قرار إزالة المخالفات في الطريق الجديدة: ماذا عن أكواخ «أمن المقاومة»؟

الطريق الجديدة
إزالة المخالفات حملة مشتركة بين بلديتي بيروت والغبيري.. بدأت من الطريق الجديدة وتوقفت!

عدة أيام مضت على تاريخ الإشكال الذي شهدته منطقة الطريق الجديدة، والذي بدأ بعدما حاولت القوى الأمنية إزالة كوخ “إكسبرس الجامعة” الواقع في الجهة المقابلة للجامعة العربية.
صاحب المقهى بلال عيسى الذي رفض الامتثال لقرار الإزالة في الـ24 من أيلول أكّد في حديث لـ”النهار”، أنّ بحوزته رخصة لمدة 99 عاماً، وأنّ السبب الحقيقي لإزالة الكوخ هو انتماؤه لتيار المستقبل. وطالب عيسى في السياق نفسه، أن تزال أولاً المخالفات المنتشرة في منطقتي الكولا والضاحية الجنوبية.

ما قاومه عيسى يوم الإثنين، امتثل له في اليوم الثاني. إذ أزالت العناصر الأمنية الكوخ صباح الثلاثاء الواقع فيه 25 أيلول.
محافظ بيروت القاضي زياد شبيب وفي تعليق له على ما حدث في منطقة الطريق الجديدة أكّد لوسائل الإعلام أنّ هناك حملة لإزالة المخالفات في المنطقة المشتركة بين بلديتي بيروت والغبيري.

إلا أنّ هذه الحملة التي أعلنها شبيب والتي هي على نسق مشروع “ضاحيتي “، بحسب ما أكّد رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، بدأ كما يبدو نشاطها وانتهى حصراً في “الطريق الجديدة” إذ لم يسمع أو يُشهد لأي مخالفة أزيلت في مناطق ثانية ولاسيما تلك الخاضعة لنفوذ حزب الله، مما طرح تساؤلات لدى أهالي المنطقة حول مصداقية عنوان إزالة المخالفات، وحول الأسباب التي دفعت للتلكؤ في متابعة هذه الحملة!

في هذا السياق علم موقع “جنوبية”،أنّ أبناء الطريق الجديدة يحملون وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مسؤولية الضغط على المنطقة، لاسيما وأنّ القرار الذي نفذه المحافظ لم يطبق حتى اللحظة في أيّ من المناطق البيروتية الأخرى التي تتعدد فيها الأكواخ المخالفة سواء في وطى المصيطبة، أم في جسر سليم سلام، أم في سائر المناطق التابعة لحزب الله وحركة أمل. فجميع هذه الأكواخ المخالفة وغير المرخصة، ما زالت تتابع عملها “على عينك يا تاجر”، فيما الحملة البلدية المشتركة “شاهد ما شافش حاجة”!

أهالي الطريق الجديدة في الوقت نفسه لا يواجهون قرار إزالة المخالفات وإنّما هم تحت سقف القانون تماماً، هذا ما يؤكد أحد أبناء المنطقة لموقعنا، لافتاً إلى أنّ كل ما يريدونه هو تطبيق القرار على الجميع وليس فقط  كوخ “اكسبرس الجامعة” وكوخ اللوتو المجاور له!
يتابع ابن الطريق الجديدة كلامه معدداً لنا المخالفات العلنية، وأكثرها في مناطق الحزب والحركة. فبلدية بيروت مثلاً بحسب ابن المنطقة لم تتحرك لإزالة المخالفة الواقعة في أرض تابعة لها بعد حاجز أمن عام الغبيري حيث هناك فان اكبرس وخيم و”قعدة”. ليضيف متسائلاً: “لماذا لم تزيل البلدية هنغارات التنك المنتشرة على الرصيف في منطقة الرحاب؟ ولماذا لم تزيل أيضاً المخالفات في زقاق البلاط، وفي البسطة خلف الخندق الغميق”.

استنسابية القرار بحسب البعض، وتطبيق الحملة “على ناس وناس”، أغضبت الشارع، فيما تمّ لاحقاً إسكاته بمورفين الوعود، وع الوعد يا كمون!

إقرأ أيضاً: «بلديات الضاحية» يستكمل ازالة المخالفات ويعرض لانجازاته بعد «واقعة» حي السلم

من جهة أخرى رأى الصحافي حامد الدقدوقي في حديث لـ”جنوبية” أنّ “ما قام به الوزير نهاد المشنوق لم يكن مستبعداً أو مستغرباً بحسب ما نقل أبناء الطريق الجديدة، وإنّما هم كانوا بانتظار ما سيقدم عليه من ردة فعل تجاههم نتيجة النتائج التي حصل عليها في الانتخابات النيابية”.
ويلفت الدقدوقي إلى أنّ المشنوق وطيلة فترة توليه الوزارة كان بعيداً عن هموم حاضنته ولاسيما أبناء هذه المنطقة (الطريق الجديدة)، الذين لم يرونه إلا في موسم الانتخابات، معتبراً أنّ إزالة مخالفة أو كوخ في منطقة واحدة واستهداف ناس محددين معروفين بانتمائهم لا يمكن قراءته إلا في إطار التضييق على المنطقة.

وشدد الدقدوقي، أنّ الجميع في هذه المنطقة يؤيد تطبيق القانون وأنّ كل ما يطالبون به هو إزالة المخالفات في كل المناطق البيروتية على حد سواء.

وفي الختام دعا الدقدوقي الوزير المشنوق لإثبات صدق النوايا لأبناء بيروت والتأكيد أنّ ما قام به ليس استنسابياً، وذلك من خلال إزالة جميع الأكواخ المخالفة والموجودة في منطقة بيروت من دون أي استنثاء أو اي ذرائع ولاسيما تلك الأكواخ المسماة بـ “أمن المقاومة” والتي هي عبارة عن نقاط اكسبرس مخالفة تابعة لحزب الله وتستخدم للمراقبة.

إقرأ أيضاً: رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام لـ«جنوبية»: مصمّمون على إلغاء جميع المخالفات

في المقابل تؤكد مصادر متابعة  لـ”جنوبية” أنّ الحملة المشتركة بين البلدتين مستمرة، وأنّ سبب استياء الأهالي يعود لكون المنطقة ذات مساحة جغرافية كبيرة ومليئة بالمخالفات، ويحتاج نجاح الحملة وإزالة جميع المخالفات بعض الوقت.

وتلفت المصادر إلى أنّ المخالقات قد أزيلت أيضاً في  المنطقة المشتركة بين بلدية بيروت وبلدية الغبيري الواقعة في المدينة الرياضية.

وتؤكد المصادر أنّ لا استنسابية حتى اللحظة، ولكن المسألة هي مسألة وقت لا أكثر، وأنّ هذا المشروع سيكون نسخة ثانية ناجحة من مشروع ضاحيتي الذي يهدف إلى إزالة كل ما هو مخالف للقانون، لاسيما وأنّ الأحزاب رفعت الغطاء عن جميع المخالفين.

السابق
صور إسرائيلية لمصانع صواريخ في الضاحية: «التبجح» على حافة الهاوية
التالي
ما صحة تفكيك عبوة قرب السفارة السعودية في بيروت؟