تجاذبات زعماء الطوائف نحو مؤتمر تأسيسي جديد

نشرت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي اخبار وممارسات المعترضين على مجيىء الوفد الرسمي الليبي للمشاركة في اعمال القمة الاقتصادية العربية والمتوقع انعقادها في 20 كانون الثاني الجاري .واقدام  عناصر من حركة امل على ازالة وتمزيق الاعلاام الليبية ورفع اعلام جركة امل بديلا عنها .

المتابع للنزاع السياسي بين مكونات نظام المحاصصة ينتبه الى  ان هذه الممارسات اقدمت عليها زعامات وعناصر حركة امل بهدف لا علاقة له بقضية الامام موسى الصدر بقدر ما هي دفع للتوصل الى اتفاق جديد بين الزعامات الطائفية.

بالمقابل سربت  وسائل التواصل الاجتماعي حديثا قديما بالصوت لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل  يعد سامعيه والمجتمعين به بتكسير راس رئيس حركة امل نبيه بري كخلاصة لما طرحه حول ضرورة انتزاع مزيدا من الحصة لمصلحة المسيحيين في المواقع الوظيفية الادارية والسياسية. ويندرج هذا الطرح ضمن سياسة التجييش المذهبي وشد العصب المسيحي في وجه الآخرين.ل كن يبدو انه غاب عن تفكير باسيل ان اي تعديل بحصص الزعامات الطوائفية في ظل هذا النظام يستلزم حربا اهلية قد تطيح بما تبقى من هذا البلد ويغيب عنه ايضا انه، اي باسيل، لا يملك القدرة على خوض هذه الحرب والوصول الى ما يبتغيه .

اقرأ أيضا: «قلوب مليانة» بين عين التينة وبعبدا.. والحريري يجمع النقاط «بصمت»

من جهة اخرى تداولت وسائل التواصل شريط فيديو لحركة امل تتردد فيه لاكثر من مرة جملة “شباط خبّر كانون”، في اشارة لما حصل في 6 شباط عام 1984 في بيروت على خلفية لمن السيطرة على مؤسسات الدولة، فهل تستمر المارونية السياسية في السيطرة، ام ستنتقل لزعماء الطوائف الاسلامية الجدد، فقد فكانت حوادث تلك الايام حجرا اساسيا لنظام المحاصصة الذي توصل اليه أمراء الحرب في اتفاق الطائف وتم تنفيذه في ظل الرعاية السورية وبضبط منها .

اذن المشكلة ليست الوفد الليبي ، انه الستار الذي اختبأ خلفه اركان النظام لادارة نزاعاتهم، من أجل ان يحسّن مل طرف من مواقعه في هذه السلطة، وفيما يتجه الوضع اللبناني الى الانهيار، يجد كل زعيم انه اكبر واقوى من مؤسسات السلطة ويصبح وبغض النظر عن الموقع الذي يحتله، قادرا على تعطيل اي مؤسسة او ابلاغ مسؤول اي مؤسسة بما يجب القيام به بغض النظر ان كان له سلطة تراتبية ام لا .

من يتابع تصريحات زعامات حركة امل التي بدت وكأنها تجرّ البلد الى حرب اهلية اخرى لا تأتي الى البلد الا بمزيد من الانهيار، يلاحظ الصمت الذي يلتزم به الطرف الشيعي الآخر اي حزب الله ويبدو ان هذا الصمت يأتي في سياق ان ما يطرح يعجل بطرح مقولة مؤتمر تأسيسي جديد سيؤدي الى المثالثة التي لن تكون إلا على حساب جبران باسيل .

السابق
هجوم منبج.. ترامب يجتمع بالقادة العسكريين
التالي
لقاء بكركي: مصارحة مارونية إلغائية أم مصلحة وطنية جامعة؟