روبي… من الأغاني الهابطة إلى فنانة من طراز رفيع

روبي
ارتقت الفنانة المصرية روبي بفنها فأصبحت تجيد اللعب على الأوتار العاطفية للجمهور، فمن مغنية "ليه بيداري كده" قبل 15 عاما، التي تسببت والفيديو كليب المثير الذي رافقها بجدل واسع جعل منها مثالا للفن الهابط، الى فنانة أصبحت تملك لونا ونهجا خاصا بها بين الفنانين.

قبل أيام، انطلق عرض مسلسل “أهو ده اللي صار” وهو البطولة الأولى لروبي في الدراما المصرية بعد تجارب درامية وسينمائية عديدة كان أبرزها مسلسل “سجن النسا” مع الفنانة نيللي كريم. وفي السجن استطاعت روبي أسر المشاهدين، خاطفة الأنظار عن نيللي في رسم مساحة خاصة بها تشبه شخصية روبي الهادئة البعيدة عن الضجيج.

وإذا اختارت المغامرة، انتقت نصاً قوياً كمخيلة عبد الرحيم كمال في رواية تاريخ الاسكندرية من مائة عام لليوم. وبين “نادرة” و”سلمى” تباغت روبي الجمهور بلعب شخصيتين يشاركها بهما الممثل “أحمد داوود” ، حيث يبرز هدوء أحمد بشخصيتي “يوسف” الجد والحفيد، ويتقلب أداء روبي بين هدوء “نادرة” واستكانتها للظروف وبين جنون “سلمى” وتمردها على كافة القواعد والأطر الاجتماعية.

اقرأ أيضاً: عارضة الأزياء الأسطورة «ماي ماسك».. جميلة بعمر الـ70 عاماً

هكذا تبرز روبي من بين المشاهد كموجٍ يثور فجأة ثم يستكين مطرزاً في الزمنين ابتسامة لا تنسى، الأولى سمراء بنكهة ملامح الصعيد وغنّة الصوت المكسور وجمال عيني روبي المميزتين بالرموش الحادة وهي من غنت لهما سابقاً أغنية “يالرموش”، والثانية، ابتسامة عفوية لصحفية منطلقة للحياة تمارس عملها الاستقصائي بدافع المهنية وتحيط نفسها بالمعوذات والمسابح لتحمي نفسها من العين.

هنا وتبتعد روبي عن نموذج التوأم المعتاد طرحه في الدراما بتقديم شخصيتين متشابهتين في الملامح ومتناقضتين في الطباع، بل تقدم قصتي حب بزمنين مختلفين بمعايير اختلاف الأزمنة ونظرة المجتمع وانقلاب النظرة للحب من فعل محرّم على الفقراء إلى أمر واقع يفرض نفسه على الظروف.

انطلاقاً من فترة تمرد المصريين على حكم الإنكليز إبان حركة سعد زغلول تسير أحداث المسلسل في عدة مراحل زمنية دون أن تفقد روبي البريق، بل تطبع لمسة حضورها متكأة على أدواتها الخاصة في تطويع المشهد بحسب المستوى العاطفي الذي يحتاجه، مشهد تسترسل “سلمى” بالكلام دون أن تفسح المجال ل”يوسف الثالث” في الاختيار، ومشهد آخر تصمت “نادرة” فتنطق عيناها أمام “يوسف بيك نوار” وتبوح بالكلام المباح كجمل قصيرة شكلت تفاعلا كبيرا على السوشال ميديا خلال الأيام الماضية.

وبهذا تبرز ذاكرة الكاتب الروائية في الاستعانة بقصص أدبية شهيرة والاستعانة بخطوط من رواية “تحت ظلال الزيزفون” وحالة العشق التي تشكلت بين ماجدولين وستيفن، مع عكس الأدوار في المسلسل والحفاظ على خط تضاد الطبقات الاجتماعية والزواج تحت سطوة الأهل وحالة السحر المرسومة على حبر الرسائل المتبادلة بينهما، ليستقي المسلسل من عدة مصادر حكائية وروايات تاريخية أحداثه في مزج درامي ملفت ولو خفتت فيه الحبكة لضعف البنية العامة للشكل النهائي مع غياب اللمسة الخاصة للمخرج حاتم علي.

أما روبي فتنافس منفردة في موسم خاص بها خارج رمضان وتقول في سرها:” آن أوان النجومية، فلا عمر يعرف الوصول ولا إرادة تنكسر تحت أي ظرف”.

السابق
سوس الفساد ينخر «باب الحارة» ويحوّله الى «باب الصالحية»!
التالي
حوار حول سيرة الغرباء في سوريا: «ليست رصاصة طائشة تلك التي قتلت بيلا»