المرشّح ابراهيم شمس الدين: لغة التخوين والتخويف سلاح ذو حدّين

ترّشح الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، عن دائرة بيروت الثانية، ضمن لائحة «بيروت الوطن». فما هو برنامجه الانتخابي مقابل برنامج لائحة السلطة؟

في إطار شرحه، يطل الوزير السابق ابراهيم محمد مهدي شمس الدين للمرة الاولى ليتحدث عن اختياره للائحة “بيروت الوطن”، التي يترأسها صلاح سلام، ويقول لموقع “جنوبية ” “بالتعاون مع رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام، ومع الدكتور عماد الحوت النائب عن الجماعة الاسلامية في بيروت، أسسنا لائحة معقولة، لا غبار عليها، ولا شكاوى او شبهات، مع أناس معتدلين، ومعروفين بشكل عام، وعمليّا اذا حكينا عن رؤساء اللوائح، فالأستاذ صلاح سلام هو رئيسها. والاعلان عنها لم يأت متأخرا، بل انتظرنا نضوج الوقت، وجاء الاعلان متأخرا لأسباب مادية، وسنجتمع لنضع خطة حول كيفية الدعاية، التي كانت سابقا تعتمد على الاسلوب التقليدي كتعليق الصور على الطرقات”.

إقرأ ايضا: مؤتمر صحافي للوزير السابق إبراهيم شمس الدين حول الاعتداءات المستمرة

ويضيف شمس الدين “ما يجمع اللائحة هو العمل العام، حيث انني، ومنذ 23 عاما اتابع شؤون الناس، وما يسمى بالعمل العام، اضافة الى مشاركتي بالعمل المؤسساتي. وترشحي للانتخابات النيابية هو حق لي كمواطن، اضافة الى حقهم بالانتخاب”.

و”الجامع هو القواسم المشتركة والعديدة، مع الرغبة بخدمة الناس بحسب مفهوم المواطنية، ونحن نتشابه بالمقاربة فنتحالف ونتقارب، وليس ضروريا ان تكون اللائحة  عدوة للائحة الاخرى، فالنمط الخطابي الذي نراه ونسمعه يتضمن مخالفة، ونحن في دولة ديموقراطية، والاستثناء هو الذي حصل، أي التمديد لثلاث مرات”.

ويرى شمس الدين، أن “كثرة عدد المرشحين يعكس نوعا من تفاؤل وأمل بالقانون الجديد، على عيوبه الكبيرة، وهو نافذة على النسبية. فالناس تعتقد انه يمكنها ان تشارك، خاصة في بيروت حيث يبلغ عدد المقاعد 11 مقعدا أيّ الاكبر مقارنة بمقاعد الدوائر الاخرى، وهي ثاني اكبر دائرة في الانتخابات، تجمع الحيوية السياسية التي تعطي الاهمية والثقل لبيروت”.

وردا على سؤال، قال شمس الدين “طبعا لو كان هناك عدد اقل من اللوائح ستكون المنافسة افضل، والتمثيل أحسن، ولكن طبيعة القانون يخلق اوهاما وآمالا. وبعض الناس تتقاطع في نقاط وتتباعد في نقاط. وهناك ما يُسمى لوائح السلطة كلوائح التيار والمستقبل، ولائحة الثنائية الشيعية”.

ويشرح “لائحتنا هي لائحة المستقلين، الذين يريدون الشغل والعمل بشكل حقيقي، ويقبلون بالمحاسبة نهاية الدورة، ففي النص السياسي للاّئحة عبّرنا عن المسألة، حيث اوردنا ان الشأن العام يتطلب الوضوح والخضوع للمحاسبة”.

من الجانب الآخر، يرى “ان خطابات المرشحين الآخرين، من جهات سياسية معينة وتخويف الناس من سلاح حزب الله يرتد عليهم سلبا أيضا، فالانتخابات ليست لإخافة الناس، بل لحرية اختيار الناس، خاصة ان بيروت لم تخضع سابقا ولم تستسلم لأحد، ومرّ عليها أهوال كثيرة، من الحرب الاهلية الى الاحتلال الى صراعات الاحزاب، لكنها عادت بنشاط  كبير وسريعا جدا، وخطاب التخويف هذا هو سلاح ذو حدين، كونه يكرّس الخوف، ونسألهم ما هو البديل الذي تقدمونه؟”.

