المضائق العربية في خطر.. من هرمز الى المندب

لمضيق «باب المندب» أهميّة كبرى تفوق بقيّة الموانئ، فهو نقطة ملاحة استراتيجية تصل الشرق بالغرب، وييشكل أهمية إضافية للسعودية حيث تمرعبره سفنها المُحملة بالنفط والمشتقّات المكررة والخام باتجاه الشرق الأقصى ودول آسيا.

لم تمض ساعات قليلة على إعلان الحوثيين هجومهم على شاحنات نفط سعودية في باب المندب في البحر الأحمر، حتى بدأ الكلام على امكانية اقفال باب الملاحة فيه، وارتفعت سريعا أسعار النفط.

إقرأ ايضا: السعودية تعلق شحنات النفط الخام عبر «باب المندب»

ومعروف ان طهران ترد على واشنطن عبر الحوثيين حيث خرج الجنرال قاسم سليماني محذرا من الدخول في حرب مع طهران، قائلا إن البحر الأحمر لم يعد آمنا بوجود القوات الأميركية.

مع الاشارة الى ان “باب المندب”، يربط خليج عدن بالبحر الأحمر، ويقع على بعد عشرين  كيلومتر بين اليمن وجيبوتي، ويُعد أحد أهم خطوط النقل في العالم، حيث يصل البحر الاحمر بخليج عدن وبحر العرب. ويمرّ في المضيق حوالي 25 ألف سفينة على مدار العام.

وقد شهد المضيق عام 2016  دخول حوالي 5 مليون برميل يوميّا من النفط الخام والمنتجات البترولية، منها 3 مليون باتجاه أوروبا شمالا.

وليست هذه هي المرة الاولى التي يتعرّض فيها ممر النفط العالمي الى اعتداءات في البحر الأحمر اذ ان طهران كانت قد أغلقت مضيق هرمز عام 2011، بحسب “الحرة”.

فهل تريد طهران والحوثيون ارسال رسالة الى العالم تقول أنهم يسيطرون على مضيق هرمز والخليج العربي من جهة، ومضيق باب المندب والبحر الأحمر من جهة أخرى؟

فمنذ الانقلاب اليمني عام 2014، سعى الحوثيون إلى السيطرة على  ميناء “الحديدة” المطل على البحر الأحمر وعلى باب المندب ايضا. لذا ظهرت أهمية تحرير”الحديدة” وميناءها من يد الحوثيين، بعد التهديد بمنع صادرات النفط في المنطقة.

وتسعى إيران، من خلال السيطرة على “الحديدة” إلى الإمساك بورقة باب المندب للضغط على المجتمع الدولي، لما يمثّل من أهمية على صعيد الملاحة العالمية، وذلك بحسب “سكاي نيوز عربية”.

وتحليل لمراقبين عسكريين، انه في حال تم اغلاق باب المندب فان ذلك سيجبر ناقلات النفط الى قطع المسافات حول قارة إفريقيا مما سيرفع من تكاليف نقل النفط بشكل باهظ وتدخل الدول التي تعتمد على النفط، في صناعاتها، في أزمة اقتصادية عالميّة.

فاليمن، بلد مهم جدّاً لكل من السعودية ودول الخليج معا، لأنه حديقتهم الخلفيّة، رغم ان اليمن ليس عضوا في مجلس التعاون الخليجي. ويُعتبر مهماً ايضا لمصر كما هو مهم لدول أفريقية أخرى، كونه يُعتبر أهم الممرّات المائية في العالم وأكثرها احتضاناً للسفن.

وبسبب ارتباط المضيق بقناة السويس ومضيق هرمز، فانه في حال إغلاقه سيؤدي لارتفاع اسعار النفط مع احتمال إعاقة وصول ناقلات النفط من الخليج إلى قناة السويس، وارتفاع في تكاليف الشحن، مع توقعات بوصول التكاليف الإضافية للنقل لأكثرمن 45 مليون دولار يومياً، وذلك بحسب (الراي).

إقرأ ايضا: مدمرتان إيرانيتان عند مدخل باب المندب

ورغم أهمية باب المندب الاقتصادية للعرب والمنطقة، الا ان أهميته العسكرية والاستراتيجية أكبر بكثير بالنسبة لإيران. وتأتي الأهميّة من البحر الأحمر كمنطقة تنافس بين القوى الدولية والإقليمية.

لذا، لا بد من البدء بعملية تفاوضية حوله مع دول الخليج العربي، ذلك ان السيطرة على المضيق يقع ضمن الاستراتيجية الايرانية على المنطقة والتي باتت قاب قوسين من التحقق.

السابق
بالفيديو: شيخ يتنبأ بوقوع «زلزال عالمي» عشية اليوم الجمعة
التالي
مجزرة السويداء: عندما تدفع الأقلية الدرزية ثمن قرارها المستقل