حفلة مقايضات بالحقائب لا تخلّ بسطوة حزب الله على الحكومة

الحكومة اللبنانية
انتزع الوزير جبران باسيل وزارة البيئة من الرئيس نبيه بري وحلّ حسن عبد الرحيم مراد وزيرا لمنع استفزاز الرئيس وتياره بوزير ثان لفرنجية وبقي القرار الحكومي في عهدة "محور المقاومة".

أمكن للوزير جبران باسيل نيل وزارة البيئة التي كانت من حصة الرئيس نبيه بري، وتنازلت القوات اللبنانية عن وزارة الثقافة للرئيس بري مقابل قبولها بوزارة الاعلام التي كان يرفض الرئيس بري ان تكون بديلا من “البيئة” في المقابل أقرّ توزير حسن عبد الرحيم مراد من ضمن حصة رئيس الجمهورية، وهو الوزير الذي قبل به أعضاء اللقاء التشاوري، بعد انقسام بين أعضاء اللقاء حول عثمان مجذوب المقرب من النائب فيصل كرامي وحسن مراد ومن يكون بينهما وزير اللقاء التشاوري في الحكومة.

اقرأ أيضاً: الحكومة خلال ساعات وجعجع يتخلى عن «الثقافة» لبري

في النهاية أمكن لحزب الله أن يحسم الخيار لصالح مراد، والذي راعى فيه عدم استفزاز رئيس الجمهورية والوزير باسيل باعتبار أن مجذوب سيحسب وزيرا ثانيا للوزير السابق سليمان فرنجية الذي يرأس نجله طوني كتلة تضم من بين أعضائها النائب كرامي.
في خلاصة سريعة لما جرى يمكن ملاحظة أن المشكلة التي حالت دون تشكيل الحكومة حتى اليوم، لم تكن نتيجة خلاف بين محور المقاومة الذي ترعاه ايران وبين محور آخر ترعاه واشنطن أو السعودية او كليهما، بل من الواضح أن الخلاف كان في دائرة حزب الله وحلفائه، حينا بين حزب الله والتيار الوطني الحر حول الثلث المعطل وحينا آخر بين بري وباسيل حول وزارة البيئة.

اقرأ أيضاً: «التشاوري» يوافق على من يختاره عون وولادة الحكومة خلال يومين

وهذا ما يؤكد ان الحكومة كان اعلان تشكيلها في يدّ محور المقاومة الذي تقوده ايران، وتم تحرير التأليف بقرار من هذا المحور، لاسيما أن الرئيس الحريري لم يعارض توزير اللقاء التشاوري، والنائب وليد جنبلاط قبل بما قسم له الرئيس ميشال عون عندما أعلن تنازله عن الوزير الدرزي الثالث، فيما القوات اللبنانية قبلت بأقل ما يمكن أن تقبل به من وزارات.
الحكومة منذ البداية وقبل تشكيلها هي حكومة يمسك بقرارها حزب الله، هذا ما افضت إليه موازين القوى منذ إقرار قانون الانتخاب.

السابق
نورا رحال… فراشة من جديد
التالي
بالأسماء.. هذه هي التشكيلة الحكومية الأولية