ويتابع شمس الدين “اصلا لا يوجد اي خطاب سياسي بديل، سوى تهويل مقابل تخوين، والقول إن أي اختيار آخر هو خيانة، وهذا يشبه اختيار مقاعد الشيعة في بيروت وبقية المناطق، حيث ان الثنائية لم تبذل أي جهد لإختيار نوابها. لانهم لا يعتبرون أنفسهم مؤهلين لخدمة الناس، والنواب القدماء مجربون، اذ لا مساهمة لهم، والنسخات مكررة، فلغتهم هي احتقار للناس فيما يخص القرارات الدستورية، اذ ان الارهاب والتخوين هو لحصر الناس وتجميعهم. ففي الاطار اللبناني، كان المسلمون الشيعة معارضون، وبعد ان وصلوا الى الحكم اليوم، بات بعض فقهائهم عبارة عن وعّاظ سلاطين، فيما كانوا ينتقدون عبر التاريخ كل من الامويين والعباسيين والمماليك والعثمانيين. اما اليوم فلم يعد بمقدورنا الافتخار بذلك. قديما كان هناك سلطان صاحب الولاية الكاملة، ولكن اليوم لزّموا حكم الناس الى مسؤولين، وكنا نحكي عن وحدة الامة فبتنا اليوم نحكي عن وحدة المذهب”.

ويشدد على ان “العراق، مثلا، الذي يمثّل المظلومية الكبرى في التاريخ، حكامه اليوم يظلمون. لذا يجب الا نخون وألا نخوّن. واليوم هناك وزراء مرشحون يتكلمون كرئيس ميليشيا حيث يستعمل كل وضعيته وصفته”.

ويختم الوزير السابق ابراهيم شمس الدين انه “في لبنان من المستغرب ان وزير الداخلية يشرف على الانتخابات، وهو ايضا مرشح، وفي الوقت نفسه يعتبر ان المرشحين على لوائح أخرى ليسوا منافسين فقط، بل أخصام سيئين. فكيف يمكن الوثوق في انه يستطيع، او يحرص على ضمان نزاهة الانتخابات، والشتيمة ليست برنامجا سياسيا، وليست برنامجا انتخابيا، فالناس كرام، ولهم ان يختاروا والسياسون يحاولون ان يغيّروا لها رأيها”.

وتجدر الاشارة الى انه، وبحسب الدوليّة للمعلومات، على دائرة بيروت الثانية، ترشحت لائحة “بيروت الوطن”، اضافة الى مجموعة من اللوائح، هي: البيارتة المستقلين، والمستقبل لبيروت، والمعارضة البيروتية، وصوت الناس، وكرامة بيروت، وكلنا بييروت، ولبنان حرزان، ووحدة بيروت”.

إقرأ ايضا: ابراهيم شمس الدين لـ«جنوبية»: الشيعة طائفة متروكة للمتسلطين والفاسدين والمفسدين فيها

علما ان دائرة بيروت الثانية تضم الأحياء التالية وهي الباشورة، وعين المريسة، ورأس بيروت، وزقاق البلاط، والمزرعة، والمصيطبة وميناء الحصن.

اما البيارتة فينتخبون في هذه الدائرة 11 نائباً، موزعين على الشكل التالي: 6 سنَة، 2 شيعة، 1 روم أرثوذكس،1انجيلي،1 درزي.

ويبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 347.277 ألف ناخبا. أما عدد المقترعين فيُتوقع أن يصل الى 180 ألف مقترعا. ويبلغ عدد السنَة في هذه الدائرة حوالي 212 ألف سنَيا، فيما يبلغ عدد الشيعة 71 ألف شيعيا. ويتراوح عدد كل من الروم الأرثوذكس 17 ألف شخصا، والموارنة 6400 شخصا، والدروز 5400 شخصا.

السابق
التهديد الاسرائيلي بالحرب على لبنان: تهويل أم حقيقة؟
التالي
تيار بي الكل ضد الكل ومع الكل