كيف سيكون سيناريو الضربة الاميركية لسوريا بعد تأخيرها؟

في حال صدق ترامب بوعيده وحصل إشتباك روسي- أميركي في سوريا هل سيبقى لبنان بمنأى عن النيران المشتعلة في سوريا؟ وما مدى تأثير ذلك على لبنان؟

إرتفع قرع طبول الحرب مع إرتفاع وتيرة التصعيد والوعيد والتهديد بين أميركا وروسيا، حتى بات العالم كلّه بإنتظار ساعة الصفر للضربة العسكرية الأميركية لسوريا على ضوء تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي غرد متحديا روسيا صباح أمس : “الصواريخ قادمة، فاستعدي يا روسيا”، لكن الرئيس فلاديمير بوتين دعا في اتصالات مع الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران ودول أخرى في المنطقة لأن يسود المنطق السليم، متخوفاً مما وصفه “بالفوضى الدولية”.
القلق وحبس الأنفاس الذي يسود العالم بإنتظار الضربة الأمريكية وما سينتج عنها من رد روسي، كان له وقعه محليا مع التخوف من تأثير ما ستخلفه هذه الضربة الموعودة على لبنان خصوصا مع الأحاديث المتبادلة عن سحب “حزب الله” لعديده المسلح من نقاط عسكرية سورية وتوزيعهم على الحدود اللبنانية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: أميركا تستعد لضرب سوريا.. ولبنان يترقّب وينأى بنفسه

فعل الصعيد اللبناني اتخذت خطوط طيران الشرق الأوسط قرارًا بتغيير مسار الطائرات القادمة إلى بيروت على خلفية تحذير وكالة السلامة الجوية الأوروبية”.
وفي حال صدق ترامب بوعيده وحصل إشتباك روسي- أميركي في سوريا هل سيبقى لبنان بمنأى؟ وما مدى تأثير ذلك على لبنان؟

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير العسكري الجنرال المتقاعد نزار عبد القادر الذي رأى أن “لبنان سيبقى بمنأى عنهاـ إلا إذا أرادت إيران أو “حزب الله” التحرّش بإسرائيل نظرا على عدم قدرتهم على التصدي للصواريخ الأميركية “. مشيرا إلى أنه “يعتقد إن إيران تدرك وحزب الله بصورة خاصة يدرك أن هذه المعركة ستكون قاسية جدا ومكلفة جدا. وتشكل خطرا حتى على البيئة الحاضنة له لأنه يدرك أن كل القرى والمدن في الجنوب ستكون هدفا للنيران الإسرائيلية المدمرة”.

لافتا إلى أنه “لن يحدث ذلك، فلا إيران سترد ولا حتى حزب الله سيفتح إشتباكا مع إسرائيل”.

نزار عبد القادر

وعن ضربة ترامب أكّد عبد القادر انه “هناك ضربة، فإذا لم ينفذ ترامب ما يقوله بعد كل هذه التهديدات سوف يكون مصيره مثل مصير الرئيس الاسبق أوباما وهو ينتقد سياسة الأخير التي أثرت على هيبة أميركا في الشرق الأوسط والعالم لذا لا بدّ أن يفي بتوجيه ضربة لسوريا”.
ورأى أن “هناك إحتمالات عديدة حول نوعية الضربة، وعلى الاغلب ستكون الضربة مدروسة ومحدودة والهدف هو عدم إستفزاز الروس وإجبارهم على عدم التصدي للضربة الأميركية”.

وختم عبد القادر بالتشديد “على أنه ليس هناك من إحتمال حصول إشتباك روسي- أميركي نظرا لان حسابات الدول الكبرى تختلف عن حسابات الدول الصغرى يمكن أن تقبل الشيئ ونقيده، ولديها أيضًا العمق السياسي ولديها الفكر الإستراتيجي والرؤيا الفكرية لمخاطر الحروب”.

ومن جهة ثانية، كان لـ “جنوبية” حديث مع العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز “الشرق الأوسط للدراسات” الذي رأى انه “في حال حدث إشتباك أميركي – روسي ممكن أن تتطور الأمور إلى حرب إقليمية بين روسيا وأميركا وأكثر من ذلك عالميا لذلكد فانّه “لن يحدث إشتباك أميركي – روسي”.

اقرأ أيضاً: سوريا ما بعد الضربة الأميركية: ما هو مصیر بشار الاسد؟

وحول سيناريو الحرب بعد تأخيرها قال جابر أن “الأميركيين لا يزالون يدرسون إمكانية وشكل الضربة وكلما تأخروا هذا يعني أن الضربة ستكون سريعة ومحدودة وعلى أهداف محددة”. لافتا إلى أن “الأميركيين سوف يتجنبون إستهداف القواعد العسكرية التابعة لروسيا، أي أنه سوف يتم إستهداف أماكن لا وجود لروسيا فيها”.

العميد الدكتور هشام جابر

من جهة أخرى، تصوّر جابر أن الردّ الروسي سوف يكون على الصواريخ وليس على مصادر الصواريخ، فبعد إنطلاق الصواريخ الأميركية ستكون روسيا جاهزة في حميميم وبطرطوس للرد على الصواريخ بصواريخ مضادة بمثابة ألعاب نارية جدية في الجوّ، عملية عبارة عن ساعات”.
وفي حال وقوع حرب أميركية – روسية مباشرة أكّد جابر ” حتما سوف يدفع لبنان وفرنسا الثمن، ولن يبقى مكان آمن في العالم، إلّا أن هذا الأمر لم يحدث خلال التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية وقبلها وبعدها مرورا بالحرب الباردة إذ وصل الطرفان5 مرار لحدّ الإشتباك ولم يحصل ذلك. مستبعدا أن يحصل إشتباك بين هاتين الدولتين بسبب سوريا”.

السابق
شارل أيوب حاول الانتحار!
التالي
موسكو المحاصرة اقتصاديا تهرب الى التصعيد في سوريا