«الكتلة الوطنية» عادت من جديد.. عيسى لـ«جنوبية»: خمس فضائل نحملها لمواجهة خمس علل لبنانية

أعادت "الكتلة الوطنية"، إطلاق نشاطها السياسي من جديد، مقدّمة سلّة من التغييرات أهمها إلغاء التوريث.

في احتفال، حضره حشد من الشخصيات الإعلامية وقدامي الكتة وكوادرها، أعاد “حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة” إطلاق نشاطه السياسي، معلناً على لسان رئيسه كارلوس إدّه إلغاء منصب العميد وتحويل صلاحيّاته بالكامل إلى “اللجنة التنفيذيّة” المنتخبة من “مجلس الحزب”، و”كسر التقليد السياسي اللبناني القائم على التوريث السياسي وشخصنة القرار داخل الأحزاب”.
وأكّد إدّه أنّ الكتلة “لم تقبل أيّ مرّة بتمويل خارجي، ولم يحقّق أيّ كتلوي يوماً ثروة من السياسة وليس صدفة أنّ توصف الكتلة بحزب “الأوادم”، مشدداً على أنّ “مشروع حزب الكتلة الوطنية بإصلاحاته الجديدة، مبنيّ على مبادئ الكتلة التاريخيّة التي لم تتبدّل مع الزمن”.

في السياق نفسه، أكّد الأمين العام للكتلة بيار عيسى انتقال “الكتلة الوطنيّة” من حزب المؤسّسين إلى حزب المؤسّسة، مجدّداً إلتزامها بالسيادة الكاملة للبنان، ومعلناً الاستعداد للتعاون مع كل طرف لبناني تكون كرامة الإنسان عنده وخدمته أولويّة لكون صاحب الحق هو المواطن، وكرامته هي فوق كل اعتبار. وشدّد على أهمّية المحافظة على تضحيات اللبنانيّين جميع اللبنانيّين واستعادة الثقة بينهم وبناء دولة حديثة”.
وعن سبب اختياره الانضمام إلى “الكتلة الوطنيّة”، قال: “لقيام الدولة العادلة والقادرة نحن نؤمن بأنّه يفترض أن تحكم حياتنا السياسيّة خمس فضائل في وجه خمس علل هي السبب الأساس لترهّل الدولة ووصولنا إلى وضعنا الحالي”. وأوضح أنّها “المواطنة في وجه الطائفيّة؛ والنزاهة في وجه الفساد؛ ودولة القانون في وجه الزبائنيّة؛ والسيادة في وجه التبعيّة والارتهان؛ والديمقراطيّة في وجه التوريث السياسي والمصالح الشخصيّة”.
وأضاف: “كان يعاني حزب الكتلة من علّة واحدة هي التوريث السياسي، وكما قال الصديق كارلوس فإنّ من يريد إصلاح البلد يجب أن يُصلح نفسه أوّلاً، ولذلك أوّل ما قمنا به مع العميد والقيّمين على الحزب هو إلغاء منصب “العميد” الذي كانت محصورة بشخصه الصلاحيّات كافة، ونقلناها إلى “اللجنة التنفيذيّة” المنتخبة من “مجلس الحزب” والتي تنتخب بدورها الأمين العام”.

من جهتها أشارت عضو “اللجنة التنفيذيّة” سلام يمّوت، إلى أنّ وجودها في الكتلة الوطنيّة لأنّها تؤمِن بالمرأة وتعزيز دورها في المجتمع في المجالات كافة، وقد أعطت “الكتلة” المرأة حقوقها السياسيّة وحق الاقتراع منذ العام 1951. وأكّدت أنّها في هذه الورشة لأنّ “عاصمة لبنان تتراجع من النواحي كافة، فمرض السرطان في كل بيت والهواء الذي نتنشّقه مسمّم والبناء العشوائي متفشّ”.
وكشفت أنّ الكتلة تطرح مشروعاً سياسياً جدّياً للوطن سيخلق الفرص للإزدهار تماماً كما فعلت سابقاً”. وذكّرت بأنّ “حزب الكتلة الوطنية حذّر من استعمال السلاح لحل الخلافات عام  1975 وتبيّن مدى أحقّية طرحه ولذلك يجب أن نصغي لبعضنا بعضاً وأن نعمل سوياً لنبني هذا الوطن كي نتمكّن من قضاء حياتنا فيه”.

