في الجنوب… حملات ابتزاز انتخابية تطال لقمة العيش

ما صحّة الضغوطات التي يتعرض لها أهالي رميش وعين ابل وتهديدهم بلقمة عيشهم في حال تصويتهم للوائح المعارضة للثانئي الشيعي؟

مع إقتراب موعد الإستحقاق تشتد المنافسة وتزداد المعركة سخونة بين اللوائح المتنافسة في مختلف الدوائر الإنتخابية ‏عبر تبادل حملات عنيفة واتهامات. ووسط هذه الأجواء المحتدمة كان لافتا مجموعة المواقف والتصريحات الإنتخابية التي ألقاها الوزير جبران باسيل يوم الأحد الفائت في بلدة رميش قضاء بنت جبيل.

وفي هجوم لافت على لائحة الثنائي الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة لصالح لائحة التيار الوطني فيها، صوّب باسيل على ضغوطات وتهديدات يعاني منها أهالي المنطقة، خصوصا مزارعي التبغ إلى حدّ الوصول إلى منعهم من الزراعة وقطع المياه عن محصولهم. وهو الأمر الذي نفاه جملة وتفصيلا رئيس بلدية رميش فادي مخول في بيان مؤكدا أن لا ضغوطات تمارس على الأهالي وأنهم غير مهدَّدين بلقمة عيشهم.

فما مدى صحّة مواقف باسيل؟ وهل فعلا يمارس الثنائي الشيعي ضغوطات على أهال المنطقة؟

اقرأ أيضاً: جبران باسيل يهاجم حليفه «حزب الله» في عقر داره

وفي حين لم ينفِ مصدر خاص لـ “جنوبية” من المنطقة التململ الحاصل في المنطقة، والتعرّض لمثل هذه الضغوطات. إذ يُروَّج في المنطقة بأن “الثنائي يردّد بأنه في حال الإقتراع لصالح اللوائح المنافسة لن يتم شراء محاصيل التبغ منهم وسوف يستثنون كذلك من الخدمات.

إلّا أن المصدر نفسه لفت، إلى أن كلام باسيل جاء في إطار الحملة الإنتخابية لشدّ العصب الطائفي والمذهبي، بوقت هناك نسبة معينة من بلدات في قضاء بنت جبيل ليس لديهم تمثيل فكان الأجدى بباسيل بدل التحريض المعروف الهدف منه أن يتطرق لهذه المشكلة و الإضاءة حول المشاكل الإنمائية في كافة المناطق في هذه الدائرة وليس حصرا في رميش وعين ابل وغيرها”.

مشيرا إلى أن “البيئة المؤيدة لباسيل لم ترحب بالتصاريح التي القاها رئيس التيار، حتى المرشحين على هذه اللائحة تعلم أن مثل هذه الخطابات سترتد عليهم سلبا”.

كما أكّد المصدر أن “الثنائي الشيعي يمارس ضغوطات بشكل أكبر في دائرة صور- الزهراني، مشيرا إلى أن الثنائي في دائرة “النبطية – بنت جبيل – مرجعيون حاصبيا” مرتاحين بسبب تعدّد اللوائح وضآلة فرص الخرق”.

كما تحدثت “جنوبية” مع المرشح أحمد إسماعيل عن المقعد الشيعي في النبطية على لائحة “شبعنا حكي” الذي أكّد أنه ” تاريخيا ومنذ 26 عاما معروف أن أهالي رميش يعتمدون على زراعة التبغ، وفي عدّة دورات إنتخابية كان الرئيس نبيه بري ينال أصوات أقلّ من أي مرشح أخر بوجهه كحبيب صادق وغيره. وحينها تمّ معاقبة الأهالي لأربع سنوات عبر شراء منهم التبغ بأسعار زهيدة كما ايضا عانى الأهالي حينها من شحّ في خدمة المياه كذلك عوقبوا بعدّة خدمات أخرى”. بالإشارة إلى أن اهالي المنطقة ” كانوا ينتخبون لوائح المعارضة المتمثلة بلائحة حبيب صادق وكذلك لائحة الأسعد”.

اقرأ أيضاً: الانتخابات النيابية في «الجنوب الثالثة» ترعاها «الزبائنية»!

وفي مرجعيون كذلك، كذلك كانوا يشعرون بخوف في السابق، بحسب إسماعيل. إلا أن اليوم إختلف الوضع إذ أصبح لديهم رئيس جمهورية ولديهم نواب ووزراء أقوياء فمن الممكن أن لا يتماشوا مع الثنائي في هذه الدورة الإنتخابية كما في السابق”.

وفي سؤالنا عن ضغوطات تمارس بحق مرشحي لائحة “شبعنا حكي”، قال إسماعيل إن “الضغوطات التي تمارس عليهم كمرشحين قد تكون أخطر عبر محاولة التحريض الأهالي عليهم وذلك مع وجود أجواء متعاطفة ومؤيدة لرؤيتهم ومعارضتهم عبر التشهير والتخوين بالمرشحين والتحريض أحيانا”.

ومن هنا هل فلتت ذمام الأمور نسبيا من يدّ الثنائي في مناطقه خصوصا مع إتساع حجم الأصوات المعارضة؟ وهل يدفع هذا الأمر بالثنائي إلى إستخدام الخشونة أكثر والأساليب غير الديمقراطية بوجه المعترضين والمتذمرين من ممارساته؟ يبدو أن “حزب الله” و”حركة أمل” بعد الإنتخابات النيابية وما أظهرته من جوّ إعتراضي سوف يحتاج إلى إعادة ترتيب بيته الداخلي.

السابق
بيان «منظمة العمل الشيوعي».. وجدل إدانة أميركا ونظام الأسد
التالي
علي الأمين: حزب الله ساهم في تشكيل بعض اللوائح المنافسة في الجنوب