درعا… ضحية الغدر الروسي والتخاذل العربي والخيانة الأميركية

درعا
معركة درعا مستمرة، الروس يمنحون الغطاء للنظام السوري والميليشيات، والجانب الأمريكي في مرحلة التردد!

ها هي معركة درعا تدخل يومها العاشر، في محاولة للقضاء على أهم معقل للجيش الحر وللمعارضة السورية!
هذه المعركة التي تحفظ عليها الجانب الأمريكي متخذاً موقف المتفرج، فيما أغلق الأردن حدوده أمام الهاربين من الموت، تاركاً إياهم في العراء يواجهون الطائرات الروسية والقصف الممنهج من قبل النظام السوري والميليشيات الإيرانية وحزب الله.

الموقف الأردني مما يجري في درعا لاقى ردود فعل مستنكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فنشط وسما “#افتحوا_الحدود“، وبنقسم_الخبزة_نصين.

في المقابل حاول الجانب الإسرائيلي الذي يحتل جبهة الجولان المحاذية لدرعا أن يخرج إلى الإعلام في صورة “الحمل الوديع”، معلناً عبر صفحة الناطق الإعلامي باسمه أفيخاي أدرعي أنّه “قد جرت الليلة الماضية عملية خاصة في 4 مناطق لنقل مساعدات إنسانية مخصصة للسوريين الفاريين في مخيمات الخيم بالجانب السوري من الجولان”.

وأضاف أدرعي في تغريدته التويترية “خلال العملية التي استغرقت عدة ساعات تم نقل نحو 300 خيمة بالاضافة الى 13 طن غذاء و3 أطنان غذاء للأطفال و3 منصات نقالة محملة بالمواد الطبية والأدوية”.

اقرأ أيضاً: عودة جزئية للّاجئين السوريين وموقف النظام المتحفّظ يثير تساؤلات

وفيما تحاول إسرائيل بهذا المشهد أن تبرئ نفسها من الدم السوري وهي المتواطئة مع النظام والميلشيات، ها هو الجانب السوري الممثل ببشار الأسد وحلفائه ينتهج الأسلوب نفسه فيسرب معلومات عن غارات واستهدافات إسرائيلية لمطار تيفور قرب حمص في محاولة يائسة لإقناع الرأي العام أنّ الإسرائيلي هو حليف للجيش السوري الحر، دون تبرير الخنوع اليومي أمام الغارات الاسرائيلية الشكلية، في حين الرد الحقيقي للنظام على هذه الغارات كان عقد “صفقة الجنوب” مع تل أبيب على حساب الجيش الحر وبوساطة روسية لاجتياح درعا وترسيخ الوجود الايراني داخل سوريا بعد إبعاده عن الحدود مع اسرائيل.

وكانت معلومات صحافية قد أشارت يوم أمس 28 حزيران إلى هدنة مدتها 12 ساعة في مدينة درعا، قد توصل إليها كل من الجيش السوري الحر والجانب الروسي خلال اجتماع برعاية أردنية في العاصمة عمان.

إلاّ أنّ هذه الهدنة لم تسرِ تماماً بحسب معلومات “جنوبية”، فقد تخللها غارات وعمليات قصف متفرقة.

وثيقة

 

وبالعودة إلى درعا، والتي تسعى الأطراف المعتدية إلى شيطتنها، ووسمها بالإرهاب، أكّد الصحافي السوري مقداد المقداد لـ”جنوبية” أنّ “الفصائل التي تقاتل في درعا هي فصائل معتدلة ومعترف بها دولياً، وهي خاضعة تحت مسمى الجيش الحر في الجبهة الجنوبية، وقد شكلت هذه الفصائل غرفة عمليات تحت اسم “العمليات المركزية”، ولديها أكثر من فرع في المنطقة الشرقية والغربية من محافظة درعا”.

وأضاف المقداد “لا يوجد في درعا أي تنظيم آخر، سوى تنظيم داعش الموجود في حوض اليرموك البعيد جداً عن مناطق الاشتباك، مع العلم أنّ الجيش الحر هو من يقاتل هذا التنظيم ويطوق هذه المنطقة”.

وفيما لفت الصحافي السوري إلى أنّ الميليشيات الإيرانية تشارك في معركة درعا سواء بلباس الفرقة الرابعة أو الحرس الجمهوري أو جيش النظام، وأنّ حزب الله هو من الميليشيات المشاركة أيضاً، اشار بالتالي إلى أنّه لا قدرة للنظام السوري على خوض هذه المعركة وحيداً وذلك لمعرفته بحجم وقدرات الجيش الحر في درعا لذا هو يحتاج لدعم من إيران وحزب الله.

