ولادة لائحتي تحالف القوات والاشتراكي في عاليه وبعبدا ولوائح الاعتراض تتخبّط

خمسة ايام هي الربع الأخير المتبقّي من مهلة إنجاز اللوائح الانتخابية التي تنتهي في 26 الجاري، والقوى ‏السياسية لم تنجح بعد في كتابة الفصل النهائي من التحالفات المستعصية، وذلك بالنظر الى التناقضات المعطلة ‏لهذا المسار، والتي تفاقمها وتزيدها افتراقاً وانقساماً.

لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات النيابية، على بعد ما يقرب من ستة اسابيع من موعد الاستحقاق ‏الانتخابي في 6 أيّار، في ظل جو الهستيريا الذي فرضه القانون الانتخابي الجديد، في ما يتعلق بـ”هوس” الحاصل ‏الانتخابي والصوت التفضيلي، الذي اجبر الجميع على إعادة خلط اوراقهم وحساباتهم وتبديل شكل لوائحهم بما يؤمن ‏لهم الحاصل الانتخابي، ولو على حساب كل التفاهمات السياسية السابقة‎.

ولعل الرئيس ميشال عون، بحسب “اللواء”  ادرك ابعاد هذا الإرباك السائد لدى جميع القوى السياسية، معرباً عن أمله خلال استقباله ‏وفداً من بلدة رومية في المتن، ان يحافظ المواطنون في الانتخابات المقبلة على هدوئهم، لأن ليس من ربح أو خسارة ‏في هذه الانتخابات لا بل انها تؤدي إلى اختيار الأكثرية التي عليها في المقابل ان تلتزم بمصلحة النّاس، والا فإنها ‏ستدفع ثمن عدم التجديد لها في المستقبل‎.

إقرأ ايًضا:معبد باخوس منبر لترشيحات حزب الله الانتخابية… فهل أصبح شفيع المقاومة؟!

وقالت مصادر  معارضة  للعهد لـ “النهار” ان ما يحصل في المتن الشمالي منذ مساء السبت الماضي، وان كان ‏يندرج ضمن الصراع الانتخابي بين بعض الافرقاء الاساسيين، يعكس “حرب الغاء ” تستهدف نائب رئيس الوزراء ‏سابقا النائب ميشال المر وتقف وراءها الجهات النافذة نفسها المحسوبة على العهد. وستتضح في الساعات المقبلة طبيعة ‏الاتجاهات التي ستسلكها المعركة في المتن الشمالي في ظل الرد الذي سيعتمده النائب المر على انسحاب المرشح ‏سركيس سركيس من التحالف معه وانضمامه الى لائحة “التيار الوطني الحر”، علماً انه سيتعين على “التيار” أيضاً بت ‏مصير النائب نبيل نقولا لاختيار مرشحيه الموارنة النهائيين بعدما ادخل سركيس الى السباق ضمن لائحته‎.

من جهة ثانية، رأى الرئيس برّي في لقاء موسع أمس  في دارته في المصيلح، ان ما يُحكى عن خرق واضح ‏للوائح الأحزاب في انتخابات بعلبك – الهرمل، بأنه “أمر طبيعي في كل دائرة ان يأخذ التنافس مداه”، وقال: “اذا ‏استطعنا نحن وحلفاؤنا في “حزب الله” ان نمنع هذا الشيء فسنمنعه طبعاً في الصندوق‎”.

وأشارت ” الشرق الاوسط ” إذا كان الثنائي الشيعي؛ حركة “أمل” و”حزب الله”، حسم تحالفه وسمّى مرشحيه في كلّ الدوائر، فإن الأحزاب ‏والشخصيات الحليفة المتحالفة استراتيجياً مع “حزب الله” والمقرّبة من النظام السوري، ما زالت تتخبّط في عملية ‏تركيب لوائحها في عدد من الدوائر الأساسية مثل عكار وطرابلس (شمال لبنان)، والشوف وعالية (جبل لبنان) والبقاع ‏الغربي والأوسط، وبيروت الثانية، ما دام صراعها على مقعد نيابي في هذه الدائرة وآخر في تلك، بات يتقدّم على ‏التحالف السياسي الاستراتيجي، أقله في هذه المرحلة‎.

وأكدت مصادر “الحياة” مطلعة على المفاوضات بين القوات والمستقبل أن تم التفاهم على خوض الانتخابات في دائرة “بعلبك ‏الهرمل” على لائحة واحدة، وقالت إن الاتفاق أنجز في خصوص ‏المرشحين السنيين (المستقبل) والماروني والكاثوليكي (القوات)، ‏والمشاورات جارية حول أسماء المرشحين الشيعة بالتعاون مع ‏عدد من الفاعليات السياسية في الدائرة التي ستترك لها حرية ‏اختيار من يمثلها لخوض المعركة ضد لائحة “الأمل والوفاء” ‏المدعومة من “حزب الله” وحركة “أمل”، والأخرى التي يتوقع أن ‏يرأسها رئيس البرلمان السابق حسين الحسيني.‏

ولفتت إلى أن اتفاق “المستقبل” و “القوات” سيؤدي حتماً إلى ‏استبعاد أي تعاون انتخابي مع “التيار الوطني الحر”، لأنه من غير ‏المنطقي الائتلاف مع فريق سياسي حليف لـ “حزب الله” .

