الحكومة على نار حامية.. والولادة بين اليوم وغد

ينتظر أن تكون الساعات المقبلة حاسمة على جبهة الاستحقاق الحكومي، فإمّا تأليف حكومة جامعة أو بمَن حضر، وإمّا تأجيل آخر لهذا التأليف، خصوصاً اذا طرأت مطالب أو عقد جديدة لم تكن في حسبان المعنيين، غير عقدتي تمثيل حزب "القوات اللبنانية" و"نوّاب سُنّة 8 آذار"، اللتين ما تزالان قيد الدرس وستبقيان كذلك على ما يبدو الى ربع الساعة الأخير من القرار بتأليف الحكومة أو تأجيله.

حتى الساعة تسير مباحثات الساعات الأخيرة الحكومية، كما كان مخططاً لها ووفق ما أعلنه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي من المتوقع أن ‏يقدم التشكيلة النهائية إلى رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم الاثنين أو غداً الثلاثاء، في وقت كان لافتاً ما أعلنه حزب “القوات اللبنانية” ‏للمرة الأولى عن احتمال بقائه خارج مجلس الوزراء، على خلاف ما سبق أن أعلنه مسؤولوه مراراً، مؤكدين أن “القوات” لن يحرج لكي ‏يخرج‎.‎

إقرأ ايضًا: الحريري قريبا في بعبدا وطروحات جديدة برسم رئيس الجمهورية

أجمعت كل المعلومات بحسب ” الجمهورية”، التي رشحت من المقار الرئاسية مساء أمس، أنّ مراسيم تأليف الحكومة الجديدة ستصدر بين مساء اليوم وقبل ظهر غد على أبعد تقدير، حيث انّ المعنيين ينتظرون لإصدار هذه المراسيم رَدّ “القوات اللبنانية” على الحصة التي عرضها الرئيس المكلف سعد الحريري في طبعة نهائية، والتي تضمّ نائب رئيس الحكومة ووزارات العمل والشؤون الاجتماعية والثقافة.

 

ورجحت مصادر عالية “الثقة” لـ ” اللواء” ان يكون جواب القوات ايجابياً، بمعنى الموافقة على العرض الذي تلقته لدخول الحكومة،
ويأتي جواب “القوات” بعد اجتماع استثنائي لتكتل “الجمهورية القوية” والمخصص لمناقشة الموقف المتعلق بالعرض، الذي قدمه الرئيس الحريري.

وتوقع مصدر لم يشأ الكشف عن هويته ان تقبل “القوات” بالعرض، في ضوء الحرص، الذي يبديه الرئيس المكلف على اشراكها، ومطالبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والذي أبلغ مَنْ يعنيه الأمر ان حكومة الوحدة الوطنية تفرض تمثيل كل القوى السياسية، في إشارة إلى عدم استبعاد “القوات”.
أما “النهار” فأشارت إلى تضارب المعطيات المجمعة حتى مساء أمس عن موقف القوات من مشاركتها في الحكومة، فقرار عدم المشاركة ليس سهلاً على الاطلاق على قيادة الحزب التي تعمل، كما يجهد ‏‏”حزب الله”، للانخراط أكثر في المؤسسات الرسمية، كما ليس سهلاً عليها البقاء خارج جنة الحكم فترة قد تطول الى أربع سنوات، وتكمل ‏عمر العهد، ما لم تبرز تطورات مفاجئة توجب استقالتها أو اقالتها. لكن المعطيات التي توافرت لدى رئاسة “القوات” كانت سلبية، وتوحي ‏بأن التضييق المستمر عليها خصوصاً من “التيار الوطني الحر” يهدف الى “الاحراج فالإخراج”، فيما ظهرت نغمة جديدة لم تكن متداولة ‏سابقاً لدى “التيار” مفادها ان “القوات تكبر حجرها لتجد تبريراً للخروج من الحكومة وتحولها الى المعارضة وقطع العلاقة مع العهد‎”.‎

وأياً تكن القراءات السياسية، فإن الأمور بخواتيمها، وفي معلومات لم ‏تتمكن “النهار” من التحقق منها ان اجتماعاً حاسماً عقد منتصف ليل أمس، تم فيه عرض كل الفرضيات والايجابيات والسلبيات للمشاركة ‏في الحكومة أو عدمها، في ظل عجز عن تقديم بدائل أو عروض جديدة لـ”القوات” بعدما أعرب كل الافرقاء عن تمسكهم بمكتسباتهم، ولم ‏يعد التبديل في الحقائب ممكناً، اذ ان أي تغيير سيسبب “خربطة” قد تطيح الحكومة الى اجل غير مسمى. ورسميا اعلن “تكتل الجمهورية ‏القوية” انه يعقد اجتماعا ظهر اليوم لاتخاذ القرار المناسب وابلاغه بعد الظهر الى الرئيس الحريري‎.‎
وفيما كان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل يؤكد من البترون انه “ستكون للبنان حكومة وحدة وطنية وهذا لا يكون ‏انتصاراً لأحد على الآخر، بل انتصار للعدالة ومعايير التمثيل واحترام إرادة الناس التي لا يمكن الاستقواء عليها”، كان نائب رئيس حزب ‏‏”القوات” النائب جورج عدوان يشدد على ان “الأيام القليلة القادمة ستشهد ولادة الحكومة وهناك احتمال كبير لعدم مشاركة القوات فيها”. ‏وقال: “في حال أخذنا قراراً بعدم المشاركة في الحكومة، على من اوصلنا الى هذه المرحلة تحمل مسؤوليته. البعض يصوم ويصلي لنمتنع ‏عن المشاركة في الحكومة‎”.

إقرأ ايضًا: الحريري يتلقى دعما سنيّا قويا والعقدة المسيحية ما زالت مستعصية
‎ ‎
ويعارض رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استقبل الرئيس المكلف السبت وتشاور معه في مستجدات مشاورات التأليف، كل الحديث ‏الذي دار في الأيام الاخيرة عن إمكان تغييب “القوات اللبنانية” عن الحكومة. ويرفض سياسة العزل، ولا سيما لمكون يمثله سمير جعجع، ‏وإن اختلف معه في جملة من القضايا الى “عمق الأعماق”.

كما أعرب بري عن أمله في «أن نشهد اليوم الخواتيم الايجابية وتولد الحكومة»، وكشف بري انه، أبلغ الى الرئيس المكلف انه في حال إعلان الحكومة يوم الاثنين (اليوم)، فيكون الخير في ما يحصل، ولكن إن لم تعلن اليوم  فسأوجّه الدعوة فوراً الى جلسة تشريعية للمجلس النيابي.

السابق
ستريدا جعجع: الظروف شاءت أن نلعب دور المحاربين من أجل الحرية
التالي
الصمد: تمثيل النواب السنة المستقلين يجب ان يكون من حصة السنة وليس من حصة الرئيس