تيار رئيس الجمهورية راضٍ بقسمه سليماني: 74 نائباً لبنانياً لحزب الله!

قاسم سليماني يتباهى بنصر حزب الله الانتخابي في لبنان، والتيار الوطني الحر لا يحرك ساكنا!

يبدو أنّ الخسارة في الانتخابات العراقية لحلفاء ايران ما زالت صفعتها موجعة على الخد الإيراني، فحرق الصناديق الذي شهدناه في بغداد يوم أمس الأحد 10 حزيران لم يكفِ، ليدفع فائض القوة بقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بأن يتباهى بانتصارات حزب الله في الانتخابات النيابية في لبنان متهماً السعودية بدفع 200 مليون دولار لحلفائها في هذه المعركة!

سليماني الذي حوّل في شريط فيديو متداول له المقاعد التي حصدها حزب الله في الانتخابات النيابية إلى انتصار على السعودية التي أدرجت الحزب وقيادته على قوائم الإرهاب، شدد على معركة بيروت والأصوات التي حصدها نائب الحزب “أمين شرّي”، ليعتبر في السياق نفسه أنّ “حزب الله” فاز للمرّة الأولى بـ74 مقعداً في البرلمان من اصل 128.

رقم 74 الذي ذكره سليماني، طرح إشكالية في الحاضنة اللبنانية فنواب حزب الله عددهم 14 فيما نواب حركة أمل هم 17 نائباً، أي مجموع الثنائي الشيعي 31 نائباً، فمن هم النواب الـ43 الذي حسبهم سليماني على حزب الله؟
بالعودة إلى الكتل النيابية في المجلس الجديد، فإنّ الكتل التي قصدها سليماني هي: تكتّل لبنان القويّ 29 نائباً التابع للتيار الحر ولرئيس الجمهورية ميشال عون، القومي السوري 3 نواب، تيّار المردة 3 نواب.
إضافة إلى ثمانية من المستقلين وهم النواب: فيصل كرامي، وجهاد الصمد، وعبد الرحيم مراد، وأدي دمرجيان، وأسامة سعد، وفريد هيكل الخازن. بالإضافة إلى ميشال المر، ومصطفى الحسيني.

كلام سليماني الذي لم يجد حتى اللحظة ردّا من التيار الوطني الحر، أو لنقل من تكتل لبنان القوي الذي يمثل العهد وقوته وسيادته كما يردد نوابه، توقف عنده فقط النائب ميشال معوض وهو حليف التيار في الانتخابات الذي يؤكد على التباين معه في الكثير من الملفات. ورأى معوض في تغريدة تويترية نشرها عبر صفحته الرسمية أنّه “ربما يجب على اللواء قاسم سليماني، ومعه محور الممانعة، أن يعيدا حساباتهما جيداً حتى لا يكونا يخطئان في عدّ النواب المحسوبين على حزب الله”.

في المقابل علّق الرئيس سعد الحريري على تصريحات سليماني المهللة بفوز الحزب بـ74 نائباً بالقول “اذا كان العدد يشمل التيار الوطني الحر فنحن تعدينا القصة في مكان أخر”، ليضيف “مؤسف الحديث عن هذا المنطق من دولة في ودنا أن يكون علاقات معها وتدخلهم بالشأن الداخلي مرفوض”.
وختم الحريري قائلاً “إذا خسر البعض في العراق هذا لا يعني أن يعوض خسارته في مكان آخر”.

موقع “جنوبية” وفي متابعة لهذه التطورات تواصل مع عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الصحافي والمحلل السياسي راشد فايد الذي أكّد لموقعنا أنّ الجنرال قاسم سليماني، لا يكشف شيئا جديد وإنّما يؤكد انتساب الحزب إلى إيران.

وفيما لفت فايد إلى أنّ سليماني بهذا الكلام يدخل البهجة على قلب إيران بانتصاراته، أشار بالتالي إلى أنّ “هذه البهجة جعلت سليماني يكبّر الحجر أكثر مما هو الحقيقة”.

وتابع فايد “لا بد أن نعتقد أن رقم 74 في جزء منه هناك الثنائي الشيعي، أما الجزء الآخر فهم الحلفاء سواء حلفاء الحزب أو حلفاء قوى الثامن من آذار، وهذا الكلام عن الـ 74 نائباً، يشمل أيضاً التيار الوطني الحر، والسؤال الأساسي هنا ما رأي التيار الوطني الحر في كلام سليماني واعتبار كتلته النيابية جزء من قوة إيران في لبنان”.

وفي سؤال له حول مستقبل العلاقات مع إيران بعد تصريح الحريري الأخير ورده على سليماني قال فايد ” نحن في وقت سابق وحينما كان وضع إيران أقوى إبان فترة المفاوضات النووي وإقراره لم نكن متفائلين أنّه سيكون من المفيد تعزيز العلاقات مع إيران، فكيف في هذه الحالة الراهنة وإيران لديها مشكلة الاتفاق النووي وتجميده، ولديها العقوبات الأميركية والدولية”.

وفي الختام أكّد الصحافي راشد فايد أنّه ما من فائدة من تعزيز العلاقات مع إيران، وأنّه على إيران أن تحاول أن تجد عزّة لعلاقاتها مع الدول الأخرى.

إقرأ أيضاً: انتخابات 2018: حزب الله يرهب جمهوره بحرب إسرائيلية افتراضية

في السياق نفسه رأى الصحافي والمحلل السياسي جوني منير عند سؤاله إن كان التيار الوطني الحر قد أصبح جزءاً من كتلة حزب الله النيابية، أنه “على التيار الوطني الحر أن يجيب على هذا السؤال”.
ليضيف في حديث لـ”جنوبية”: “عدم وجود جواب حتى الآن يعني أنّ التيار ليس معترضاً وربما هو محرج بطريقة الإعلان، إلا أنّه لم ينفِ. الرئيس الحريري من جانبه حاول أن ينفي بطريقته الإحراج الذي ترتب على كلام سليماني لاسيما وأنّ قانون الانتخاب الجديد كان إحدى مشاكل الحريري الكبرى مع السعودية لكونه قد يعطي الأغلبية لحلف حزب الله”.

وفيما أكّد منير أنّ عدم النفي من قبل التيار الوطني الحر له دلالته الواضحة، لفت في الختام إلى أنّ “هذا هو توجه التيار السياسي وهذا ليس بجديد فمنذ الـ2006 والتيار الوطني الحر جزء من هذا المحور”.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» وبرنامجه الاصلاحي لما بعد الانتخابات: فاقد الشيء لا يعطيه

إذاً، التيار الوطني الحر وعلى لسان سليماني جزء من منظومة حزب الله، تصريح قد يوقع التيار في أزمة من العقوبات الدولية وقد يضعه في ذات المصاف مع الحزب إقليمياً؟ ودولياً؟! فإلى متى الصمت الباسيلي والعوني؟!
وهل أسلم الطرف المسيحي الأقوى لبنانياً، عنقه لحزب الله، حتى بات لا يجرؤ حتى على نفي تصريح لجنرال ايراني ينال من السيادة اللبنانية؟!

السابق
«جنوبية» لن ترضخ لمطالب «الجديد»… وتنتظر حكم القضاء
التالي
رياشي يؤكد مجدداً.. لا مبلغ إضافي على المواطنين لمشاهدة كأس العالم