النساء السوريات: السيدات الباكيات

من أخلاقنا -نحن في سورية- ألا نسمي المتسول متسولا ، وإنما نسميه محتاجا…
أما في باقي أصقاع الأرض، فيسمونه متسولا أو شحادا…
شيء طبيعي ان يكون التشرد والغربة والفقر والنفي… كلها من مخرجات الحروب. .
ولكن الشيء غير الطبيعي أن يعامل من هُجِّر من دياره معاملة الذليل وقد كان في بلده عزيزا كريما… !
فهذه المرأة السّوريّة المتسوّلة التي تتحدثون عنها ، كانت سيدة في بلادها، ثم صارت متسولة في بلادكم، كانت ربة منزل لها أسرة وجيران، وربما تحمل شهادة جامعية
أو قد تكون معلمة أو مهندسة أو كاتبة… وهي الآن تكتب عنكم في الوقت الذي تظنون فيه أنكم تكتبون عنها !.
هذه المرأة السورية التي كانت تطبخ لأولادكم (أصدقاء ولدها) القادمين من كل بلد عربي للدراسة في سورية بالمجان، وكانت تعاملهم كأولادها…

هذه المرأة السورية التي كانت تضمّ أزهار الياسمين الشامي لتجعل منها طوقا تهديه لأحبتها، ولكنها الآن بلا ياسمين وبلا أحبة… هذه فلسفة لا يدرك معانيها إلا أهل الشام…
هذه المرأة السورية المتسولة جارت عليها الأيام، فطرق أمثالها أبواب أمثالكم…

وقد تكون هذه المتسولة هي نفسها التي خاطت اعﻻم العرب بيديها لترفعه في المظاهرات خﻻل عقود مضت ، ثم باعت ذهبها وأرسلت المال الى مصر والجزائر وفلسطين.
قد تكون متسولة نعم، ولكن الشيء الأكثر أهمية من التوصيف هو :
لماذا ألجأتموها إلى التسول؟.
أليس في دياركم بيوت؟!
أليس في منازكم طعام؟!
أليس في خزائنكك ثياب؟!

أليس في فلسفتكم شيء اسمه إغاثة الملهوف؟

أتعلمون ماذا فعل السوريون بأشقائهم الهاربين من الحروب؟ من فلسطين والجزائر ولبنان والعراق ؟
كنا نسميهم ضيوفا” وسكنوا في أفضل المناطق وفي دمشق أرقى حي يسمى حي المهاجرين
لم نرضَ أن يسكنوا في المدارس والمخيمات أو تحت مشمّع مَطَرِي ما بين دولتين… بل أسكناهم بيوتنا، وأطعمناهم مما نأكل، وألبسناهم مما نلبس… حتى عادوا إلى ديارهم من غير أن يفقدوا ذرة واحدة من كرامتهم…
ماذا نفعل والكرام والكرامة والأنفة تُوَرّث ولا تُكتسب… ؟!
يطلق المحللون على اﻻزمة في سورية اسم (الفاضحة) لأنها فضحت الجميع… فضحت الأشقاء قبل الأعداء…

 

إقرأ أيضاً: 218 غارة اسرائيلية على سوريا

السابق
حبيش: محاربة الفساد تقتضي رفع الحصانات وتبدأ من فوق
التالي
اسرائيل تكشف عن صاروخ جديد مضاد لصواريخ أس 300 (صور)