متى يُحاسب مرتكبو مجزرة صبرا وشاتيلا؟

رغم مرور 3 عقود ونصف على مجزرتي صبرا وشاتيلا، التي وقعت في بيروت، الا ان المحكمة الجنائية الدولية لم تعمد الى جرّ مرتكبي المجزرتين الى المحاكمة؟

فلا زالت مشاهد الذبح وبقر بطون الحوامل واغتصاب النساء ماثلة في الاذهان لكل من نجا من المجزرة، التي أودت بحياة أكثر من 3 آلاف انسان من فلسطينيين ولبنانيين.

إقرا ايضا: لبنان 1982- مخيّم صبرا وشاتيلا

تلك المجزرة المروعة وقعت في 16 أيلول من عام 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا، وهو العام نفسه الذي اجتاحت فيه إسرائيل لبنان، بدأت بعد ان فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاره على المخيمين، ومن ثم قامت ميليشيا حزب الكتائب اللبنانية المسلحة باقتحامهما. كما تنقل (الجزيرة الوثائقية)، وساعدتها ميليشيا “جيش لبنان الجنوبي” بقيادة سعد حداد.

فهذه المجزرة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، كما روى شهود عيان لوكالة “الاناضول”، حيث ترى جثثا مذبوحة ومشوهة،  فقد قتل حوالي 3 آلاف، بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من لبنانيين وفلسطينيين. فهذه المجزرة المأساوية لا يمكن لعقل أن يتحملها، بحسب ناجون رووا مشاهداتهم الحيّة.

وهي ليست الأولى بحق الفلسطينيين ولا الأخيرة، فقد سبقتها مجازر “الطنطورة” و”قبية” و”دير ياسين”، ولحقتها مجزرة “جنين” وغيرها الكثير، لكن صبرا وشاتيلا ستظلان علامة فارقة في الضمير العالمي.

فمخيم شاتيلا هو مخيم دائم للاجئين، اقامته وكالة (الأونروا) عام 1949، لإيواء الفلسطينيين  القادمين من قرى شمال فلسطين عام 1948. الا ان صبرا ليس سوى حيّ شعبي في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتبلغ مساحة مخيم شاتيلا كيلومترا مربعا واحدا فقط، وهو واحد من بين 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وفي التفاصيل، مع حلول ظلام يوم 16أيلول 1982، بدأ جنود الجيش الإسرائيلي ومقاتلو القوات اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي التقدم عبر الأزقة الجنوبية الغربية لمخيم صبرا وشاتيلا المقابلة لمستشفى عكا، وانتشروا في جميع شوارع المخيم وسيطروا عليه.

وارتكبوا على مدار 3 أيام بلياليها مذابحهم بشعة ضد أهالي المخيم العزّل.  حيث تذكر معلومات عن سقوط ما بين 700و 5 آلاف قتيل، وقصف اسرائيلي مستمر.

الا ان  الباحثة بيان نويهض، قدّرت في كتابها “صبرا وشاتيلا- سبتمبر 1982” عدد القتلى بـ1300 شخص على الأقل. واللافت ان المجتمع الدولي لم يقدّم الجناة ولا المسؤولين عنهم إلى المحاكمة. كما اورد موقع (الجزيرة).

وفي بيان الادانة السنوي للمجزرة، أكدت حركة “حماس” أن “محاكمة الاحتلال الاسرائيلي ومرتكبي مجزرة صبرا و​شاتيلا​ هي مسؤولية دولية يجب أن تتم في المحاكم الدولية”. فـ”جرائم الاحتلال لا تسقط بالتقادم، وأنّ محاكمة اسرائيل وجيش حربها وجنوده يجب أن تتم في المحاكم الدولية”.

وكان الصحفي الروسي سيرغي سيدوف، الذي رأى الجريمة بعينه، قد قال “بعد أن خيمت نشوة القتل على المجرمين بدأوا يوفرون رصاصاتهم ويستخدمون السلاح الأبيض والفؤوس لذبح النساء والأطفال والشيوخ العزل الآمنين في بيوتهم، واستخدم البعض منهم الحبال لشنق الضحايا كما احرقوا البعض الأخر وهم أحياء وسحقوا ما تبقى منهم بالجرافات” .كما ينقل موقع “المجد”.

وتحت ضغط الرأي العام العالمي، اجبرت بعض الصحف الأميركية على الاعتراف بمسؤولية  الصهاينة بالمجزرة، وفي مقدمهم رئيس الوزراء مناحيم بيغن، ووزير الحرب ارييل شارون ورئيس الأركان رافائيل ايتان، وذلك بحسب موقع “الصفصاف”.

إقرأ ايضا: لنصرخ ضحايا صبرا وشاتيلا: آلاف الشهداء نحروا بصمت!

الا ان ذلك لم يؤد الى تنفيذ أية عقوبات بحق مرتكبيها او الدافعين لارتكابها او للمحرضين.

ومرت العقود دون أي تحرك عربي لتجريم الصهاينة وادواتهم في لبنان.

السابق
عودة 39 نازحا سوريا من النبطية الى ديارهم
التالي
تنازل حزب الله للتيار الوطني يدفع باتجاه إثارة ملف لاسا