الزيارات الإنتخابية تستفزّ المواطنين واتهامات لأجهزة الدولة

الانتخابات النيابية
17يوماً تفصل اللبنانيين عن استحقاقهم الانتخابي لاختيار نوابهم وفق قانون جديد يفترض أن يكسر احتكارية سياسية لمقاعد المجلس النيابي، وإن كانت القوى السياسية هدفت من الموافقة عليه إلى تحديد أحجامها.

بدا ملف الانتهاكات والمخالفات في العملية الانتخابية كأنه راح يطغى على مشهد التنافس والسباق بين اللوائح في المناطق المختلفة. وكشف مرشحون من النواب البارزين الحاليين والسياسيين والناشطين في لوائح المجتمع المدني لـ”النهار” انهم يعدون وثائق بالوقائع الحية والمثبتة للانتهاكات، مثل تسجيلات صوتية واعترافات مباشرة لمواطنين بتلقيهم اغراءات وعروضا بالرشى وشراء الاصوات كما بعروض لامور مختلفة، وان هذه الظاهرة تستفحل باتساع في عدد من الدوائر ومعظم المسؤولين يعرفون الكثير مما يجري لكن أحداً لا يحرك ساكنا لضبط الفلتان.

إقرأ ايضًا: في الجنوب… حملات ابتزاز انتخابية تطال لقمة العيش

كما بات لدى مرشحين بارزين في مناطق محددة محسوبة على نفوذ جهات سلطوية اثباتات ملموسة على تدخلات منوعة ضدهم. وأشار هؤلاء الى ان ملف التجاوزات والانتهاكات تضخم بسرعة قياسية قبل بلوغ الاسابيع الاخيرة الفاصلة عن موعد الانتخابات وان هذا الامر يشكل الخطر الاول على الاستحقاق وليس أي خطر أمني لانه سيصم الاستحقاق بوصمة انعدام النزاهة، ناهيك بانه سيؤسس لتقديم عشرات الطعون في الانتخابات بما يثير مخاوف من ترسيخ انطباعات حول سقوط عامل النزاهة فيها داخليا وخارجيا مع كل ما يرتبه هذا الخطر من تداعيات مؤذية على الدولة ولبنان.

وبرز أمس في هذا الاطار بيان تحذيري لهيئة الاشراف على الانتخابات كشفت فيه تلقيها عددا من الشكاوى والمراجعات من بعض المرشحين تتعلق بتدخل بعض كبار الموظفين لمصلحة هذا المرشح او ذاك وانها لم تتلق أي جواب من الجهات المسؤولة عن هؤلاء الموظفين واكدت انها تحفظ هذه المخالفات موثقة. وجاء بيان الهيئة ليثبت تكراراً فداحة حجم التدخلات التي تتولاها جهات رسمية منخرطة في المعارك الانتخابية بعدما فاض التقرير الذي اصدرته قبل يومين الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات بالمخالفات لاهل السلطة.

ولفتت “الجمهورية” إلى الحضور الرئاسي في منطقة جبَيل وافتتاح رئيس الجمهورية ميشال عون مؤتمرَ «المساواة في الديمقراطية» في الساعات الماضية ، إلّا أنّه بالرغم من أهمّية هذا الحدث، فإنّ العلامة النافرة التي حجبَته، تجلّت في حرفِ التيار الوطني الحر لهذه الزيارة عن وجهتها، وتوظيفِها انتخابياً، عبر زرعِ كلّ الطرقات المؤدية إلى المنطقة بأعلام التيار وتسييرِ قوافل سيارات ترفع صوَر مرشّحي «التيار».

واللافت أنّ هذه الصوَر، بَعثت الامتعاض لدى أهالي تلك المنطقة، من استغلال الزيارة انتخابياً، وهو ما تجلّى بعدها في محاولة من قبَل مناصري التيار لاستثمار الزيارة بوصفها إشارةً رئاسية لاستنهاض الناس بحضوره شخصياً إلى هذه المنطقة في لحظة انتخابية حسّاسة.

وفي سياق الإنتخابي، أشارت “اللواء”إلى أنه  يرتقب ان يقوم الرئيس الحريري بجولة انتخابية- سياسية في الشوف اليوم يستهلها من بلدة برجا في إقليم الخروب، وسيكون تيمور وليد جنبلاط في استقباله إلى جانب أركان اللائحة لاعطائها دفعا قويا خاصة لدى الناخبين السنّة في الإقليم.

ومعروف ان منافسات حامية تدور في دائرة الشوف- عاليه بين ست لوائح قوية للاحزاب، وثلاث لوائح للمستقلين والمجتمع المدني، لكن المنافسة الحقيقية ستكون بين تحالف المستقبل- القوات- الحزب الاشتراكي- ناجي البستاني، وبين لائحة تحالف التيار الحر- الحزب الديموقراطي اللبناني، ولائحة تحالف الوزير السابق وئام وهاب والنائب السابق زاهر الخطيب ومستقلين، وثمة توقعات بحصول طروحات في اللوائح الثلاث.

وذكرت مصادر لوائح المعارضة انها تتوقع ان تخرق لائحة وئام وهاب بحاصلين اي مقعدين درزي وسني او ماروني، بينما تحصل لائحة المستقبل والاشتراكي والقوات على سبعة حواصل اي سبعة مقاعد، وتحصل لائحة التيار- الحزب الديموقراطي على ثلاثة حواصل ونصف اي ثلاثة نواب وتنافس على الرابع. ويبقى مقعد ماروني على الارجح خاضع للتنافس بين اللوائح.

إقرأ ايضًا: جبران باسيل يهاجم حليفه «حزب الله» في عقر داره

كسروان – جبيل 

واكدت مصادر بعض المرشحين في دائرة كسروان- جبيل (8 مقاعد) ان المعركة الانتخابية ستكون ساخنة جدا، وان اللوائح الرئيسية الاربع المتنافسة ستخرق بعضها، وتوقعت فوز اربعة مرشحين من لائحة التيار الوطني الحر، واثنين من لائحة تحالف القوات- الاحرار زياد حواط ، واثنين من لائحة تحالف الكتائب- فريد الخازن- فارس سعيد، بينما يبقى الغموض سيد الموقف بالنسبة للائحة تحالف “حزب الله”- جان لوي قرداحي مع ترجيح فوز مرشح الحزب عن المقعد الشيعي.

صيدا – جزين 

بالمقابل ثمة توقعات بتعذر وصول نواب التيار الحر الثلاثة كلهم في دائرة صيدا- جزّين (5 نواب) نتيجة عوامل عدة اهمها عدم التحالف مع “تيار المستقبل” والتحالف مع “الجماعة الاسلامية” والدكتور عبد الرحمن البزري، وتقود ترجيحات الماكينات الانتخابية الى فوز المرشح الماروني ابراهيم سمير عازار المتحالف مع رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد المرجح فوزه ايضا بأحد المقعدين السنيين في صيدا الى جانب السيدة بهية الحريري. فيما لائحة “القوات اللبنانية” تعاني ضعفا نتيجة عدم اكتمالها وعدم وجود تحالفات حزبية قوية فيها.

السابق
عرسال: أخطار الألغام الأرضية في جرودها وتصاعد عدد الضحايا
التالي
باسيل رداً على خليل وعدم سماعه مؤتمره: بركي سمعو خفيف