التهديد الاسرائيلي بالحرب على لبنان: تهويل أم حقيقة؟

كيف يفسر الخبير العسكري هشام جابر والمحلل السياسي وليد عربيد تهديدات رئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي غادي أيزنكوت للبنان؟

تحدّث رئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي، غادي أيزنكوت، عن اندلاع حرب مدمرة هذا العام ستأتي على حزب الله، مستبعدا تدخل إيران لنجدة حلفائها. وان “الفرص قائمة هذا العام لاندلاع حرب أكبر مما شهدته السنوات الثلاث السابقة”. و”الخطر العسكري الأكبر على إسرائيل يكمن في الجبهة الشمالية، المتمثل بإيران وسوريا ولبنان. كما نبّه أيزنكوت الى أن “الحصانة لن تُمنح للمدنيين”.

إقرا ايضا: الحرب الاسرائيلية على لبنان: حقيقة أم تهويل؟

العميد الدكتور هشام جابر

في هذا الاطار، يرى العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، ان “اعتقد ان كلام أيزنكوت هو مجرد تهويل، وقد تحدثت أكثر من مرة انه كل عام تتحفنا اسرائيل بالتهويل بالحرب. فاسرائيل تريد كل يوم ان تقوم بحرب، ولكنها لا تستطيع ان تتحمل تبعات الحرب بسبب وجود 150 ألف صاروخ أرض-أرض. اضافة الى افتراضها ان الحرب لن تبقى على ارض لبنان، خاصة ان عناصر المقاومة قد ينتقلون الى الجليل. لاسيما بعد تطوير المقاومة لمقدراتها بعد عدوان تموز 2006. فهذه الحرب قد تمتد الى سوريا وهي لا تتحمل حربا على لبنان، اضافة الى وجود الجيش الروسي بكثافة في سوريا،  وهو الذي هدد بالرد على أي عدوان على سوريا. انها حرب نفسية، ورسائل الى الداخل الاسرائيلي، وعبارة عن جس نبض”.

وعن مفاعيل التهديد محليّا في زمن الانتخابات، برأي العميد هشام جابر، انها “سلاح ذو حدين كون من يتعاطف مع المقاومة سيتحمّس للانتخابات، ومن له موقف ضد المقاومة فسيؤثر عليه بالعكس تماما، وهو تصريح اسرائيلي يؤثر على الجبهتين، على جبهة المقاومة ايجابا، وبالعكس على الجمهور المعادي للمقاومة”.

الدكتور وليد عربيد

من الجهة السياسية، يرى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور وليد عربيد، ان “كما نعلم ان العدو الاسرائيلي كل فترة من الزمن يحاول ان يطرح نوعا من التهويلات العسكرية على الدول العربية المجاورة، وبالتحديد سوريا ولبنان وغزة. خاصة ان اسرائيل أسست كدولة من اجل الجيش الصهيوني. والمسؤولون العسكريون يحاولون ان يكونوا موجودون بالتهويل على لبنان وسوريا وبالحرب على سوريا من اجل اعادة تشكيل ما يُسمى الشرق الاوسط. وقد لاحظنا اليوم ان ما يحصل في الداخل الاسرائيلي ان مدير عام اذاعة الجيش الاسرائيلي قد يعلن استقالته بالنظر الى ما تطرحه المؤسسة العسكرية الاسرائيلية كنوع من الفاشية في غزة وضرب مواقع المقاومة هناك كل ذلك يدعونا الى التفكير ان المسؤولين العسكريين او السياسيين هم حقيقة يطالبون بالحرب على لبنان والدول المجاورة، لكن بالاستنتاج ليس بمقدور اسرائيل القيام بحرب، وان كانت تملك اسلحة رادعة، لكن هناك معايير دولية تمنع حصول هذا الاشتباك وتبقيه في خانة التهويل للقول أننا موجودون على الساحة”.

ويؤكد الخبيرالدولي وليد عربيد، ردا على سؤال  بالقول انه “اليوم هناك طروحات عديدة، اولا اللجوء السياسي والبشري الى اوروبا اصبح عامل مانع للأمن الإجتماعي والإقتصادي والعسكري، لدول اوروبا. وان اوروبا ادانت التصريحات التركية التي تقول ان اوروبا ستجتاح الشمال الافريقي، وتبقى اوروبا اللاعب الاساس لإيجاد أي حل للمشاكل العالقة في الشرق. لان واشنطن استبدلتها بروسيا واوروبا، رغم تهميشها من قبل واشنطن الا ان مشروعها ثابتا”.

إقرأ ايضا: اسرائيل تناور وتستعجل الضربة لسوريا

والتهديدات تتطاير في الجو سواء من جهة الصهاينة او من المقاومة اللبنانية والفلسطينية.. في حين ان العرب يبحثون عن نقاط التقاء مع اسرائيل لتأمين استمراريتها.

السابق
بالفيديو: هدف خيالي بالدوري التركي من منتصف الملعب!
التالي
المرشّح ابراهيم شمس الدين: لغة التخوين والتخويف سلاح ذو حدّين