استطاع “تيار المستقبل”، أن يحقق أكبر كتلة نيابية صافية بـ20 نائباً، إلا أنّ هذا الانتصار الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري في خطابه بعد الانتخابات وفي بيت الوسط يوم أمس، لم يكن المشهدية الكاملة، فنسبة المقاطعة للانتخابات ولاسيما من قبل الناخب السني استوجبت إعادة قراءة بالمعطيات.
وكما تشير التداعيات الأخيرة، فإنّ “المستقبل”، قد بدأ بالفعل عملية التقييم والمحاسبة، فكان أولها إصدار الأمانة العامة في التيار بياناً دعا إلى “حل الهيئات التنظيمية القيادية (مكتب ومجلس المنسقية) بصورة عامة، في كلٍ من: منسقية بيروت، منسقية البقاع الغربي وراشيا، منسقية البقاع الأوسط، منسقية الكورة، ومنسقية زغرتا، وتكليفها متابعة الاعمال الى أن يحين الإعلان عن قرارات بديلة، ودعوة كل الهيئات في المنسقيات والقطاعات والمصالح لاستكمال تقاريرها التقييمية، لاتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها، وفقاً لقواعد العمل السياسي والتنظيمي في التيار”.
لتكون المفاجأة الثانية في الدقائق القليلة الماضية، هي استقالة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري ، السيد نادر الحريري من كافة المسؤوليات التي يتولاها في مكتب الرئيس، وتكليف السيد محمد منيمنة تولي مهام مدير مكتب الرئيس بالوكالة .
إذاً، المستقبل، كما تقول المعطيات الأولية هو أمام “مستقبل جديد”، فإلى أي مدى سيذهب الرئيس الحريري في مسألة إعادة ترتيب بيته الأزرق، وهل من مفاجآت جديدة؟
في هذا السياق أكّد منسق الاعلام العام في تيار المستقبل الصحافي عبد السلام موسى لـ”جنوبية” أنّه “فيما يتعلق باستقالة السيد نادر الحريري فإنّ معطياتها هي بعهدة الرئيس سعد الحريري كاملةً، وهو أو السيد نادر يقرران مسألة الحديث عنها”.
إقرأ أيضاً: القانون النسبي يصادر ثلث كتلة المستقبل النيابية: تقصير أم تقاعس؟
مضيفاً فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة أنّ “البيان الصادر عن الأمانة العامة لتيار المستقبل بشأن حل هيئة شؤون الانتخابات والماكينة الانتخابية ومنسقيات بيروت والبقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط وزغرتا والكورة، يأتي في سياق طبيعي يقوم فيه أي حزب لتصحيح الأخطاء والأداء”.
ولفت موسى إلى أنّه “كان هناك استحقاق، وهذا الاستحقاق كشف خللاً في الأداء في بعض الدوائر وفي بعض المناطق، ولم يكن ليظهر هذا الخلل في الأيام العادية إذ لم يكن هناك استحقاقات، من هنا فإنّ قيادة التيار والرئيس سعد الحريري يريدان وضع الإصبع على الجرح أي على هذا الخلل، تمهيداً للمعالجة ورص الصفوف والانطلاق نحو مرحلة جديدة، وكل ذلك يتم ضمن آليات تيار المستقبل وضمن قواعد عمل التيار والعمل السياسي والتنظيمي”.
وفيما يتعلق بالمفاجآت المتوقعة في الأيام القادمة، أكّد موسى أن “التيار يقوم بقراءة لمخلتف نواحي الحراك الانتخابي، وأكد في بيانه اليوم أنّ الهيئات التي حلّت ستتابع تصريف الأعمال، وستتابع قيادة التيار بالتالي قراءة كل التقارير والمعطيات حول مختلف مجريات العملية الانتخابية، من هنا فإنّ الأمور مفتوحة تحت سقف التيار وقواعد العمل السياسي والتنظيمي ضمن التيار”.
إقرأ أيضاً: المستقبل ينفي تفوّق ميقاتي في طرابلس رغم استحواذه على أربعة مقاعد
من جانبه أكّد القيادي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش لـ”جنوبية” أنّ “الانتخابات النيابية محطة أساسية عند كل الاحزاب ولاسيما الأحزاب الليبرالية مثل تيار المستقبل، وبالتالي فإنّ عملية تقييم النتائج والمحاسبة وإعادة التموضع، هي عملية ضرورية لتصويب الأمور”.
ولفت علوش إلى أنّ مسألة المنسقيات وحلّها مرتبطة بأداء معين، فإما أن يكون هناك فشل في الإدارة بمكان ما، أو أنّ الأداء كان خاطئاً.
هذا وأكّد علوش أنّ لا فكرة لديه حول استقالة السيد نادر الحريري، معلقاً “العلاقة التي تربط سعد الحريري ونادر الحريري تتعدى كون الأخير مدير مكتبه، فهو أيضاً ابن عمته”.
وفي الختام شدد النائب السابق مصطفى علوش أنّ “هناك حاجة لإعادة النظر في الأمور والمكتب السياسي سيبحث في هذه القضايا بشكل واقعي في اجتماعه القادم”.