«الداخلية» تأمر بهدم مخيمات في عرسال.. والسوريون الى تهجير جديد

النازحون في عرسال من تهجير إلى تهجير.. فهل قرار المشنوق هو استكمال لمخطط باسيل؟

النازحون السوريون إلى الواجهة من جديد، فألف عائلة نزحت هرباً من براثن الحرب السورية إلى عرسال هي عرضة اليوم لأن تصبح في العراء، وذلك جراء قرار أصدره وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يقضي بجرف جميع مخيمات الباطون في المنطقة، حتى تلك المسقوفة بالـ”توتياء”.

يشمل هذا القرار الذي تبلغه يوم أمس الإثنين 2 تموز مالكو الأراضي من فصيلة درك عرسال، 4 مخيمات وذلك في المرحلة الأولى منه، وهذه المخميات هي:
– مخيم الشهداء ويضم 118 عائلة، وهو مبني على أرض الأوقاف دون مقابل وتسكنه عائلات الشهداء “الأرامل”.
– مخيم قرية حياة التابع لاتحاد الجمعيات الإغاثية ويضم 120 عائلة.
– مخيم الخجا ويضم 120 عائلة (تمّ بناؤه من قبل مالك الأرض للإفادة الشخصية).
– مخيم الزعيم 4، قسم الباطون ويضم 65 عائلة.

منسق علاقات اتحاد الجمعيات الإغاثية المشرفة على مخيم قرية حياة، عبد الكريم زعرور أكّد في حديث لموقع “جنوبية”، هذه المعطيات، إلا أنّ المسألة بحسب زعرور الذي يشغل منصب مدير فرع عرسال في الاتحاد، ليست مرتبطة فقط بالمخيمات الأربعة وعدد ساكنيها الذي يقارب الـ400 عائلة، بل الكارثة الحقيقية في أنّ هذا القرار سيشمل في خطوات لاحقة سائر مخيمات الباطون في البلدة ( مخيم السلام، مخيم النور، مخيم الزعيم 1و2و3، الخ..) بما معناه أنّ العدد الفعلي للنازحين المتضررين يناهز الألف عائلة.

إقرأ أيضاً: فضيحة النازحين: هل يعتذر باسيل؟

وفيما كان موقع “جنوبية” قد علم من مصادر متابعة لهذا الإجراء في بلدة عرسال، أنّ هذا القرار قد جاء على عجل، حيث استعجلت فصيلة درك عرسال حضور مالكي الأراضي لاطلاعهم على ما أصدره الوزير المشنوق، أشار المنسق العلاقات عبد الكريم زعرور من جانبه إلى الطرح البديل الذي قيل للمعنيين بهذا القرار والذي يقوم على إخلاء مخيمات الباطون من ساكنيها مقابل عدم جرفها.

هذا الطرح الذي استقصينا عنه من مصادر مطلعة في البلدة، لم يرتبط فقط بالشق المعلن، بل تعدّاه إلى شق آخر، وهو التعهد بعدم تسكين اي نازح سوري في هذه المخيمات، فهل الهدف هو إزالة المخالفات؟ أم تهجير النازحين انسجاماً مع تحركات العودة الطوعية التي بدأتها الدولة اللبنانية، على الرغم من كل التحفظات التي سجلتها المفوضية، وتأكيدها المتكرر أنّ الوضع الراهن لا يسمح بتنظيم هذه العودة؟!

منسق عام اتحاد الجمعيات الإغاثية عبد الكريم زعرور رفض التعليق على هذه المعلومة كما تحفظ على الخوض في السجال السياسي، مكتفياً في حواره مع موقع “جنوبية” بالقرار الرسمي الذي تبلغه مالكو الأراضي من الفصيلة.
وبينما أوضح زعرور أنّ القرار – بحسب ما أبلغوا – يهدف إلى هدم مخالفات البناء، أشار بالتالي إلى أنّ لا أهداف توطينية “تختبىء” وراء خيم الباطون، وأنّ المفوضية نفسها ترفض الدخول في مخيمات الباطون لكونها مخالفة للقانون، إلا أنّ الوضع في عرسال والمناخ القاسي والظروف الصعبة، دفع البعض وبجهود شخصية إلى إنشاء هذه الخيم، فمنهم من أقامها بهدف الاستثمار (مخيم الخجا)، ومنهم من أقامها بهدف تأمين ظروف معيشية لائقة إنسانياً للنازح، فمخيم قرية الحياة مثلاً ومخيم الزعيم 4 تمّ تشييدهما بدعم كويتي.

إقرأ أيضاً: الراعي وجبران والنازحون السوريون!

أما فيما يتعلق بوزارة الدولة لشؤون النازحين، ودورها في هذه الأزمة، أشار زعرور إلى أنّهم قد تواصلوا مع الوزارة وتحديداً مع الوزير معين المرعبي الذي أكّد أنه سيتابع هذا الملف، كما تواصلوا أيضاً مع المفوضية واليونيسيف.
ولفت زعرور كذلك إلى أنّ اجتماعاً سيعقد في السياق نفسه اليوم الثلاثاء 3 تموز مع بلدية عرسال.

وفي الختام تساءل منسق علاقات اتحاد الجمعيات الإغاثية “أين ستذهب هذه العائلات”، لاسيما وأنّ القرار ما زال مبهماً، إذ لم يتم تحديد وقت أو مهلة للإخلاء!

السابق
حسابات المخادعين الأربعة في سوريا
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 3 تموز 2018