عودة داعش: تفعيل ملف الحرب على الإرهاب لضرب الحل السياسي

داعش
المحامي نبيل الحلبي لـ"جنوبية" : "زحف التنظيم الارهابي واحتلاله كافة المناطق في دير الزور، يدل أن هناك سعيا من قبل النظام السوري الداعم الأساسي له ومن خلفه النظام الايراني، لتطويق أي حل سياسي في سوريا".

وسط تعقيدات المشهد السوري وفي الوقت الذي يتجه فيه المجتمع الدولي إلى إيجاد حل للأزمة، خصوصا بعد انعقاد قمة إسطنبول الرباعية (التركية – الروسية- الفرنسية – الألمانية) أول من أمس، وتحديدها لجنة لصياغة الدستور بغياب النظام السوري والأطراف الاخرى الفاعلة، شنّ تنظيم داعش هجوما تمكن فيه من استعادة السيطرة على المناطق الشرقية في دير الزور،عن طريق هجمات مكثفة استمرت منذ يوم الجمعة وحتى فجر الأحد وأدت إلى مقتل 72 عنصرا من قوات سوريا الديموقراطية (قسد) المنتشرة في المنطقة.

اقرأ أيضاً: تبادل أسرى بين الأميركيين وحزب الله بوساطة الدولة اللبنانية

وذكرت التقارير أن القوات الأميركية أخلت القاعدة العسكرية في دير الزور وسحبت أسلحتها الثقيلة منها، إضافة إلى إخلائها لمواقع عسكرية أخرى في مدينة “الهجين” لتتمركز مكانها قوات قسد في محاولة لعدم تركها للتنظيم الإرهابي.

وفي حين ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن التنظيم استغل العاصفة الرملية التي ضربت المناطق الصحراوية السورية ومنها مدينة دير الزور كغطاء لهجومه، سُجلت حركة نشيطة في أوساط الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي، حيث قامت عناصر تابعة لهما بعمليات تفتيش ومداهمات في شرق الفرات، وصولاً إلى معبر البوكمال الحدودي بين سوريا والعراق.

ويرى مراقبون أن انبعاث داعش من جديد في هذه المرحلة، بعد تقلصه في جيوب واقعة أقصى المناطق الشرقية، يثير العديد من التساؤلات منها ما يتعلق بإحياء محاربة الإرهاب في سوريا، وما يستدعيه من عودة أطراف إقليمية للدخول على مسرح العمليات العسكرية والسياسية مجددا.

المحامي والناشط الحقوقي نبيل الحلبي أشار في حديث لـ”جنوبية” أن ” انسحاب قوات سوريا الديموقراطية أمام زحف التنظيم الإرهابي (داعش) واحتلاله كافة المناطق في دير الزور، يدل أن هناك سعيا من قبل النظام السوري الداعم الأساسي لنشأة التنظيم الإرهابي، ومن خلفه النظام اإيراني، لتطويق أي حلّ سياسي في سوريا والانتقال إلى مناقشة الدستور السوري الجديد، وهو ما اتُفق عليه أمس اللقاء الرباعي في إسطنبول الذي ضم روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، خصوصا وأن النظام السوري الرافض لإقرار دستور جديد، استغل التوقيت المناسب بعد استقالة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دو ميستورا”.

وأكد الحلبي أن ” التطورات الأخيرة تعكس محاولات النظام السوري وإيران لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء والعودة إلى توظيف سمفونية محاربة الإرهاب من جديد،لتأخير أي حلّ غير ملائم لمصالحهما، كما كان الأمر عليه في المراحل السابقة عندما كان الوسيط الدولي (دو ميستورا ) والأمم المتحدة يدعوان إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور وتسمية أعضاء الوفد السوري، وكان النظام يتذرع بمحاربة الإرهاب، وليس لمناقشة أي بند آخر”

وأضاف الحلبي “لذلك عندما أعلن المجتمع الدولي أنه تم القضاء على تنظيم داعش في سوريا، بدأت ملامح تفكيك النظام من خلال الدعوة إلى مناقشة دستور جديد من أجل المباشرة بعملية الانتقال السلمي، فلم يكن هناك أي حجة للنظام لعدم تسمية أعضاء وفده، إلا أنه بعد استقالة دو ميستورا أصبح الوقت مناسبا لتفعيل دور التنظيم الإرهابي، وبالتالي تطويق العملية السياسية من جديد”.

من جهة أخرى اكد الحلبي أن ” الإيرانيين موجودون في سوريا، خاصة في مناطق غرب حمص والقصير القلمون وغيرها من مناطق ريف دمشق الغربي، إلا أن هناك محاولة إيرانية حثيثة، بالتعاون مع منظمات إرهابية من أجل تطويق اتفاق إدلب، الذي يدعو إلى حماية المدنيين، ولا تزال هناك محاولات من إجل إسقاط هذا الاتفاق الذي ترعاه روسيا وتركيا”.

ويختم الحلبي قائلا: ” هجوم داعش في دير الزور ومحاولة احتلالها شرق سوريا في هذا التوقيت بالذات في ظل تنفيذ المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية ضد إيران، وعلى أبواب تشكيل حكومة جديدة في بيروت، يؤدي بالطبع الى تعزيز النفوذ الإيراني ويساعد على تحسين شروط المفاوضات التي تجري تحت الطاولة بين إيران والأميركيين من خلال وسطاء إقليميين”.

السابق
القوات في الحكومة: أولوية الصراع المسيحي، وتكريس مرجعية حزب الله
التالي
لماذا الإصرار على نقل مبنى المحافظة من بعلبك إلى الجرود؟