تعويم إرسلان جارٍ.. بدعم من التيار الوطني الحرّ وحزب الله

لماذا يسعى عدد من الاطراف الداخلية والاقليمية لتعويم الوزير طلال ارسلان في الحكومة المقبلة؟ وكيف يمكن تحليل الوضع السياسي الانتخابي على الساحة الدرزية؟
الحزب التقدمي الاشتراكي حسم قراره بالاستحواذ على التمثيل الدرزي بـ3 مقاعد في الحكومة المقبلة، رغم اختراع “التيار الوطني الحر” وحزب الله كتلة للنائب طلال إرسلان مؤلفة من 4 نواب. في ظل اصرار الوزير طلال ارسلان، بالقول “أصبح للجبل كتلتان نيابيتان شاء من شاء، وأبى من أبى”. هذا التوتر يتمظهر بدعم من تيار رئيس الجمهورية والحزب لإرسلان، مقابل اصرار جنبلاط على أحقية تمثيله حصرا للدروز، خصوصا وان زعيم الجبل أخلى مقعدا فارغا في اللائحة الانتخابية التابعة له في عاليه، كي يضمن لغريمه السياسي ارسلان حيازة مقعده.
 
الدكتور وليد عربيد
الدكتور وليد عربيد
الدكتور وليد عربيد، ابن مدينة الشويفات، والخبير بالشأن الدرزي، شرح لـ”جنوبية” في اطلالة على الوضع المستجد بالقول “حزب الله سابقا عمل للوزير ارسلان كتلة لتوزيره، حتى لا يكون وليد جنبلاط لوحده ممثلا للدروز على طاولة الحوار. واليوم يجمع له التيار الوطني الحرّ كتلة مؤلفة من نواب موارنة من التيار تحت اسم كتلة “ضمانة الجبل”، حيث سيعطى وزيرا من حصة رئيس الجمهورية، فيكون لوليد جنبلاط وزيرين من الدروز، والثالث من غير الدروز، مقابل حصة طلال ارسلان من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون”.
ويتابع الدكتور عربيد، بالقول “المسألة لها ابعادها السياسية، خاصة اذا استمر طلال ارسلان قويا بوجه النائب المنتخب تيمور جنبلاط، فلن يبقى وليد جنبلاط وحيدا كممثل للدروز. في حين ان الوزير وهاب سيقف في صف وليد بك الذي سيكون له مقعدين هما وزارة الاشغال ووزارة المهجرين، واحدة لوائل ابو فاعور والثانية لأكرم شهيّب، على ان يعطى ارسلان وزارة الدفاع من حصة الرئيس عون، كونه يريد وزارة سيادية، وهو حلم يراوده في محاولة استعادة لتاريخ والده كوزير دفاع في مختلف الحكومات”.
مع الاشارة الى ان الدكتور وليد عربيد، قد طالب منذ اسابيع بفصل الوزارة عن النيابة عملا بمبدأ فصل السلطات، ويتشكيل اتحاد وطني للدروز.
ويتابع الدكتور عربيد، قائلا “وليد جنبلاط لا يرى الامر محقا الآن، حيث يفكر بقوة الطائفة الدرزية، وهو يلتقي مع ارسلان بذلك. ولكن في السياسة المصالحة يجب ان تعيد ترميم العامود الفقري في جبل لبنان الى طرفي الجبل، حيث ان المصالحة يجب ان تتم بين الموارنة والدروز، الذين هما ضمانة المصالحة.
وقد حاول وئام وهاب ان يكون القوة الثالثة من اجل ضرب الاقطاع الدرزي القائم، لكنه ظهر كإقطاع جديد. لذا سنجد وهّاب يصعّد دومابوجه ارسلان وخاصة في المواجهة الاخيرة التي حصلت بين انصار ارسلان وانصار جنبلاط”.
ويؤكد عربيد ان “هو من يغذيّ الاشكالات بين الطرفين. والمصالحة التي حصلت مع القوات اللبنانية اوجبت ان تُستكمل مع التيار الوطني الحر، لكن جنبلاط اعتبر ان التيار يسعى الى ضرب سلطته في الجبل، وهو الذي حصل على 9 نواب، مما أكد للآخرين قوته، وانه يرتكز على حزب قويّ، وان زعامته هذه تبرهنت وقت الحرب. في حين ان طلال ارسلان لا قوة له ولا ميليشيا، وتاريخيا انضم اليزبكيين الى جنبلاط خلال الحرب لان ارسلان حينها لم يقاتل”.
“وقد عمل وليد جنبلاط المستحيل ليورّث ابنه، وقد أخرجه الى العلن بعد تمرين داخل البيت الجنبلاطي. والسؤال الذي يطرح نفسه: في ظل تحالف وليد جنبلاط مع القوات اللبنانية هل يتحالف طلال ارسلان مع التيار الوطني الحر؟. مما يعني ان الثنائية الدرزية والمارونية عادت الى الجبل”.
ويرى عربيد ان “الغرب لا يرى الى لبنان الا من خلال إثنين: حزب الله والمسيحيين. من هنا يشعر وليد جنبلاط بتراجع دور الدروز الاقليمي، ويعيشون معاناة الأقلية بشكل حقيقي. لذا المطلوب من وليد جنبلاط ان يعقد خلوة تحت عنوان حفظ الطائفة في وجه كل من الثنائية الشيعية والثنائية المسيحية. وفي ظل عودة حصة رئيس الجمهورية مجددا لنراقب كيف سيتعامل وليد جنبلاط مع القوى الدرزية الاخرى، التي ستخوّل ارسلان ان يكون حاضر الى جانب وليد جنبلاط على طاولة الحوار في قصر بعبدا”.
ويشدد عربيد على انه “كلما كانت المواجهة بين الرئيس عون وجنبلاط قوية سيعمدون الى تقوية ارسلان، وهذه هي حكومة الاتحاد الوطني، تمنع وضع فيتو على أحد. حيث سيأتي الوزير ارسلان ضمن قوة مؤلفة من 29 وزيرا”.
وردا على سؤال، يرى عربيد، انه “اذا لم يرض وليد جنبلاط سينتقل الى المعارضة وسيؤتى بوزراء دروز من غير التقدمي الاشتراكي. علما ان وليد جنبلاط هو لولب السياسة اللبنانية، لكنه لا يمكن ان تقوم الترويكا الجديدة دون وليد جنبلاط، وهو من الاسماء الكبيرة الى جانب كل من نبيه بري وميشال عون وسعد الحريري. لذا لا يمكن عزل وليد جنبلاط. وسيصار الى تفاهم مع ارسلان، خاصة ان الجسم الدرزي خارج من حماوة الانتخابات بحماس”.
وردا على سؤال، يقول “لا اعتقد ان وئام وهاب سيكون وزيرا، لان الوعد هو لطلال ارسلان، عبر وزارة يستفيد منها كالمهجرين او الدفاع، وهذا حلم من احلام أرسلان. لكن بالنهاية هناك أزمة درزية مع الواقع اللبناني المرتبط بالواقع الاقليمي، وخاصة وضع دروز سوريا والمنطقة”.
ويختم، الدكتور وليد عربيد، بسؤال “هل يستطيع ارسلان ان يكون زعيما يمكنه مواجهة وليد جنبلاط؟ ويجيبب نفسه : الى الان لا. لكنه سيحاول تنظيم صفوفه واثبات زعامته بدعم من التيار الوطني الحرّ، وحزب الله، وحتى السوريين”.
السابق
جريصاتي يرد على رياشي: النمرود تحت سقف بيتك!
التالي
باسيل: ما في عزل وكل واحد يكتفي بحجم تمثيله