MBC تدخل العراق… فهل تنجح باستقطاب العراقيين؟

في الوقت الذي يطوي العراق ذكرى التدخل الأمريكي الرابعة عشر، تقدم شبكة MBC للجمهور العراقي قناة خاصة به وسط تجاذب ايراني سعودي حاد على الساحة العراقية، وصراع سياسي سيكون الاعلام أحد اسلحته بامتياز.

بينما يحاول العراق ان ينهض مما هو فيه من حروب وأزمات، فلا يكاد يصحواهله من كابوس التفجيرات في بغداد بعد تحرير البلاد من داعش، حتى يطالع العراق والمنطقة أزمات وتهديدات جديدة.

اعلاميا، وفي السابع عشر من شهر شباط الجاري كانت الصورة البصرية العراقية على موعد مع قفزة نوعية للميديا السعودية مع افتتاح MBC العراق كقناة تجمع أبناء البلد جميعهم على حد وصفها، والتي اختارت الانطلاق عبر مجموعة من البرامج العائلية المبنية على قوالب عالمية، ولكن المختلف هذه المرة هي اللهجة العراقية، أي ما بات يعرض على قنوات الشبكة الرئيسية وهو اليوم بصيغ محلية موجهة بالدرجة الأولى إلى البيت العراقي. وهذا ما شكلّ بدوره حالة قلق لدى بعض الجهات الإعلامية والدينية التقليدية في العراق وخصوصا منها المقربة من ايران ، حيث عدوا افتتاح محطة تلفزيونية للعراق تابعة لخصمهم االسعودي في الوقت الحالي ليس إلا غزوا ثقافيا موجه، في الوقت الذي دافعت فيه القناة عن نفسها من خلال الترويج لمحاربتها الخطاب الطائفي وتقديمها صورة معتدلة عن المجتمع العراقي بما يحمله من قيم حضارية وثقافة واسعة، وحرصت من خلال المقاطع الترويجية أن تظهر معالم سياحية ورموزا ثقافية عراقية محايدة.

وكان العراق قد أثبت حضوره في المنطقة العربية مؤخراً عبر الانتشار الموسيقي بالدرجة الأولى، فتصدرت مجموعة من الأغنيات الحديثة قوائم الاستماع في عام 2018 ما عدّه البعض حالة من التطوير عن الصورة النمطية للأغنية العراقية وقدرة على الانتشارعربياً مع أنماط موسيقية جديدة ووجوه فنية وإعلامية باتت تتصدر الشاشات. وهذا شكل عاملاً مساعداً للقناة الوليدة في الاستثمار بهذه الوجوه البارزة، فتنطلق مع وجوه يحفظها الجمهور المحلي وتشكّل جيلا جديدا من الشباب العراقي متجاوزا الفوارق الطائفية والاجتماعية والعشائرية.

حالة MBC  العراق تعيد للذاكرة الجدل في الأوساط الإعلامية المصرية بعيد افتتاح الشبكة لقناة MBC مصر ورفع القناة الجديدة حينها مستوى المنافسة عبر جذب أسماء نجوم في الدراما والغناء إلى برامج القناة وتقديم ساعات من البث المباشر وعرض مجموعة حصرية من أعمال الدراما التلفزيونية، حينها أدركت وسائل الإعلام المصرية حجم الضخ الإعلامي الذي تمارسه القناة السعودية، فما كان منهم إلا تقوية الشبكات التلفزيونية المحلية التي عمد الى استحوذها رجال أعمال مصريين لإعادة كسب ثقة الجمهور في إعلامه المحلي وليس الموجّه من الخارج.

فهل ترفع MBC العراق مستوى التحدي لقنوات إعلامية عراقية محلية، وهو ليس بالمستبعد مع ملاحظة الإمكانات المادية والبصرية للقناة على صعيد الاستديوهات والكاميرات وأساليب المونتاج.

اقرأ أيضاً: البرامج السياسية الصباحية: نافذة على الوهم!

 المختلف في الحالة العراقية هو غياب الإعلام العراقي الرسمي والخاص عن التأثير الإقليمي لمدة خمس عشر عام أي أن هناك صورة غائبة لدى جمهور المنطقة العربية عن ثقافة العراق ومزاجه الشعبي السائد الذي كان يصل فقط عن طريق الأخبار السياسية أو المنتج الثقافي العراقي من شعر وأدب. فمع سقوط نظام صدام حسين انفتح العراق على الإعلام الفضائي دون قوانين ملكية مقننة للبث وضابطة للتراخيص، فمن قناة حكومية وحيدة تبث الخطاب الرسمي الخشبي إلى عشرات الفضائيات المنطلقة من داخل وخارج العراق معنونة بأسماء دينية ومناطقية وإلغائية. وهذا ما أفسح المجال لامتداد قنوات شيعية حاولت تنميط صورة معينة عن مجتمع العراق وتجاوز حجم المكون السنّي الذي يشكل ثلث عدد سكان العراق، مع تغريد القنوات الكردية خارج السرب في تقديمها إعلاما كرديا بحت موجها للأكراد ولا يحاول استقطاب الشارع العراقي بالعموم. بذلك غدت هذه القنوات مرتبطة بجمهور محلي معين محدد الأبعاد، وفشلت في التوجه للمواطن العراقي بغض النظر عن انتماءه السياسي أو الحزبي أو العقائدي، كما فشلت بالعبور الى الجمهور العربي.

 لذا لا نستغرب ان تُقابل MBC العراق بالهجوم وإلصاق تهمة “المؤامرة” بإطلاقها كونها قادمة من السعودية، في حين تنشغل القناة بطرح محتوى برامجي جديد على الشارع العراقي بنمط معاصر يسعى لابهار العراقيين مع استحضار نجوم الفن والاعلام بسوية بصرية عالية. وما عليك سوى الاقتناع بشعار القناة أن “اللّمة تكتمل على هذه القناة”، وذلك حتى خروج أول باقة برامج ومنوعات الى النور لنحكم على ما يكون.

السابق
اكتشاف شبكة دعارة يديرها مسؤول في حزب الله وعقيد بالشرطة القضائية
التالي
بالصور.. أغرب 10 فواكه في العالم «يد بوذا» من ضمنها!