الحملات تستعر والدولة في حال تأهّب قبل 48 ساعة من الانتخابات النيابية

الانتخابات النيابية
يبدأ منتصف ليل اليوم الصمت الانتخابي الذي يفترض الامتناع عن التصريحات والاعلانات والمهرجانات والمواقف. ولكن الساحة الداخلية حفلت قبيل حلول هذا الموعد، بكل انواع الحملات والاتهامات، وبكل وسائل شد العصب واثارة الحماسة.

48 ساعة فقط، ويتوجه الناخبون في بيروت وكل الدوائر في المحافظات إلى صناديق الاقتراع، لاختيار 128 نائباً، معظمهم يفترض ان يكون من الجُدد على الرغم من تبرّع رؤساء اللوائح الكبرى أو لوائح السلطة إلى اعلان عدد من النتائج، في العاصمة، أو بعلبك – الهرمل، أو كسروان – جبيل، كمثل إعلان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن قدرة تياره على إيصال مرشحيه في تلك الدائرة إلى البرلمان.

إقرأ ايضًا: مصير «الصمت الإنتخابي» في ظل استباحة الفضاء الإعلاني والإعلامي

وأمس، انتخَب رؤساء أقلام الاقتراع من موظفي الوزارات وأساتذة التعليم الثانوي في الأقلام العائدة لكلّ منهم في الأقضية التي ينتسبون اليها، ففُتحت الصناديق في القائمقاميات والسراي من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساء، ودعيَ اليها 14816 ناخباً على مساحة الأراضي اللبنانية، فشارَك فيها ما نسبته 98 % منهم كما حصل في مراكز سراي جونية (133 من أصل 138) وجبيل وما بينهما. ونُقلت صناديق الإقتراع مساء الى مخازن خاصة في مصرف لبنان لتُضمّ الى الصناديق التي نُقلت من بلدان الاغتراب تميهداً لفرزها بعضُها مع بعض في لجان القيد العليا مع إقفال مراكز الاقتراع الداخلية.
وبحسب “الجمهورية” ضَر الملف الانتخابي في جلسة مجلس الوزراء من باب عرضِ تقارير عن الإجراءات اللوجستية والأمنية والإدارية التي اتخِذت لمواكبة العملية كذلك من باب ما حصل في عملية اقتراع المغتربين، إذ طلب الوزير علي حسن خليل الكلام مستفسراً عن الشوائب الكثيرة التي برَزت مع المقترعين المنتشرين في الخارج وخصوصاً في مناطق معينة حيث الثقل لناخبين من لون سياسي معيّن، وقال: “الثغرات واضحة وهي ليست تقنية فقط، نحن نتفهّم انّ مثلَ هذه الأخطاء يمكن ان تحصل ولكن إذا تخطّت المقبول من حقّنا أن نسأل.
هناك اسماء لم ترِد وهي مسجّلة ومعها إثباتات على التسجيل وعلى المعلومات التي تزوّدت بها السفارات فتفاجَأ عدد كبير من الناخبين الذين أتوا رغبةً منهم بممارسة حقّهم بالاقتراع بأنّ أسماءهم واردة في مراكز تبعد عن أماكن سكنِهم مئات آلاف الامتار.
وعلّقَ الوزير غازي زعيتر والوزير بيار بوعاصي على الامر في السياق ذاته، ما أثارَ غضبَ وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أكد انّ الأخطاء التي حصلت تقنية محض، وأنّ جوازات السفر التي لم تصل الى السفارات سيُتّخَذ اجراء للسماح لأصحابها بالاقتراع في لبنان الأحد المقبل وعددُها 400. وانتهى النقاش الى الطلب من وزيري الداخلية والخارجية إعداد تقرير لتقويم العملية والثغرات ورفعُه الى مجلس الوزراء.

وأشارت “اللواء” إلى اكتمال وصول صناديق اقتراع المغتربين في الخارج بوصول 3 حقائب دبلوماسية من الباراغوي وكولومبيا، و3 صناديق من الولايات المتحدة و5 صناديق من أرمينيا ونيجيريا وليبريا وغوادلوب وساحل العاج، ونقلت جميعها إلى مصرف لبنان بمواكبة قوى الأمن الداخلي.
وسلت مخالفة حصلت في قلم اقتراع سراي حلبا، حيث ضبط أحد الموظفين يقوم بتصوير اللائحة الانتخابية بهاتفه الخليوي خلف العازل فحرم من التصويت.

إقرأ ايضًا: حزب الله لمعارضيه: انتخبوا اي لائحة عدا… «شبعنا حكي»!
الى ذلك، تستريح التصريحات والمواقف الانتخابية منتصف ليل اليوم الجمعة، عملا بمبدأ الصمت الانتخابي، ليستريح البلد من “هيستيريا” انتخابية وسياسية لم يشهد لها مثيلا نتيجة قانون الانتخابات الهجين الذي فتح الحروب حتى بين اعضاء اللائحة الواحدة وليس بين اللوائح المتنافسة والقوى السياسية فقط، فبات كل مرشح يبحث عن نفسه ويحشد لنفسه الصوت التفضيلي الذي افرغ النسبية من معناها الحقيقي وحوّل القانون الى اكثري وارثوذوكسي مطعم بنسبية نسبية، وقد شكا معظم المرشحين غير الاثرياء من ان هذا القانون وصوته التفضيلي فتح جيوب المرشحين الكبار المتمولين على عملية رشى انتخابية يقولون انها باتت علنية من دون ان يجرؤ احدهم على تقديم شكوى او دليل ملموس يسهم في وقف الرشاوى.

السابق
لائحة «شبعنا حكي» من كفرمان: ترشحنا هو البداية وسنكون على مستوى التحدي
التالي
كُتُب الروايات الدينية أفسدت الكُتُب السماوية