كفى تباهي بالعهد القوي!

لا نعرف بالتحديد من انتصر في التشكيلة الحكومية اللبنانية التي تمخضت أزمات بعد وحام صعب ثم ولدت بما لذ وطاب من الحقائب الوزارية الدسمة وغير الدسمة؟

لا نعرف بالتحديد من تنازل لصالح لبنان كما يقولون، ولماذا لا يأتي هذا الايثار والكرم اللبناني الا متاخرا وبعد تضييع وقت اللبنانيين في تفاهات وترهات وبدع لا طعم لها ولا لون ولكن لها رائحة عفنة تفح من صفقات الفساد والسرقات والهدر؟

لا اعرف بالتحديد هل يقبل رئيس الجمهورية ميشال عون على نفسه بأن يعتبر هذه الحكومة الوليدة انها حكومة العهد الاولى؟

الم تفضح هده المولودة امها للقريب والغريب حتى بدا الامر ان ما من احد على وجه الكوكب الا وشارك في سحبها من رحم امها، وفي النهاية نقول انها حكومة حي على خير العمل؟
أقرا ايضا: حفلة مقايضات بالحقائب لا تخلّ بسطوة حزب الله على الحكومة

لا اعرف بالتحديد يا فخامة الرئيس وانت المنتخب من مجلس نيابي مدد لنفسه تسعة سنوات بدون وجه حق، وانتخبت بعد سنتين ونصف من الفراغ الرئاسي بعد انتهاء مدة  الرئيس ميشال سليمان ولم تمون على تشكيل حكومة الا بعد تسعة اشهر من التكليف وبعد مرور عامين على عهدك، لا اعرف كيف تقدر بعد هذا كله ان تطلق على هذا الوقت الضائع بأنه عهد وتتبناه.

لا بأس فخامتك بان تعتبر نفسك رئيسا شبيها بمن سبقك من رؤوساء جمهورية ما قبل الطائف وما بعده لا حول لهم ولا قوة سوى إمضاء ببعض التواقيع  والمراسم الشكلية، حينها لا يقدر احد على محاسبتك، ومن يحاسب في لبنان؟!

ولكن الاصرار على ان هذا العهد سيغير وجه لبنان وسيعود بنا الى “سويسرا الشرق” فهذا بحد ذاته الفشل، “فالعهد ببيّن من عنوانه” فخامتك.

فخامة الرئيس، ما هكذا تنطلق عهود التغيير والاصلاح، فالدولة بكل مفاصلها ضارب فيها الفساد وينهش مالها المفسدون وهم على مرمى حجر من قصرك، انت تعرفهم واحد واحد وبالاسماء ولكن لم تتجرأ وانت من بيدك وزارة العدل وتصر عليها في كل تشكيلة حكومية على فتح ملف واكماله حتى النهاية.

فخامتك،  روائح صفقات الكهرباء، المحارق، المعامل، الجمارك، النفايات، البنى التحتية المهترئة، التعيينات والمحسوبيات، التعدي على الاملاك البحرية والنهرية وهي ملك شعب لبنان العظيم، القضاء المسيس والمفصل على قياس الفاسدين والذي يستقوي على قليلي الحيلة من صحافيين وناشطين ومواطن يسرق الخبز ليطعم عائلته، هذه هي الملفات التي  تحاصر حكمك وليست الامبريالة ونظريات المؤامرة كما يوهمك البعض والحق ليس دائما على الطليان والجيران بل على ماقترفت ايديهم وايديكم.

فخامتك  يكفي ان تتصل بوزير العدل ، الذي هو من حصتك طبعا، وان تطلب منه ان يفتح درجا من ادراج وزارته لكي تجد ملف فساد تحاسب فيه مفسدا في الارض، من مسؤول ومتعهد ومقاول وقاض مرتش، صدقني حينها يبدأ عهدك.

فخامتك ها هو تيارك السياسي الذي جئت منه مع حلفاءك الاقربين والابعدين يرفعون رايات النصر في هذه التشيكلة الحكومة، فقد حزتم على العدل، الخارجية، الاقتصاد، البيئة، الطاقة، السياحة، والدفاع، نعم معكم ما يتيح لكم ان تبدأوا بتطبيق شعاركم بالاصلاح والتغيير والمحاسبة وان ولم تفعلوا.

و”قناعتي انكم لن تفعلوا” حينها ” كفى تباهي بالعهد القوي!”.

السابق
فارس سعيد: وزير الصحة ليس أول طبيب يصبح وزيرا
التالي
البرازيل: ما يحدث في فنزويلا إبادة جماعية صامتة