الجرائم الموّثقة لنظام الأسد تصدم الذاكرة المثقوبة

في صيف العام 2013 انتفضت الإنسانية في عروق ضابط شرطة سوري؛

كانت مهمته تصوير جثث المعتقلين الذين قضوا في سجون نظامه. فر من سيعرف فيما بعد باسم سيزار أو قيصر، وبحوزته 55 ألف صورة التقطها من مستشفيي المزة وتشرين العسكريين، لـ11 الف جثة معتقل؛ قطعت جهات دولية عديدة بصحتها.

إقرأ ايضا: استضعافٌ سني حتى في الجريمة والعقاب

في 23/9/2018 كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن “أرشيف الشر” المكون من 265 صندوقاً كرتونياً يحتوي مليون صفحة من الوثائق لجلسات عالية السرية تفصّل “الجرائم ضد الإنسانية” التي كانت تتخذها خلية “الأزمة السورية”. الوثائق التي يحمل بعضها توقيع بشار الأسد شخصيا؛ هي نتاج عملية تسريب وتجميع بدأت منذ العام 2011 مع عبد المجيد بركات، واستمرت بمنشقين آخرين –دفع بعضهم حياته لتسريبها- وبما صادره “الجيش السوري الحر” من مقرات سيطر عليها خلال فترة صعوده، وهي موجودة حاليا ضمن برنامج الحماية الذي يديره المحقق في جرائم الحرب؛ الكندي: بل وايلي.

وفقاً للوثائق والصور؛ فالكم هائل من الأدلة على “الجرائم ضد الإنسانية”، التي وثّقها النظام السوري على نفسه ببيروقراطية عجيبة؛ تؤكد أن بشار الأسد؛ هو المدير الأول لنظام الإجرام في سوريا، وليس أية شخصية أخرى.

مهما طال الزمن؛ فلن تعاني هذه الوثائق من مشكلات في الذاكرة، وهي من النوع الذي لا يفقد فعاليته بالتقادم، ولا حجيته على الضمائر بالتجاهل.

السابق
معركةُ «فَجرِ الليرة»
التالي
تلقيح الأطفال العائدين الى «بيت جن» السورية