لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات النيابية، على بعد ما يقرب من ستة اسابيع من موعد الاستحقاق الانتخابي في 6 أيّار، في ظل جو الهستيريا الذي فرضه القانون الانتخابي الجديد، في ما يتعلق بـ”هوس” الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي، الذي اجبر الجميع على إعادة خلط اوراقهم وحساباتهم وتبديل شكل لوائحهم بما يؤمن لهم الحاصل الانتخابي، ولو على حساب كل التفاهمات السياسية السابقة.
ولعل الرئيس ميشال عون، بحسب “اللواء” ادرك ابعاد هذا الإرباك السائد لدى جميع القوى السياسية، معرباً عن أمله خلال استقباله وفداً من بلدة رومية في المتن، ان يحافظ المواطنون في الانتخابات المقبلة على هدوئهم، لأن ليس من ربح أو خسارة في هذه الانتخابات لا بل انها تؤدي إلى اختيار الأكثرية التي عليها في المقابل ان تلتزم بمصلحة النّاس، والا فإنها ستدفع ثمن عدم التجديد لها في المستقبل.
إقرأ ايًضا:معبد باخوس منبر لترشيحات حزب الله الانتخابية… فهل أصبح شفيع المقاومة؟!
وقالت مصادر معارضة للعهد لـ “النهار” ان ما يحصل في المتن الشمالي منذ مساء السبت الماضي، وان كان يندرج ضمن الصراع الانتخابي بين بعض الافرقاء الاساسيين، يعكس “حرب الغاء ” تستهدف نائب رئيس الوزراء سابقا النائب ميشال المر وتقف وراءها الجهات النافذة نفسها المحسوبة على العهد. وستتضح في الساعات المقبلة طبيعة الاتجاهات التي ستسلكها المعركة في المتن الشمالي في ظل الرد الذي سيعتمده النائب المر على انسحاب المرشح سركيس سركيس من التحالف معه وانضمامه الى لائحة “التيار الوطني الحر”، علماً انه سيتعين على “التيار” أيضاً بت مصير النائب نبيل نقولا لاختيار مرشحيه الموارنة النهائيين بعدما ادخل سركيس الى السباق ضمن لائحته.
من جهة ثانية، رأى الرئيس برّي في لقاء موسع أمس في دارته في المصيلح، ان ما يُحكى عن خرق واضح للوائح الأحزاب في انتخابات بعلبك – الهرمل، بأنه “أمر طبيعي في كل دائرة ان يأخذ التنافس مداه”، وقال: “اذا استطعنا نحن وحلفاؤنا في “حزب الله” ان نمنع هذا الشيء فسنمنعه طبعاً في الصندوق”.
وأشارت ” الشرق الاوسط ” إذا كان الثنائي الشيعي؛ حركة “أمل” و”حزب الله”، حسم تحالفه وسمّى مرشحيه في كلّ الدوائر، فإن الأحزاب والشخصيات الحليفة المتحالفة استراتيجياً مع “حزب الله” والمقرّبة من النظام السوري، ما زالت تتخبّط في عملية تركيب لوائحها في عدد من الدوائر الأساسية مثل عكار وطرابلس (شمال لبنان)، والشوف وعالية (جبل لبنان) والبقاع الغربي والأوسط، وبيروت الثانية، ما دام صراعها على مقعد نيابي في هذه الدائرة وآخر في تلك، بات يتقدّم على التحالف السياسي الاستراتيجي، أقله في هذه المرحلة.
وأكدت مصادر “الحياة” مطلعة على المفاوضات بين القوات والمستقبل أن تم التفاهم على خوض الانتخابات في دائرة “بعلبك الهرمل” على لائحة واحدة، وقالت إن الاتفاق أنجز في خصوص المرشحين السنيين (المستقبل) والماروني والكاثوليكي (القوات)، والمشاورات جارية حول أسماء المرشحين الشيعة بالتعاون مع عدد من الفاعليات السياسية في الدائرة التي ستترك لها حرية اختيار من يمثلها لخوض المعركة ضد لائحة “الأمل والوفاء” المدعومة من “حزب الله” وحركة “أمل”، والأخرى التي يتوقع أن يرأسها رئيس البرلمان السابق حسين الحسيني.
