13 ألف ناخب شيعي في جزين دون تمثيل.. والشحن «البرتقالي» مستمر

ما زال في لبنان عدد لا بأس به من الشرائح السكانية غير ممثلة في البرلمان اللبناني، رغم ان المجلس النيابي تأسس منذ عام 1922.

لقد ثار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مطالبا بانتخاب النواب المسيحيين من قبل المسيحيين فقط، وليس من قبل المسلمين. وهو القانون الذي عُرف لاحقا بالقانون الارثوذكسي، الذي رفضته فئات سياسية عديدة، كونه يعيد لبنان الى الوراء على صعيد التمثيل الطائفي والمذهبي بدل اللجوء الى النسبية الكاملة في العملية الانتخابية.

وتابعه في هذه الثورة الطائفية، النائب زياد أسود، نائب جزين، حيث استهجن كيف ان 50 ألف مسيحي يقرر مصيرهم عشرة نواب شيعة.

اقرأ أيضاً: دائرة صيدا – جزين: معركة تصفية الحساب بين برّي وعون

فهل تستأهل العملية الانخابية كل هذا التحريض الطائفي؟

وفي جولة على الناخبين غير الممثلين في مختلف الدوائر، يتبيّن، وبحسب الخبير الانتخابي الاستاذ محمد شمس الدين، الذي قال لـ”جنوبية” بالقول انه “في دائرة الشمال الثالثة – التي تضم بشرّي وزغرتا والكورة والبترون – يوجد 22 ألف ناخب سنيّ غير ممثلين بنائب، اضافة الى 16 ألف ناخب مسيحي في الضنيّة، و1200 ناخب شيعي في الكورة، و9000 ناخب شيعي في الشوف وعاليه، و18200 ناخب سني في كل من صور والزهراني، وفي بنت جبيل يوجد 13 ألف ناخب ماروني غير ممثلين، اما شيعة جزين فيبلغون 13 ألف ناخب غير ممثلين ايضا، و1717 شيعي في كسروان غير ممثلين ايضا، …”.

ورغم ان النائب في البرلمان اللبناني، هو ممثل عن الأمة كلها، لكن عمليا من يتحكّم بمصيره هم ناخبوه في دائرته.

واللافت انه في منطقة جزين هناك 8 آلاف كاثوليكي يتمثلّون بنائب، في حين ان 13 ألف ناخب شيعي في كل من كفرحونة وعرمتى واللويزة وسجد والريحان وغيرها من القرى الشيعية، اضافة الى عدد من الناخبين السنّة في بلدة بنواتي غير ممثلين بأي نائب. فكيف تم تقسيم النواب والناخبين والدوائر، وعلى أي أساس؟.

وفي اتصال مع امام بلدة عرمتى، الواقعة في قضاء جزين، الشيخ محمد حسين الحاج، قال تعليقا على الموضوع “نرى انه هناك تحريض طائفي على هذه المسألة في الفترة الاخيرة، فالجميع كان ينتخب النائب المسيحي دون أية ضجة، لذا نحن نرى ان من يترشح من النواب المسيحيين حاليا يستفيد من الشحن الطائفي”.

ويتابع سماحته بالقول “لذا نقول: لم نطالب يوما بالتمثيل الشيعي، لاننا نفكر بمن يخدم ابناء المنطقة، سواء أكان مسيحيا ام مسلما. ونحن ننبه الى ان الدعوة الى الانتخابات عبر الشحن الطائفي، هو عمل مخالف للقوانين والاخلاق والوطن والدين”.

اقرأ أيضاً: انتخابات جزين… تحالفات الخصوم تربك الحلفاء!

فهل يكف التيار الوطني الحرّ عن الكلام الطائفي الذي يبثّه في مهرجاناته، متناسيا ان عددا كبيرا من اللبنانيين يصمتون حيال هذه القضية من باب عدم التحريض الطائفي والمذهبي، كون جميع اللبنانيين يعانون من هذا الخلل في التمثيل؟

السابق
المشنوق للناخبين: يومان فقط وتنتهي مهلة تصحيح قوائم الناخبين
التالي
المقاومة قيمة، لا تجعلوا منها شماعة هنا، ورافعة هناك!