السنيورة يدفع الاتهامات ويهاجم «الفساد السياسي» الذي يقيم الدويلات

فؤاد السنيورة
بتفصيل يستند الى أدلة ووثائق رسمية، فنّد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بمؤتمر صحفي ادعاءات حزب الله، ورد بتوضيح للرأي العام كل المواضيع التي يحاول الحزب تحميل تداعياتها له.

وكان لافتاً حضور رئيسة كتلة المستقبل النائبة بهية الحريري الى جانب السنيورة، برفقة عدد من نواب المستقبل، في المؤتمر الذي عقد في نقابة الصحافة، كرد على اتهامات تخلي المستقبل عنه وتركه وحيداً في المواجهة.

وأعاد كلام السنيورة ذاكرة اللبنانيين الى مراحل سابقة، شكل بها، سواء كوزير مالية أو رئيس حكومة، رأس حربة في المواجهة السياسية وخصوصاً مع محور حزب الله وحلفائه.

وتطرق بشكل أساسي الى قضية ال11 مليار التي يسأل الحزب عن طرق صرفها خلال فترة رئاسته للحكومة، فقال السنيورة: “قصة الـ 11 مليار دولار كلها هي عاصفة في فنجان وهناك من يحاول ان يحرف انتباه الناس نحو مسائل أخرى ليغطي ما يفعله وليمنع الاصلاحات الحقيقية”.

اقرأ أيضاً: حتى في محاربة الفساد… الأمر لحزب الله!

وأضاف: “حكومتي في العام 2006 أعدت مشروع قانون من أجل إخضاع جميع حسابات المالية العامة والمؤسسات إلى الرقابة التي يمكن أن تقوم بها مؤسسات دولية متخصصة”.

وفي ما يخص الإنفاق، أكد السنيورة على قانونيته سواء كان اعتمادات الموازنة او الخزينة، واصفاً الإنفاق بأن قانونيته “كاملة الأوصاف”.

وتوجه الى من يعد هذه المسرحيات بأنه يجهل الفارق بين ميزانية الدولة وموازنتها، وقال لمن يدعي بأنه يملك مستندات أن ما يزعم به عبارة عن “نكتة سمجة” هدفها تشويه صورة كل الحكومات التي رأسها رفيق الحريري والنيل منه ومن كل رؤساء الحكومات الذين أتوا بعده بمن فيهم سعد الحريري.

وأبدى نيته بتسليم الرؤساء الثلاثة دراسة كاملة يوضح بها كل المغالطات التي يصنفها السنيورة بأنها محاولة لتشويش عقول الناس لتكون الأمور واضحة للجميع. متمنياً توزيع هذه الدراسة على كل الوزراء والنواب.

وشبه ما يجري اليوم بما جرى عام 1999، عن ما يسمى بفضيحة برج حمود المختلقة والتي اتهم بأنه متورط فيها، في حين أنه كان الشخص الوحيد الذي وقف بوجه المحرقة المزعومة في مجلس النواب رافضاً الإنفاق عليها عن طريق الدولة.

وترك السنيورة الشق الأخير لبعض الكلام السياسي، محدداً معنى الفساد السياسي، حيث قال: “الفساد الأكبر هو الفساد السياسي، ويعتبر فاسدا سياسيا كل من يقيم دويلات داخل الدولة ويسيطر على مرافقها ومن يعطل الاستحقاقات الدستورية ويحول دون تطبيق القانون”. حيث علا تصفيق الحضور.

واستذكر مقولة كان يرددها عندما كان نائباً خلال جلسات المجلس النيابي، فقال: “شخص سقط منه شيء، وراح يبحث عنه، فسأله أحد من رآه أين فقدت هذا الشيء؟، فرد قائلاً: “هونيك”.. وفسأله مجدداً ولماذا تبحث هنا؟ فقال: “لأن هنا يوجد ضوء”. كإشارة منه الى من يبحث على الفساد في مكان غير مكان وجوده لهدف ما أو لغاية في نفس يعقوب.

وهذا ما يفسر الحملة على السنيورة اليوم، لم يستسغ بعد حزب الله وأعوانه كيف وقف السنيورة بوجهه في كثير من الأوقات، مانعاً اياه تنفيذ أجندته الخاصة المكلف بها من الخارج.

اقرأ أيضاً: ‏لماذا يكره ‎حزب الله الرئيس فؤاد السنيورة؟

فصموده في السراي الكبير لأكثر من سنة ونصف، مشاهداً من شرفته اعتصام مناصري الحزب المفتوح، بالإضافة لرده بجملة هادئة على مطولة أمين عام حزب الله حسن نصرالله في ذلك الوقت بحقه بقوله: “نصرالله لم يكن موفقاً بخطابه”، وغيرها من الأمور خلال حكومة 2006، جعل الحزب يستفز، و”يصمّد” حسابه مع السنيورة الى يوم خروجه من المشهد السياسي، وهو ما يعتقده أنه أصبح واقعاً اليوم.

إلا أن رد السنيورة اليوم، أعادنا الى أيام المواجهة الفعلية لمشروع حزب الله، وأعادنا الى يوم منع الحزب من تنفيذ ما يريد، وحتى بعد لجوءه الى المواجهة على الأرض كما جرى في 7 أيار 2008، عندما صوّب الحزب بندقيته نحو الداخل، كآخر منفذ له لتمرير ما يريد.

وهذا ما يجعلنا اليوم بحاجة الى العودة لقوة قرارات الدولة على حساب الدويلة، وما أراده السنيورة اليوم هو التذكير بتلك الأيام، ليس لنتحسر على أيام القوة، بل لنعود اليها.

فذكر.. إن نفعت الذكرى.

السابق
احذروا من فيضان الليطاني في ٤ آذار
التالي
«المجلس العالمي لثورة الأرز» يدين المسؤولين المرتبطين بحزب الله في فنزويلا