وقالت المصادر نفسها إن النقاش بين الطرفين فتح الباب أمام ‏الائتلاف الانتخابي في دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل- النبطية- ‏مرجعيون حاصبيا) وكذلك في دائرة “جزين- صيدا”.‏ وتوقعت أن يحسم التحالف في “جزين- صيدا” في الساعات ‏المقبلة، خصوصاً أن “التيار الوطني” من خلال ممثليه في جزين، ‏يخوض الآن حوارات ماراثونية بعضها مع رئيس بلدية صيدا السابق ‏عبدالرحمن البزري، وبعضها مع “الجماعة الإسلامية” .

لائحتا الجبل‎ 
في غضون ذلك، كشفت مصادر “القوات اللبنانية” لـ “النهار”  أمس أن التفاهم بين “القوات” والحزب التقدمي الإشتراكي هو تفاهم ‏شامل وكامل وتم الاتفاق على كل التفاصيل المتصلة بدائرتي الشوف-عاليه وبعبدا.  وعلمت “النهار” من مصادر مطلعة أنه تم حسم أسماء المرشحين على لائحة التحالف الثلاثي (التقدمي ـ “القوات” ـ ‏‏”المستقبل”) في دائرة جبل لبنان الرابعة وقد حسمت مبدئياً أسماء المرشحين في قضاء الشوف، على الشكل الآتي‎ :
ـ تيمور جنبلاط (درزي)، مروان حماده (درزي )، نعمة طعمة (كاثوليكي )، جورج عدوان (ماروني)، ناجي البستاني ‏‏(ماروني)، محمد الحجار (سني)، بلال العبدالله (سني)، غطاس خوري (ماروني).

أما أسماء مرشحي قضاء عاليه، فرست على الشكل الآتي‎:
ـ أكرم شهيب (درزي)، هنري الحلو (ماروني)، أنيس نصار (أرثوذكسي)، راجي السعد (ماروني)، وستتشكل اللائحة ‏من 12 عضواً بدلاً من 13، وسيبقى المقعد الدرزي الثاني في القضاء خالياً‎.

وبالنسبة إلى البقاع الغربي قالت المصادر لـ “الحياة”  إن “المستقبل” حسم ‏خياره بالتحالف مع الحزب “التقدمي الاشتراكي” من خلال وائل ‏أبو فاعور عن المقعد الدرزي، إضافة إلى المرشحين زياد القادري ‏ومحمد القرعاوي (سنـــيان)، وهنري شديد (ماروني)، وغسان ‏سكاف (أرثوذكسي) وأمين وهبي (شيعي)، على رغم أن ‏‏”التقدمي” يفضل الإبقاء على النائب أنطوان سعد (أرثوذكسي).‏

ورداً على سؤال قالت المصادر عينها إنها تتوقع أن يتمدد الحوار ‏الإيجابي بين “المستقبل” و “القوات” إلى دائرة عكار، وأن ‏النقاش سيفضي إلى تحالف فيها.‏

إقرأ ايضًا: اتفاق معراب يترنّح انتخابيا بين العونيين والقوات…فهل يسقط؟‎
وعلى صعيد دائرة “زغرتا- بشري- الكورة- البترون”، قالت المصادر ‏إن “المستقبل” سيدعم ترشح النائب الحالي نقولا غصن ‏‏(الكورة) على اللائحة المدعومة من “القوات”. وتوقعت أن يوزع ‏‏”المستقبل” أصوات محازبيه بين لائحة زعيم تيار “المردة” ‏سليمان فرنجية في زغرتا ولائحة زعيم “التيار الوطني” جبران ‏باسيل في البترون.‏
أما في خصوص دائرة المتن الجنوبي (بعبدا)، فقالت المصادر إن ‏‏”المستقبل” سيدعم اللائحة المدعومة من “التقدمي” و ‏‏”القوات” الذي يسعى لإقناع حزب “الكتائب” بالانضمام إليها، ‏خصوصاً أنه توصل إلى تحالف معه في دائرتي بيروت الأولى ‏‏(الأشرفية) وزحلة في البقاع.‏

السابق
«لبنان حرزان» ترشّح مستقلين في بيروت: فرصة خرق لائحة السلطة متاحة…
التالي
طفلة ترعب قاسم سليماني بقطعة شوكولا!