هل سيكون طلب حزب الله تولي وزارة العدل عنوانا لأزمة جديدة؟

قصر العدل
يترافق تشكيل الحكومة اللبنانية الاسبوع المقبل وسلسلة تطورات واحداث، لعل ابرزها تصعيد العقوبات الاميركية والخليجية ضد حزب الله، يضاف اليها جملة توقعات وحملات مضادة بين الافرقاء على "ساحة" التشكيل الحكومية.

مصادر اعلامية مواكبة اطلعت “جنوبية” حول سيناريو طُرح في الساعات الاخيرة الماضية ، بحيث يجري التداول في الكواليس عن توزيع الحقائب بين الاحزاب والكتل على الشكل التالي: ان تكون وزارة الخارجية من حصة تيار المستقبل ووزارة الداخلية للتيار الوطني الحر ووزارة المالية لحركة امل ووزارة العدل لحزب الله.

ويطرح المراقبون اشكالية خلق “ازمة” في البلد في حال اصبح هذا السيناريو قابلا للتنفيذ، ففي حين ينفي حزب الله تأثره بالعقوبات الموجهة ضده، بما أنه لا يملك حسابات مصرفية، أعلنت اطراف سياسية وبالأخص “قواتية”، استحالة مشاركة حزب الله بصفته الاميركية كـ”منظمة ارهابية” في الحكومة المقبلة تحت طائلة تعرض لبنان لمقاطعة دولية تنعكس ازمة اقتصادية ومالية!

اقرأ أيضاً: مفاوضات تقاسم الحقائب الوزارية انطلقت تنغّصها العقوبات ضدّ «حزب الله»

كيف يقارب المحللان والكاتبان السياسيان نوفل ضو وجوني منيّر هذا السيناريو؟

الاعلامي نوفل ضو قال انه “اذا صح هذا السيناريو فذلك يعني ان العقوبات ستنتقل من حزب الله الى الدولة اللبنانية وستُصنّف بدورها ارهابية” ويتابع ” مقترح تولي حزب الله لوزارة العدل مطروح لتكبير الحجر ورفع سقف التفاوض وليس موضوعا واقعيا لا من قريب ولا من بعيد، لان هذا المعطى حول تولي حزب الله لتلك الحقيبة الحساسة يخلق ازمة في البلد ولا يؤدي الى تشكيل حكومة بل الى مواجهة تفضي بدورها الى الفراغ وهو يشكل مشروع حرب اهلية في البلد”.

من جهته، الكاتب السياسي جوني منيّر طرح مقاربة مغايرة في تحليل هذا السيناريو، واعتبر انه “في حال وجود مثل هذا الطرح لا اعلم الى اي مدى تملك الحكومة مناعة وتحديدا الرئيس الحريري للمواجهة او الصدام مع الاميركيين كما انه في نهاية المطاف اعتقد ان حزب الله اكثر واقعية، ولكن ربما من باب رفع السقف وفي مقابل تراجعه عن حقيبة سيادية كبرى واذا ما حصّل هذه الحقيبة ،اي العدل، يكون قد حصّل حقيبة مهمة، ولا يدخل هذا الطرح سوى في مزاد بيع وشراء الحصص”.

وأكد ضو في المقابل، انه “اذا صحت المعلومات، لا اعتقد ان الرئيس سعد الحريري الذي يعيد تشكيل فريق عمله على قاعدة تأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر السعودية والاميركية لن يشكل الحكومة بهذا الشكل، فاليوم هناك اشكالية مطروحة حتى حول وجود حزب الله في الحكومة، فكيف بوجوده وتوليه وزارة العدل المرشحة للتعاطى مع المحكمة الدولية!”

وأضاف ضو “بالأمس شهدنا كيف كان وزير الخارجية (جبران باسيل) يتباهى في تركيا بأنه قدّم اخبارا لمحكمة الجنايات الدولية حول اعتداءات اسرائيل وجرائمها في فلسطين فكيف سيجري تسليم حقيبة العدل لحزب لا يعترف بالمحكمة الدولية ولا بمجتمع دولي!”

وقال ضو “هو سيناريو مطروح في السوق الاعلامي لرفع السقف ويأتي في سياق سياسة “لي الاذرع” ،الامر الذي أكدّه منيّر بقوله “كل ما يرشح حاليا من مواقف ليست سوى للمقايضة لذلك كل فريق نراه يطرح اكبر سقف من التوقعات ليحصل على الحد الادنى من تطلعاته”.

نوفل ضو

الا ان ضو رأى انه “وفي الوقت الراهن لا يمكن حصر المشهد داخليا، بل يجب النظر الى مجمل الوضع من العراق الى سوريا الى لبنان، ففي العراق اليوم رأينا كيف امهل (مقتدى) الصدر قاسم سليماني للخروج من العراق خلال 48 ساعة داعيا اياه عدم التدخل في تشكيل الحكومة، ايضا بوتين يقول انه يتوجب على القوات الاجنبية ان تنسحب من سوريا وهو يقصد ايران وحزب الله، بمعنى انه لا يمكن لحزب الله اليوم ان يفرض علينا شروطا في حين تُفرض عليه شروط في جميع انحاء العالم”.

ولكن ماذا عن توزيع الحصص بين الكتل المسيحية خاصة مع محاولة الوزير جبران باسيل عزل الكتل المسيحية الاخرى، وعمله الدؤوب ليتصدّر المشهد السياسي؟

اقرأ أيضاً: حزب الله سيجابه العقوبات باقتحام «الحكومة» ونَيل حقائب سيادية!

اجاب ضو”هنا لا يمكن مقاربة هذه المسالة دون النظر الى حجم التمثيل والمقاعد، اذ كيف يمكن اعتبار الكتائب كتلة صغيرة وهي بنفس حجم تيار المردة اي تتمثلان بثلاث مقاعد، نظريا كيف يمكن ما ينطبق على المردة ان لا ينطبق على الكتائب مثلا! وكذلك الامر بالنسبة للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية”، مضيفا “في كلام سابق للبطريرك خلال مقابلة تلفزيونية قال “هؤلاء الناس فجعانين سلطة” دون ان تسمية من يقصد وارى ان هذا الوصف ينطبق على جبران باسيل، وما يحصل ان هذا الاخير اصابه مثل الضفدع الذي سيشرب الماء حتى يصبح كالفيل فينفجر ويفجّر البلد معه!”

اما منيّر فهو يعتقد ان ” هذا الطرح يكاد يكون مقبولا لو ان الرئيس الحريري لم يغير فريقه وتحديدا نادر الحريري ولكن مع التغييرات التي حصلت والتقارب الذي حصل بين الحريري والسعودية، ارى انه اصبح هناك صعوبة في هذا الامر، يمكن القول انه كان قد تراجع الدفء قليلا ثم حصل كسر للبرودة بعدها بين المستقبل والقوات” مشيرا الى ان “المفاوضات حول تشكيل الحكومة ستبدأ يومي الثلاثاء او الاربعاء مع البدء بتسمية سعد الحريري وتكليفه ولحينها كل فريق سيطرح اعلى توقعاته قبل الدخول في مفاوضات التشكيل”.

السابق
أفضل خمسة مطاعم لتناول الإفطار في بيروت
التالي
عقوبات «حزب الله»: الله يستر!