اظهرت نتائج الإستشارات النيابية غير الملزمة امس التي اجراها الرئيس المكلف سعد الحريري أن ولادة الحكومة لن تكون قريبة خصوصا أن هذه الإستشارات سيستتبعها مشاورات سياسية تجري بطريقة غير رسمية قبل أن يغادر الحريري الى الرياض، ومن ثم إلى مكة لأداء حج العمرة خلال الايام العشرة الأواخر من شهر رمضان. مع العلم أن عدة أطراف يرغبون بتشكيل الحكومة قبل عيد الفطر، إلا أن لا مؤشرات على ذلك نظرا لحجم المطالب الضخم الذي طالبت به الكتل أمس أمام الحريري سيما أن هناك استحالة في تحقيق كل هذه المطالب، ومنها اصرار التيار الحر في الحصول على ثلث المقاعد الوزارية وهي عبارة عن حصته الوزارية (6) بعد “نفخ” كتلته لتصبح 29 نائبا، وحصة رئيس الجمهورية (4) على الرغم من ان التيار الوطني الحر هو حزب رئيس الجمهورية.
إقرأ ايضًا: تأليف الحكومة بين ألغام التوازنات وقسمة المحاصصات
ولفتت “اللواء” أنه مع كلّ ذلك هذه الشروط والمطالب حافظ الرئيس الحريري على تفاؤله فيما يتعلّق بتأليف الحكومة بشكل إنسيابي دون أية عراقيل، على الرغم من “الشراهة” التي برزت أمس على التوزير وعلى الحقائب السيادية. ومن أبرز ما دل على ان عملية التشكيل سوف تكون اصعب وليس بعملية سهلة كما يروجون هو حديث نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي عن وجوب أن سكون هناك معارضة في الحكومة، اي أنه بشكل غير مباشر يعني استبعاد كتل نيابية معنية، وهو ما يُؤكّد هاجس “القوات اللبنانية” باحتمال عزلها.
ولخصت “الحياة” حصيلة استشارات أمس على الشكل الآتي:
- التنافس الذي برز أمس بين الثنائي المسيحي “التيار الوطني” و”القوات” على التمثيل الحكومي والحقائب، الذي كان العقدة الأبرز. وقد صرّح رئيس التيار جبران باسيل إن “تكتل لبنان القوي” بعشرة حقائب وزارية 6 للتكتل والأربعة الآخرين من حصة رئيس الجمهورية مطالبا بوزارتي المال والداخلية لتكتله. أما “القوات فطالبت بتمثيل يساوي تمثيل التيار الوطني فضلا عن المطالبة بنيابة الرئاسة وحقائب أساسية أخرى.
كذلك طالب “التكتل الوطني” مؤلف من 7 نواب ويضم “تيار المردة” بوزارة الأشغال أو الطاقة أو الاتصالات وبحقيبة أخرى خدماتية، وبتمثيله بوزيرمسيحي وآخر مسلم.
وكان البارز أمس مطالبة التيار الوطني بحقائب سيادية للطوائف الصغرى الذي ربطه البعض أنه يتعلق بلحصص الدرزية للنائب طلال أرسلان التي يصر الحزب التقدمي الاشتراكي أن تكون جنبلاطية فقط. إلا أن مصادر “الاشتراكي” قالت لـ”الحياة” غذا كان هناك إصرار على توزير إرسلان فليكن من الحصة المسيحية”.
- إلى ذلك طالبت كتلة نواب “حزب الله” (14 نائباً) بوزارة “وازنة”إلا أنها لم تحددها، وضرورة استحداث وزارة للتخطيط، من دون الإصرار على أن يكون ذلك بسرعة.
وأشارت “النهار” إلى أن “القوات اللبنانية” يبدو أنها إلتمست احتمال عزلها في ظل المحاولات المكشوفة لدفعها الى المعارضة وهو ما دفع رئيسها سمير جعجع بالقيام بزيارة مفاجئة على رأس كتلته النيابية لقصر بعبدا ولقائه الرئيس ميشال عون من أجل التأكيد على المصالحة المسيحية وحفظ حقّه في الثنائية المسيحية، ليضمن بذلك أن لا تأتي التسوية على حسابه وحساب حزبه مرة جديدة كما في السابق.
وبحسب معلومات “النهار” فإن الرئيس عون طمأن جعجع بأنه حريص على الحفاظ على المصالحة المسيحية . مستغربا الحديث الدائم عن الاستبعاد والعزل، وكذلك الحملة على “التيار الوطني”. معربا حرصه على تاليف حكومة وحدة وطنية يتمثّل فيها الجميع.
إقرا ايضًا: مخاض التأليف يبدأ اليوم وسط تجاذبات حول الحصص
وكان الرئيس الحريري لخّص نتائج استشاراته النيابية في تصريح جاء فيه أن “هناك تعاوناً كبيراً بين الجميع لتسهيل تشكيل الحكومة، كما كان الجميع متوافقين على أنه علينا التسريع في تشكيل الحكومة بسبب التحديات الإقليمية والاقتصادية التي نواجهها في البلد. مشيرا أنه “بعدما كل ما سمعه، سيرى ما هي أفضل وسيلة للنهوض بالبلد من حيث شكل الحكومة ومكوناتها. ونحن نريدها أن تكون حكومة وفاق وطني”. وأضاف: “الآن مرحلة المشاورات، وكل طرف يطرح رايه بكيفية التمثيل في الحكومة. مؤكدا في الختام أن ” هناك كتل سياسية متنوعة، ويجب أن نصل إلى تفاهم كما وصلنا في الحكومة السابقة”.
