الإفراج قريبا عن الحكومة.. والعقدة الدرزية إلى الحلّ

الحكومة اللبنانية
يبدو ان تأليف الحكومة أمام ساعات حاسمة من المشاورات التي تكثّفت في اليومين ‏الأخيرين وأوحت انها قطعت الأمتار الأخيرة، قبل الوصول إلى خط النهاية، بحيث بدأت تتهاوى العقد واحدة تلو الأخرى.

تعصف بالبلاد أجواء التفاؤل،في ظلّ ساعات حاسمة من المشاورات التي تكثّفت في اليومين ‏الأخيرين ولا سيّما بين الرئيس المكلف سعد الحريري وأطراف العقد الأساسية، وتحديدا ‏‏”الدرزية” منها و”المسيحية”.

إقرأ ايضًا: الحريري نحو المرحلة النهائية.. والتأليف «قاب قوسين»

وتكاد حركة مشاورات الرئيس المكلف سعد الحريري توصل الليل بالنهار لترسو المعالجة عند حقيبتين ‏ما تزالا موضع أخذ ورد وهما بحسب “اللواء”: وزارة التربية التي تطالب بها “القوات اللبنانية” ويحرص اللقاء الديمقراطي على المطالبة للاحتفاظ ‏بها، فضلاً عن حقيبة العدل التي تطالب بها “القوات” أيضاً، ويرغب التيار الوطني الحر الاحتفاظ بها‎..‎
وكشف مصدر واسع الاطلاع ان الهيكلية التوزيعية انتهت، وان ما يجري هو إسقاط الأسماء على الحقائب‎.

هذا وتترقب الأوساط السياسية الساعات المقبلة التي يفترض ان يستكمل ‏خلالها الرئيس الحريري حركته الاستثنائية الجارية تصاعدياً منذ ثلاثة أيام انجاز توزيع الحقائب تمهيداً لاسقاط أسماء الوزراء ‏الجدد والقدامى عليها، فإن الإشارة الحاسمة لانجاز مهمته ستكون في طلبه لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الساعات المقبلة ‏أو أبعد أي يوم غد الخميس، ما لم تكن الاتصالات استكملت التوزيعة الحكومية في نسختها النهائية‎.‎
‎ ‎
وبينما تنتظر الأوساط ألا يتجاوز موعد الولادة الحكومية نهاية الأسبوع الجاري بحيث يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري قد عاد من ‏جنيف ليكون جاهزاً لحظة تلقيه دعوة رئيس الجمهورية الى القصر الجمهوري تمهيداً لإصدار مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، قالت ‏مصادر وزارية بارزة في حكومة تصريف الأعمال لـ”النهار” ان ثمة مغالاة غير واقعية في الكلام عن بعض الاعتبارات الخارجية التي ‏أملت توقيت استعجال دفع الجهود لتأليف الحكومة، في حين أن المصادر “ثمة من دق الجرس داخلياً قبل أيام لمن يجب ان يسمعوا” طالباً ‏تسهيل تأليف الحكومة وهذا ما حصل. أما التطور البارز الذي حصل أمس، فتمثل في ملاقاة رئيس الجمهورية مساعي الرئيس المكلف ‏باجتماعين خصصهما لحل ما عرف بعقدة الدرزي الثالث، فتسلم صباحاً من النائب طلال ارسلان على رأس وفد “كتلة ضمانة الجبل” ‏لائحة بأسماء درزية غير حزبية، كما تسلم بعد الظهر لائحة أخرى من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على ان يتم اختيار ‏اسم ممن تتقاطع حولهم اللائحتان بالتفاهم بين الرئيس عون والرئيس المكلف بتفويض من الطرفين‎.‎
‎ ‎
وعلمت “النهار” ان لائحة الأسماء الخمسة التي اقترحها جنبلاط ضمت: غسان عساف، فايز رسامني، الدكتور عدنان العريضي، نبيل أبو ‏ضرغم والدكتور رياض شديد. أما ارسلان فاقترح ستة أسماء جرى التكتم عليها ولكن عرف عنها انه ليس بينها أي اسم وارد في اللائحة ‏الجنبلاطية مما يجعل حل هذه النقطة غير مكتمل بعد‎.‎
وانحصرت مشاورات يوم أمس  بتوزيع حقائب “العدل” و”الأشغال” بالدرجة الأولى، ‏و”التربية” و”الصحة” بالدرجة الثانية، في موازاة بدء كل طرف تحضير لائحة أسماء ‏وزرائه. وفيما لفتت مصادر وزارية مطّلعة على المفاوضات لـ”الشرق الأوسط”، أن التوجّه ‏هو لحصول “القوات” على “العدل” بعدما كانت الأجواء تشير إلى رفض رئيس الجمهورية ‏التنازل عنها وإبقاء “الأشغال” لـ”تيار المردة” والسير بالاتفاق السابق على إعطاء ‏‏”الصحة” لـ”حزب الله” وإبقاء “التربية” لـ”اللقاء الديمقراطي”، استبعدت مصادر أخرى ‏تنازل رئيس الجمهورية وباسيل عن “العدل” و”الأشغال” معا، بعدما كان وزير الخارجية ‏قد رفع السقف بشأن الأخيرة في مواجهة الوزير الحالي يوسف فنيانوس، ومطالبا بالحصول ‏عليها. في المقابل، اعتبرت مصادر قيادية في “تيار المستقبل” “أن رفع سقف المطالب لم ‏يكن إلا من باب المزايدات ليصلوا فيما بعد إلى حجمهم الحقيقي والقول: (قدّمنا تنازلات)، ‏وبالتالي ليس من مصلحة أحد الآن الوقوف حجر عثرة أمام كل التقدّم الحاصل”. وبين هذا ‏الطرح وذاك، أشارت بعض المعلومات إلى إمكانية استبدال “الصحة” والأشغال” بين ‏‏”المردة” و”حزب الله” الذي كانت بعض التحذيرات ارتفعت حيال حصوله على ‏‏”الصحة”، وبالتالي إبعاد شبح قطع المساعدات الأميركية عنها‎.
إقرا ايضًا: رغم تصعيد باسيل: الحريري لتشكيل الحكومة خلال الشهر الحالي

وفي خضم الحراك الحكومي، بات محسوما بقاء “حزب الكتائب” خارجها، وهو ما أكّده أمس ‏رئيسه النائب سامي الجميل، قائلا: “لم نطلب المشاركة ولم ندخل في مفاوضات حول هذا ‏الموضوع”. وانتقد مسار المشاورات التي يسير وفقها تشكيل الحكومة، موضحا “نحن ‏مرتاحون في موقفنا ولسنا مقتنعين بمسار الأمور والنهج المتبع الذي لن يؤدي إلى النتيجة ‏المطلوبة”.

السابق
معركة قضائية على خلفية التعرض للكعبة
التالي
بالصورة: هيفاء وهبي وشقيقاتها…من الاجمل؟