لقاء مرتقب بين عون والحريري.. وتصعيد في المواقف

تبددت الأجواء الإيجابية التي أشيعت يوم أمس مع عودة حركة المشاورات الحكومية باللقاء الذي جمع بين الرئيس المكلف و"القوات اللبنانية" و"حزب الإشتراكي"، مع سلسلة المواقف التي أطلقها الرئيس عون على متن الطائرة فور عودته من نيويورك.

في تطور لافت اثر عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بيروت من الامم المتحدة ذكرت قناة “او تي في” ان صيغة حكومية جديدة يضع الرئيس المكلف سعد الحريري لمساته الأخيرة عليها ليقدمها الى الرئيس عون.

إقرأ ايضًا: عودة حركة المشاورات.. فهل يكون شهر ت1 شهر الحسم !

وفي هذا الاطار نقل تلفزيون المستقبل عن مصادر رئاسة الجمهورية ان لقاء قريبا جدا بين الرئيسين عون والحريري لدراسة خيارات بديلة، امام رفع سقف المطالب، والرئيس عون لا يزال يصر على تشكيل حكومة وفاق وطني.

إلا أن هذه الأجواء الإيجابية سرعان ما تلبدت إثر ما نقل عن الرئيس عون وهو على متن الطائرة التي اقلته الى بيروت، إذ كان للرئيس عون دردشة مع الصحافيين تناولت مختلف المواضيع، ومن  سلسلة المواقف النوعية التي أطلقها، والتي من المتوقّع ان تفرض وقعها على مساعي التشكيل. فللمرة الاولى، رأى رئيس الجمهورية ان هناك نوعين من الحكومات، حكومة اتحاد وطني ائتلافية او حكومة اكثرية، واذا لم نتمكن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلف عندها حكومة اكثرية وفقا للقواعد المعمول بها، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها. وعما اذا كان هذا الخيار متاحا ويُسهّل تمريره في مجلس النواب، قال ان الامور لا تبدأ على هذا النحو، فمن يريد تأليف حكومة يستطيع تأليفها وفقا لقناعاته والمقاييس والمعايير المتماثلة لقانون النسبية. واذا استمر البعض في الرفض تارة والقبول طوراً، فلتؤلف وفقا للقناعات واذا شاءت اطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها، مضيفاً انا رئيس للجمهورية ولا يمكنني الخروج من الحكومة، لكن قد تخرج الاحزاب التي تؤيدني منها.

وعما اذا كان الامر متوقفا عند الرئيس المكلف، اجاب: “ما هو مؤسف لدى السياسيين، انه اذا ما اوحى رئيس الجمهورية بأمر ما، تصدر التحليلات والتصريحات عن رغبة الرئيس في تخطي صلاحياته وبأنه يريد تهميش الجميع. واذا لم يتدخل رئيس الجمهورية، يتساءلون اين هو الرئيس وماذا عن دوره ولماذا يقف متفرجا؟ إن الحل يتمثل بقيام احد بأخذ المبادرة، ولكن ليس انا من سيأخذها، ذلك اني لست في الجمهورية الاولى، فالكل يعيد التأكيد على جمهورية الطائف، حتى ان البعض نكر علي حقي في عدم قبولي تشكيلة حكومية، فيما الامر ينص عليه الدستور. فليشرحوا لي معنى الشراكة”.   وعن الخطوات التي يمكن ان يتخذها اذا طاولت عملية التأليف، قال: “اذا اقدمنا على اتخاذ خيارات، فعندها تكون الامور قد وصلت الى مكان لم يعد من الممكن سوى اتخاذ مثل هذه الخيارات”.

وفي موقف لا يتجانس مع الدعوة الرئاسية لحكومة اكثرية، اوضح عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي بحسب “الأنوار” ان موقف الرئيس الحريري واضح بتمسكه بحكومة الوحدة الوطنية، وقال نحترم رأي رئيس الجمهورية وله الحق بان يُعطي رأيه في الموضوع، لكنه لا يُلزم به الرئيس الحريري.

 

إلى ذلك تساءلت “اللواء” عن من يقف وراء “تسميم” أجواء التفاؤل كلما لاحت بوادره في الأفق؟ وهل يكفي ان يلتقي الرئيس المكلف سعد الحريري مع رئيس تكتل “لبنان القوي” الوزير جبران باسيل، حتى تفتح الطريق مجدداً إلى بعبدا، بصيغة قديمة أو جديدة من صيغ حكومات الوحدة الوطنية، خلافاً لما يشاع نقلاً عن لسان الرئيس عون، وهو في طريقه للعودة من  نيويورك من إمكانية السير في حكومة أكثرية، تؤلف وفقاً لقناعات الرئيس المكلف، وإذا شاءت أطراف عدم المشاركة تخرج منها؟!

ورأت أنه من هذه الزاوية استقر الرأي ان لا كلمة أخيرة للفريق الجنبلاطي وللفريق “القواتي” قبل أن يقول “الفريق العوني” كلمته النهائية، وغير القابلة للنقض..  وعليه تجزم مصادر مطلعة ان لا تقدُّم حقيقياً يمكن ان يسجل، وان الاشتباك لا يزال قائماً.. وان “تقطيع الوقت” وراء الايحاء بحصول حلحلة هنا، ثم عقد هناك.

إقرأ ايضًا: جلسة تشريع الضرورة تقرّ «قوانين الضرورة» قبل فقدان النصاب

وفي تقدير مصادر سياسية ان عودة الرئيس ميشال عون إلى بيروت، من شأنها ان تدخل مفاوضات تشكيل الحكومة في مرحلة جديدة، لا تبدو معالمها واضحة، بسبب الغموض الذي ما زال يلف نتائج الاتصالات الأخيرة التي أجراها الرئيس الحريري، سواء مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أو مع عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، حول تشكيل الحكومة، بعد التسريبات المتضاربة حول حصص بعض القوى لا سيما المسيحية منها، فيما كان الواضح فقط ما أعلنه امس، أمين سر تكتل “الجمهورية القوية”  النائب السابق فادي كرم “اننا لسنا متمسكّين بحقيبة معينة وان حصة “القوات” خمسة وزراء، ويلي مش عاجبو يطلع لبرا”.بينما قالت مصادر نيابية في “تكتل لبنان القوي” لـ”اللواء”: حتى الان لم يُطرح على التكتل مشروع صيغة نهائية نوافق عليها، والرئيس الحريري سيضع اكثرمن صيغة واحدة تناسب الجميع وسيطرحها للبحث قريبا ونرجو ان يوفق”.

السابق
إضراب سجناء الريحانية الى العلن
التالي
هل تعرّض قاسم سليماني لمحاولة اغتيال؟