قوتهم، لأنهم يرون في السلطة الوطنية الفلسطينية عدوا استراتيجيا، وحماس كنز بالنسبة لهم، وبالنسبة للمعارضة لا توجد إجابات دقيقة، بل “أزرق وأبيض” يتكلمون بالشعارات ولا يقدمون رؤية حقيقية، ويوم أمس كان يوما طويلا وحرجا، لكن اشكنازي ولبيد ويعلون وغانتز اختفوا.

سكان غزة انتخبوا حماس واختاروا طريق الإرهاب، وفضلوا إقامة نموذج حزب الله في قطاع غزة بدلا من نموذج سنغافورة، والآن بدأوا يدركون حجم الخطأ، ويخرجون ضد حكم حماس، لكن سيكون من الصعب تغيير نظام إسلامي من الداخل ولا يوجد حل آخر سوى تغيير حكم حماس من الخارج.

اسرائيل تعمل على خنق السلطة الوطنية الفلسطينية، وتهاجم الرئيس عباس بشكل يومي، وتحوله إلى عدو للصهيونية، وتعمل على إنهاء حكمه، بينما تنمو حماس وتكبر، والسبب بسيط جدا هو أن نتنياهو يفضل إقامة دولة إسلامية في غزة وضم أجزاء من الضفة الغربية للمستوطنات، ووضع حد للحلم الفلسطيني بإقامة دولة، هذه هي الحقيقة وهذه هي أيديولوجية اليمين.

نتنياهو يسعى لقتل آخر البرغماتيين الفلسطينيين والقضاء على حل الدولتين، وما دامت حماس موجودة لن تكون هناك مفاوضات، وستكون إسرائيل قادرة على توسيع المستوطنات، وهذه الحقيقة التي لا يجرؤ نتنياهو على قولها “لمواطني” اسرائيل بشكل عام، والمستوطنين في محيط غزة بشكل خاص”.

السابق
نصرالله عن زيارة وزير خارجية «الشيطان الأكبر»: قدم بلاغاً ومشى
التالي
نصرالله لـ«بومبيو»: أين يوجد ممارسة ترهيب على الناخبين في لبنان؟