برنامج حزب الله الانتخابي لتغطية هيمنة السلاح

في تغيير للهجة وللخطاب أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم أمس برنامجاً انتخابياً..

في خطاب مفاجئ، خرج أمين عام حزب الله السيد عن لغة الدماء والمقاومة، إلى لغة “الإصلاح”، طارحاً يوم أمس الأربعاء 21 آذار، برنامج الحزب الانتخابي الذي حمل وعوداً بالإصلاح ومحاربة الفساد ومنع الصفقات بالتراضي وتفعيل دور القضاء.

ما قاله نصرالله يأتي بعد كلمته الفجّة، لأهالي البقاع، والتي وصف فيها اللوائح المعارضة بأنّها “داعش” و “نصرة” و”سفارات”.

وكما يتراءى، فإنّ أمين عام حزب الله قد التمس أخيراً أنّ الشعارات والانتصارات لا تطعم خبزاً، وأنّ الجنوبي يبحث عن الإنماء، فليس بالمقاومة وحدها يحيا الإنسان!

انتقال نصرالله من الجهاد الأصغر “القتال”، إلى الجهاد الأكبر “المعيشة”، يعد سابقة، بل يمكننا القول أنّ إدارة نصرالله بشخصه للعملية الإنتخابية هي السابقة الحقيقية، أو ليس هو القائل أنّه على استعداد للنزول إلى البقاع شخصياً كي يقنع الناخبين بالتصويت للائحة المقاومة!

في هذا السياق أكّد الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله لـ”جنوبية” أن “الإعلان عن برنامج انتخابي لـ”حزب الله” يشير إلى رغبة واضحة في الظهور في مظهر حزب لبناني يهتم بمطالب الناس”. لافتاً إلى “أنّها عملية تمويه واضحة تستهدف تجاوز الحقيقة والواقع المتمثلين في أنّ للحزب أجندة إيرانية لا علاقة لها بمصلحة المواطن اللبناني من قريب أو بعيد”.

إقرأ أيضاً: نصرالله يستجدي أصوات البقاعيين الناقمين على فشل نوابه وفسادهم

وتابع خيرالله “ليس “حزب الله” سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني يلجأ الى الانتخابات النيابية التي وضع لها قانوناً على مقاسه وفرضه بالقوّة لوضع اليد على لبنان. كلّ ما عدا ذلك سقوط في منطق الحزب الذي يعرف جيدا انّه سيخرج من الانتخابات اقوى مما هو عليه الآن بعدما استطاع تحويل الطائفة الشيعية الى طائفة مغلقة”.

مضيفاً “في الواقع، يحاول الحزب عن طريق أمينه العام التظاهر بأنّه يمارس اللعبة الديموقراطية، وهو أبعد ما يكون عن ذلك. كلّ ما بدر عن حسن نصرالله من تنازلات، تراعي الوضع اللبناني وهموم الموطن، يصبّ في خدمة المشروع الذي يؤمن به الحزب وهو مشروع إيراني أوّلا وأخيراً”.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أنّ “ما يبدر عن نصرالله ذرّ للرماد في العيون وتغطية على أنّ الحزب يقاتل الشعب السوري وهو شريك في الحرب التي يتعرّض لها هذا الشعب من منطلق مذهبي. لبنان بالنسبة الى الحزب مجرد تفصيل، لكنه تفصيل مهمّ يجب وضعه في الجيب. الحزب يلعب دوراً على الصعيد الاقليمي ولبنان ليس سوى قاعدة ومنطلق لهذا الدور الذي يمتد إلى أبعد سوريا والعراق وصولا الى اليمن”.

إقرأ أيضاً: نصرالله يعلن عن البرنامج الإنتخابي لحزب الله

وفي الختام رأى خيرالله أنّه “إذا كان لا بدّ من تلخيص الخطاب الاخير لحسن نصرالله، فما يمكن قوله انّه يعد اللبنانيين لمرحلة ما بعد الانتخابات، أي لمرحلة يكون فيها للحزب وتوابعه كفّة راجحة في مجلس النواب. وستستخدم هذه الكفّة الراجحة في لعبة واضحة اسمها خدمة المشروع التوسّعي الايراني.”.

السابق
الأمن العام اللبناني: إحالة الجوهري إلى النيابة العامة
التالي
«شبعنا حكي»: توقيف الشيخ عباس الجوهري محاولة جديدة لترهيب المعارضين