ولفتت إلى أن اتفاق “المستقبل” و “القوات” سيؤدي حتماً إلى استبعاد أي تعاون انتخابي مع “التيار الوطني الحر”، لأنه من غير المنطقي الائتلاف مع فريق سياسي حليف لـ “حزب الله” .
وقالت المصادر نفسها إن النقاش بين الطرفين فتح الباب أمام الائتلاف الانتخابي في دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل- النبطية- مرجعيون حاصبيا) وكذلك في دائرة “جزين- صيدا”. وتوقعت أن يحسم التحالف في “جزين- صيدا” في الساعات المقبلة، خصوصاً أن “التيار الوطني” من خلال ممثليه في جزين، يخوض الآن حوارات ماراثونية بعضها مع رئيس بلدية صيدا السابق عبدالرحمن البزري، وبعضها مع “الجماعة الإسلامية” .
لائحتا الجبل
في غضون ذلك، كشفت مصادر “القوات اللبنانية” لـ “النهار” أمس أن التفاهم بين “القوات” والحزب التقدمي الإشتراكي هو تفاهم شامل وكامل وتم الاتفاق على كل التفاصيل المتصلة بدائرتي الشوف-عاليه وبعبدا. وعلمت “النهار” من مصادر مطلعة أنه تم حسم أسماء المرشحين على لائحة التحالف الثلاثي (التقدمي ـ “القوات” ـ ”المستقبل”) في دائرة جبل لبنان الرابعة وقد حسمت مبدئياً أسماء المرشحين في قضاء الشوف، على الشكل الآتي :
ـ تيمور جنبلاط (درزي)، مروان حماده (درزي )، نعمة طعمة (كاثوليكي )، جورج عدوان (ماروني)، ناجي البستاني (ماروني)، محمد الحجار (سني)، بلال العبدالله (سني)، غطاس خوري (ماروني).
أما أسماء مرشحي قضاء عاليه، فرست على الشكل الآتي:
ـ أكرم شهيب (درزي)، هنري الحلو (ماروني)، أنيس نصار (أرثوذكسي)، راجي السعد (ماروني)، وستتشكل اللائحة من 12 عضواً بدلاً من 13، وسيبقى المقعد الدرزي الثاني في القضاء خالياً.
وبالنسبة إلى البقاع الغربي قالت المصادر لـ “الحياة” إن “المستقبل” حسم خياره بالتحالف مع الحزب “التقدمي الاشتراكي” من خلال وائل أبو فاعور عن المقعد الدرزي، إضافة إلى المرشحين زياد القادري ومحمد القرعاوي (سنـــيان)، وهنري شديد (ماروني)، وغسان سكاف (أرثوذكسي) وأمين وهبي (شيعي)، على رغم أن ”التقدمي” يفضل الإبقاء على النائب أنطوان سعد (أرثوذكسي).
ورداً على سؤال قالت المصادر عينها إنها تتوقع أن يتمدد الحوار الإيجابي بين “المستقبل” و “القوات” إلى دائرة عكار، وأن النقاش سيفضي إلى تحالف فيها.
إقرأ ايضًا: اتفاق معراب يترنّح انتخابيا بين العونيين والقوات…فهل يسقط؟
وعلى صعيد دائرة “زغرتا- بشري- الكورة- البترون”، قالت المصادر إن “المستقبل” سيدعم ترشح النائب الحالي نقولا غصن (الكورة) على اللائحة المدعومة من “القوات”. وتوقعت أن يوزع ”المستقبل” أصوات محازبيه بين لائحة زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية في زغرتا ولائحة زعيم “التيار الوطني” جبران باسيل في البترون.
أما في خصوص دائرة المتن الجنوبي (بعبدا)، فقالت المصادر إن ”المستقبل” سيدعم اللائحة المدعومة من “التقدمي” و ”القوات” الذي يسعى لإقناع حزب “الكتائب” بالانضمام إليها، خصوصاً أنه توصل إلى تحالف معه في دائرتي بيروت الأولى (الأشرفية) وزحلة في البقاع.