إقرأ أيضاً: حكومة الشعب لا حكومة الأحزاب

الأمين العام للحزب بيار عيسى، وعند سؤاله عن اقتناع الجيل الحديث بالتغييرات، وبالكتلة، لاسيما وأنّها من أقدم الأحزاب في لبنان، قال لـ”جنوبية”: “يقول آينشتاين، إذا استعملنا الوسائل نفسها، وقمنا بالعمل نفسه، لا يمكن أن ننتظر نتيجة مختلفة، وهذا ما يحدث اليوم، ولهذا المواطن لا أمل لديه، لأننا نستعمل الوسائل نفسها، ونقوم بالأعمال نفسها، فتكون بالتالي النتيجة الكوارث التي نشهدها اليوم”.

وأضاف: “إذا راجعنا تاريخ الكتلة الوطنية لغاية 1976، حيث انكفأنا قسرياً، نجد أنّ لبنان في حينها كان مزدهراً وكان سويسرا الشرق”، لافتاً إلى أنّ الكتلة إذا عادت لنشاطها ومارست سياستها سيعود لبنان مزدهراً ومشرقاً.

وعن قدرة “الكتلة” على العودة الفاعلة، لا سيما وأنّ الأحزاب الطائفية متجذرة لبنانياً، قال: “دائماً كانت أحزاب الطوائف موجودة، وكانت الكتلة الوطنية حزباً مختلفاً عن البقية، فالأحزاب اللاطائفية في تلك المرحلة لم تكن لبنانية، بينما حزب الكتلة كان وما زال حزباً لبنانياً لا طائفياً، ونجحنا في تلك المرحلة  على الرغم من وجود كل تلك الأحزاب”.

ولفت عيسى إلى أنّه ما من فترة زمنية لتقييم هذه العودة، فـ”النضال لأجل لبنان لا يمكن أن يتوقف، وليست الكتلة الوطنية التي ستعمل، اللبنانيون من سيعملون والكتلة الوطنية هي إطار لهذا العمل”.

إقرأ أيضاً: الكتلة الوطنية: حزب الله يحاول تثبيت نفسه في جبيل

يشار إلى أنّ الكتلة الوطنية اللبنانية، هي حزب سياسي لبناني أسسه إميل إده سنة 1943، وترأسه حتى وفاته في العام 1949 ، حيث انتقلت زعامة الحزب إلى نجله ريمون إده زعامة الحزب بعد وفاة والده.
كانت “الكتلة الوطنية” تمثل القوة السياسية الأساسية في لبنان في الأربعينات والخمسينات إلى جانب الكتلة الدستورية التي كان يرأسها الرئيس الراحل بشارة الخوري.

في العام 1968 شكل الحزب ما سمي الحلف الثلاثي مع حزب الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار، وحظي على الإثر بثلاثين مقعدا من أصل 99 في الانتخابات النيابية التي نظمت في تلك السنة.

تراجعت نشاطات هذا الحزب بخروج زعيمه ريمون إده إلى المنفى عام 1977، ثم بوفاته سنة 2000.

بعد انتهاء الحرب الأهلية، قاطع الحزب الانتخابات النيابية لسنوات 1992، 1996 و2000، ثم شارك في انتخابات 2005 بعد خروج الجيش السوري دون الحصول على مقعد واحد.

السابق
بالصورة: امرأة تائهة من الشياح.. هل تعرفون ذويها؟
التالي
يوم مع رفيق الحريري