مرّ على لبنان العديد من النماذج التي تفاخرت بقوتها وسلاحها ونفوذها، وأصرّت على نشر الظلم وعزل طوائف وأحزاب اخرى لمجرد التناقض في وجهات النظر. وها نحن اليوم نُبتلى بأشخاص وأحزاب زُرعوا في وطننا خدمة لاجندات خارجية لا تريد سوى الهيمنة على قرارنا وتطلعاتنا لتحقيق مشروع يبعد كل البعد عن الدين وأخلاقه ورسالته. اجندات تريد من ازلامها احتلال مدينة بيروت لتصبح “العاصمة الرابعة” على قائمتها.
إقرأ أيضاً: بالفيديو: مناصرو حزب الله يستفزون أهالي عائشة بكار… والأهالي يطردونهم!
لم تكد تمضي ساعات على اقفال صناديق الاقتراع اول من امس حتى طفحت شوارع لبنان بوحوش، خصوصا في مدينة بيروت، لم يقصّروا في تكسير وتخريب محال كان ذنبها انهارفعت صوراً لمرشحين منافسين لأسيادهم. ترافق ذلك مع اطلاق كثيف للرصاص، في احياء آمنة، من اسلحة غير شرعية معروفة الانتماء ونشر أعلام حزبية في شوارع محددة للترهيب في محاولة لفرض حال من الفلتان والفوضى تعيد العاصمة إلى مناخات التحريض والعبث بالسلم الأهلي وتعيد احياء جراح اليوم المشؤوم للسابع من ايار 2008.
رفيق الحريري
ثلاثة عشرة عاما ولايزال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقلق كل من حاول الغاء مسيرته وشطبه من عقول اللبنانيين. انتقل ارهاب المتفلتين في شوارع بيروت المقيت ليطال النصب التذكاري للرئيس الشهيد في منطقة السان جورج. عادوا الى مسرح الجريمة الذي سقط فيه رفيق شهيدا. رفعوا اعلاما حزبية على نصبه هتفوا بأبشع العبارات ضد انسان اصبح في دنيا الحق. قال احدهم سندمر “التمثال”. لكن رفيق بقي صامدا ومعتزا كما عهدناه في اصعب المراحل.
إقرأ أيضاً: نبوءة المشنوق: 45 ألف صوت… وفوقهم أوباش في شوارع بيروت
قد يتساءل البعض ما الفائدة من قراءة التاريخ وما الفائدة من مقارنة حال الامم بين الماضي والحاضر، لكن الهدف من قراءة التاريخ لا يقتصر على الفخر او الرثاء وإنما ايضا لاتخاذ العبرة. على مرّ العصور ابتلي العالم بموجات من العنف والحروب لم يرحم اصحابها صغيرا ولا كبيرا، دمّروا كل شيء اعترض طريقهم فانتشر الفزع والهلع في كل مكان لكن ارتكابات هؤلاء لم تمر من دون عقاب ولو طال الوقت.