العالم يترقّب الضربة الاميركية في سوريا وروسيا تتوعّد بالرد

لأول مرة بعد انتهاء الحرب الباردة، يقف العالم على حافة حرب عالمية كبرى بين روسيا وأميركا بعد القرار الاميركي بضرب سوريا ردا على ما حدث في دوما من هجوم كيماوي أكدته المصادر الدولية، سارعت موسكو على اثره الى الرد بقوّة معلنة ان دفاعاتها الجوية سوف تسقط الصواريخ الاميركية "المعتدية"، وتضرب مصادر اطلاقها.

بعد ان شهد مجلس الامن امس الثلاثاء، اخفاقا حول التحقيق بشأن الهجوم الكيمائي في دوما وادانة النظام السوري، تجري القوى الغربية بقيادة اميركية مشاورات بشأن الرد حول تمادي نظام الاسد باستخدامه الاسلحة الكيمائية، ما يشير الى احتمال قيام عمل عسكري غربي منسق ضده يرى مراقبون انه سيكون اكبر من مجرد ضربة موضعية.

وفي رد اولي، دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية “يوروكونترول” شركات الطيران إلى توخي الحذر في الشرق الأوسط لاحتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال 72 ساعة، وبحسب “الجزيرة نت” فقد ذكرت “يوروكونترول” أنه من المكن استخدام صواريخ أرض-جو أو صواريخ كروز أو كليهما خلال تلك الفترة، وأن هناك احتمالا لتعرض أجهزة الملاحة اللاسلكية للتشويش على فترات متقطعة، وكان البيت الأبيض قد ذكر في وقت سابق إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي كان من المقرر أن يسافر إلى بيرو يوم الجمعة المقبل، ألغى جولة في أميركا اللاتينية للتركيز على الرد على الواقعة السورية، بعد تحذيره من رد سريع وقوي بمجرد تحديد المسؤولية عن الهجوم وتأكيد أن حاملة الطائرات “هاري ترومان” في طريقها إلى شرق المتوسط.

اقرأ أيضاً: كيف ستكون الضربة الأميركية ضد سوريا؟

كما ناقشت فرنسا وبريطانيا مع إدارة ترمب كيفية الرد، وأكد البلدان أنه لا بد من التأكد من هوية الجناة في واقعة استهداف “دوما” بالكيماوي.

وتنفي الحكومة السورية، التي تتلقى دعما عسكريا من روسيا، أن تكون وراء أي هجوم كيميائي، وقد اشار مصدر أوروبي إن حكومات أوروبية تنتظر أن تجري منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقيقها وظهور أدلة دامغة عن الهجوم.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء إن قرارا بشأن تنفيذ ضربات عسكرية سيتخذ خلال أيام، بعد مزيد من المشاورات مع الولايات المتحدة وبريطانيا، مؤكدا أن الضربات ستستهدف منشآت أسلحة كيميائية سورية، كما أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن بلاده قد تشارك في ضربات محتملة ضد نظام دمشق إذا لزم الأمر.

ونقل “موقع العربية” عن السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين تصريحه ان أي صواريخ أميركية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها وفق ما نقلته “رويترز”، مضيفا أنه يستند في ذلك إلى تصريحات للرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الأركان الروسي.

واشار “سبوتنيك” ان القناة العاشرة الإسرائيلية افادت، في تقرير لها، أمس الثلاثاء، نقلته وكالة معا الفلسطينية، أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، توقع أثناء جلسة أمنية مغلقة، أن يقوم ترامب، بتنفيذ تهديده وتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، متجاهلاً التحذيرات الروسية”.

وذكر موقع “روسيا اليوم” ان خبراء مركز التحليل الأمريكي “Stratfor” قاموا بتحديد القواعد الجوية السورية المرجح أن تكون هدفا لضربات الولايات المتحدة وحليفاتها، ولفت المركز على موقعة الإلكتروني إلى أن الولايات المتحدة تنوي تنفيذ عمليات أكبر من تلك التي نفذت في أبريل 2017، حين قامت سفن البحرية الأمريكية بتوجيه ضربة صاروخية لمطار “الشعيرات” العسكري السوري.

وبررت واشنطن حينها ضربها لمطار الشعيرات بالإدعاء أن الطائرات المحملة بالكيمائي التي قصفت مدينة خان شيخون كانت تتمركز تحديدا هناك، على الرغم من عدم تقديم أي دليل على ذلك.

خبراء هذا المركز الأميركي يعتقدون أن العملية الأميركية الجديدة ستطال على الأغلب المواقع المرتبطة بالبرنامج الكيمائي السوري، والقواعد الجوية حول العاصمة دمشق، وخاصة “الضمير” و”مرج رحيل” و”المزة”.

وكتبت صحيفة The National Interest اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة، يمكن أن تشن هجوما ضد أهداف في سوريا بصواريخ كروز “توماهوك” و AGM-86، التي تفترض أنها ستكون قادرة على تجاوز الدفاعات الجوية الروسية الفعّالة من طراز S-300V4 وC-400، المتمركزة في سوريا حاليا.

وأضافت الصحيفة، انه توجد لدى البنتاغون قاذفات الشبح “غير مرئية” من طراز B-2 Spirit و F-22 Raptor، التي تؤهلها تكنولوجياتها لاكتشاف أنظمة الدفاع الجوي الروسية والتعامل معها.

اقرأ أيضاً: العقوبات الاقتصادية تؤلم روسيا فيأتي الردّ بالكيماوي على دوما

ووفقا للصحيفة الأميركية، فإن روسيا بدورها، قد ترد بضربات مزلزلة ضد القواعد الأميركية وحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا، وللقيام بذلك فإن الجيش الروسي قد يستخدم صواريخ كروز الموضوعة بتصرفه من طراز KH-101، والتي تطلقها القاذفات الاستراتيجية توبوليف 95 وتو-160، فضلا عن صواريخ كروز”كاليبر” التي تطلق من البحر.

وذكرت وكالات الأنباء في وقت سابق، أن مجموعة سفن قتالية للبحرية الأميركية، على رأسها حاملة الطائرات “هاري ترومان” بدأت تتحرك من مكان انتشارها الدائم في فيرجينيا إلى البحر الأبيض المتوسط، وتتضمن طرّاد وعديد من المدمرات حاملات الصواريخ، ومن المتوقع أن تنضم للمجموعة فرقاطة من البحرية الألمانية.

وذكر موقع النشرة ان ترامب قال متحديا بوتين في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي “إن روسيا تتعهد باسقاط الصواريخ التي سيتم اطلاقها باتجاه سوريا، وأنا أقول، استعدوا لأن الصواريخ ستأتي وستكون جميلة وذكية”وأضاف “لا ينبغي على روسيا ان تكون شريكة مع حيوان يقتل شعبه ويستمتع بذلك”.

السابق
سمير فرنجية هذا الرجل – المُختبَر يُشعِرني بالنقص
التالي
المشنوق: نعمل على انتخابات نزيهة وشفافة ولا تخوّف من عمل أمني يمنع الانتخابات