الراعي وجبران والنازحون السوريون!

لا يتوقف المتعصبون اللبنانيون عن الاشارة الى انهم لاإنسانيون. على العكس مما تنادي به الشرائع الدينية والارضية. فالسوري بنظر هؤلاء "يخطف اللقمة من يد اللبناني"، اضافة الى الارض والهوية والمسكن. علما ان لبنان استقبل عشرات الجنسيات منذ تأسيسه ككيان سياسي مستقل، وابرزها الأرمن مع مطلع القرن التاسع عشر، بل منحهم الجنّسية.

في تصريح مفاجئ، لجهة تدّخله بالتفاصيل، فاجأ البطريرك ماربشارة بطرس الراعي بقوله في سينودس اساقفة الشرق، اليوم صباحا، اننا “نواجه القلق على المستقبل في لبنان حيث يرزح تحت عبء المليوني نازح ولاجئ يتزايد عددهم سنويا بعشرات الألوف، ويسابقون اللبنانيين على لقمة العيش، فيضطر هؤلاء إلى الهجرة وإفراغ البلاد من قواها الحية”.  وذلك نقلا عن الوكالة الوطنية للاعلام.

إقرأ ايضا: لبنان أصبح ثلث سكانه سوريين…والتعاطف الطائفي لا يكفي

كما تناول وضع المسيحيين في كل من سوريا، والعراق، ومصر. في تصريحه هذا بدا البطريرك الراعي، وكأنه يقف في مواجهة مباشرة مع النازحين بدل ان يوّجه اللوم للسياسات الاقليمية التي خربت سوريا.

وعلى المقلب الآخر، نشهد الغياب التام للمرجعيات الاسلامية، سواء أكانت دار الافتاء الشرعي او دار الافتاء الجعفري.

وفي ظل تنحيّ وزير النازحين معين المرعبي، الذي تهجّم على احدى المراسلات حين سألته لما لا  يتواصل مع الحكومة السورية بخصوص اعادة النازحين الى الاماكن الآمنة داخل سوريا قائلا لها انت تواصلي معهم، انا موكلك إلك”.

ومعلوم عن البطريركية المارونية في لبنان انها تضع نصب أعينها الملف المسيحي العددي ولا يزال التاريخ يذكر دور وخطاب البطريرك نصرالله صفير.

ويكمل الراعي اليوم دورالبطريركية في تعصبّها تجاه السوريين، متناسيا ان ما اصاب هؤلاء المشردين ما هو الا نتيجة سياسة الافرقاء الاقليميين.

وكان وزير الخارجية والمغتربين، رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، قد انتقد الوجود السوري في المؤتمرالإقليمي الأول للطاقة الاغترابية اللبنانية الذي عُقد في نيويورك، حول موضوع منح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها، فقال “أنا مع إقرار قانون منح المرأة الجنسية لأولادها، لكن مع استثناء السوريين والفلسطينيين للحفاظ على أرضنا”. فـ” دستورنا وتركيبتنا لا يسمحان بمنح الجنسية إلى 400 ألف فلسطيني”. فـ”اندماج هذا العدد الهائل من النازحين قد يؤدي إلى تشرذم الهوية اللبنانية”. بحسب “بيروت أوبزرفر”.

كما تصدر هاشتاغ #جبران_باسيل، حين دعا إلى منع اللاجئين السوريين من العمل، ومن إقامة التجمعات السكنيّة الخاصة بهم داخل نطاق البلديات. على غرار ما دعت اليه بعض البلديات في لبنان نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب.

وبالمقابل، ومن جهة أخرى، عادت أمس اكثر من 50 عائلة سورية الى منطقة عسّال الورد في سوريا وذلك بعد تنسيق بين “حزب الله” ومنظمة “احرار الشام”، في خطوة اولى نحو عودة الجميع الى ارضهم. بحسب موقع “لبنان24”.

وهذه البداية، هي اشارة ايجابية تعكس نية النازحين بالعودة خاصة بعد محاولات وزارة الشؤون الاجتماعية خلال عهد الوزير السابق اقامة مساحات بناء بالباطون لمجموعة من النازحين في البقاع الاوسط والتي كشفتها قناة “الجديد”.

الا ان قرار قيادة الجيش، وبطلب من ا السفارة الاميركية في بيروت، تم ابعاد مجموعات كبيرة من النازحين السوريين عن محيط مطار رياق  العسكري لاسباب أمنية أو لوجستية.

إقرأ ايضا: عون: أزمة اللاجئين تنعكس سلباً على لبنان

فهل يتوق البطريرك الراعي الى لعب دور الحريص على الهوية اللبنانية التي تؤكد الظروف الداخلية اللبنانية الاقتصادية والاجتماعية عدم تمسك اللبناني بها. وسعيه الدائم للفوز بجنسية من أي بلد كان نظرا للفساد والوضع الامني فيه.

السابق
السنوار أمام ثنائية السلطة والعسكرة
التالي
الشيخ ياسر عودة يهاجم المتاجرين بالدين: تسنّنكم وتشيّعكم لا يساويان شيئاً!