وأوضح المقداد لموقعنا في السياق نفسه أنّ “الغطاء الروسي للعمليات التي يقوم بها النظام السوري قد بدأ منذ اليوم الثاني من المعركة”، لافتاً إلى أنّ صفحة حميميم قد أعلنت أنّها انهت خفض التصعيد، فيما عاد ونفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الأمر”.

وأشار المقداد في هذا السياق إلى أنّ “هناك حالة من التخبط لدى الجانب الروسي الذي يحاول أن ينتهي من هذه المنطقة، لاسيما وأنّ هناك ضغوطات أمريكية وأردنية عليه للتهدئة، فالمنطقة جميعها تعرف وكذلك الروس أنّه ما من منظمات إرهابية في درعا، وأنّ المسيطر هناك هو الجيش الحر المعترف به دولياً، والذي سبق له أن وقع اتفاق خفض التصعيد مع هذه الدول”.

هذا ورأى الصحافي السوري أنّ ما يحدث اليوم هو غدر مباشر غير مستغرب من قبل النظام السوري وروسيا، متابعاً “لقد توقعنا من الدول الضامنة لإتفاق خفض التصعيد أن تمارس ضغطاً أكبر لا أن تبقى في موقف المتردد، فالخسائر البشرية كبيرة إذ يسقط يومياً ما بين 50 و100 شهيد”.

وفيما يتعلق بتقدم الجيش السوري في درعا، لفت المقداد إلى أنّ الجيش الحر كان قبل المعركة يسيطر على ما يقارب الـ70% من درعا، موضحاً أنّ هذه المنطقة لم تشهد أي معركة منذ عامين بسبب الاتفاق المعقود.
وأضاف المقداد “النظام السوري استطاع خلال المعركة أن يتقدم في المنطقة الشرقية الشمالية لمحافظة درعا في بصر الحرير والقرى الصغيرة المحيطة بها، كما حاول أول أمس الأربعاء أن يدخل على درعا البلد والتي تقع في الاتجاه المعاكس للمنطقة الوسطى، إلا أنّ الجيش الحر قد تصدى له”.

هذا وتوقف المقداد عند الجرائم التي يرتكبها النظام السوري في درعا، ولاسيما قصفه لتجمعات المدنيين في بلدات (نوى، صيدا، بصرى مسيفرة والجيزة)، مؤكداً أنّه ما من مسار محدد للطيران الذي يقصف بشكل عشوائي حسب أهواء الطيار، فأقل غارة – بحسب المقداد- تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا وذلك لكن المدن المستهدفة تقع جغرافياً في العمق مما دفع العديد من النازحين إلى التوجه إليها هرباً من الاشتباك.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» سيشارك بمعركة درعا رغم اتفاق الجنوب

واعتبر الصحافي السوري أنّ ما يقوم به النظام من إلباس عناصر الميليشيات الإيرانية سواء حزب الله أو الأفغان اللباس العسكري العادي، وتحميلهم الهويات السورية، ما هو إلا رسالة اطمئنان لإسرائيل، لافتاً إلى أنّ النظام السوري هو الحارس الأول لاسرائيل وأنّ الهجوم على الجنوب لم يتم إلا بضوء أخضر اسرائيلي، ونتيجة لتعهدات قدمها نظام الأسد للعدو.

وفي الختام شدد الصحافي مقداد المقداد أنّ الجيش الحر يقاتل وحيداً في المنطقة الجنوبية، فـ “درعا هي استثناء عن باقي المناطق ولا تواجد للنصرة في الجنوب السوري، أما داعش المتواجد في حوض اليرموك فالجيش الحر وحده من يقاتله، وأكبر دليل على ذلك ما يحدث حالياً، إذ لم يتم استهداف داعش بأي غارة من قبل الجانب الروسي أو النظام، بل كانت جميع الغارات موجهة للجيش الحر وذلك لكون روسيا تدرك أنّ الجيش السوري الحر ومنظمات الثورة السورية هم البديل الجدي للنظام السوري، ولذلك عمدت روسيا ومنذ دخولها ووصول طائراتها إلى سوريا إلى استهداف الجيش الحر بأوّل غارة لها فيما داعش لم يكن إلاّ ذريعة”.

السابق
ساحة تبحث عن دور
التالي
العثور على جثة عاملة منزلية على سطح منزل في ضهر العين