مرشحو حركة أمل وحزب الله: أكثر حزبية وأقّل تمثيلاً

إرتفعت حرارة الاستعدادات للاستحقاق النيابي المنتظر في 6 أيار مع إعلان "الثنائي" الشيعي" أسماء المرشحين أمس. فما هي أبرز الملاحظات على الأسماء التي إختيرت والتغييرات في بعض الوجوه؟

بعد أسبوعين من بدء تقديم طلبات الترشيح إلى انتخابات 6 أيّار 2018 كرّت سبحة الترشيحات الإنتخابية إذ أعلن حزب الله بلسان امينه العام السيد حسن  نصرالله أمس اسماء مرشحي الحزب للنيابة، كما اعلن رئيس مجلس النواب ورئيس حركة امل نبيه بري اسماء مرسحي الحركة.

وقد سمى بري أسماء 16 مرشحاً في 6 دوائر بينهم ثلاثة من الوجوه الجديدة هم الوزيرة الحالية عناية عز الدين، والمرشحين محمد نصر الله  عن دائرة البقاع الثانية  ومحمد خواجة عندائرة بيروت الثانية.  ‏كما أعلن برنامجاً انتخابياً من 15 نقطة أولها التزام الدستور واتفاق الطائف، والسعي لتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء ‏الطائفية السياسية، إضافة إلى “التمسك بالمثلث الماسي الشعب والجيش والمقاومة”، ودعوة الأمم المتحدة ودول ‏قوات “يونيفل” إلى ترسيم الخط الأبيض البحري . ‎ ‎
أما نصرالله فأعلن عن أسماء 13 مرشحاً للحزب في ستة دوائر، بينهم 6 جدد منهم  النائب السابق أمين شري في بيروت، و انور حسين جمعة المرشح عن دائرة زحلة كذلك ترشيح المسؤول السابق في الحزب حسين محمد زعيتر في دائرة جبيل كسروان وغيرها من الأسماء الجديدة.  تاركاً الإعلان عن أسماء الحلفاء والأصدقاء لمرحلة لاحقة. ومن الخطوات الجديدة التي أعلن عنها أمس الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نص الله   هو انه ‏قرر “فصل النيابة عن الوزارة ما أدى لاستبدال الوزير الحالي محمد فنيش في دائرة صور- الزهراني على أن يمثل ‏الحزب في الحكومة المقبلة.

ولكن ما الذي تغير وما هي الملاحظات على لائحة “الثنائية الشيعية”؟

وفي حديث لـ “جنوبية” مع الشيخ محمد علي الحاج العاملي رأى أن “التغييرات في أسماء مرشحي الثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” مبدئيا أمر جيّد إلّا أنه غير كاف إذ كان الأجدر تغيير المرشحين الذين ما زالوا نوابا 1992 ”  لافتا أن هذا الأمر فيه نوع من عدم الإحترام للطائفة الشيعية وللأجيال الناشئة، وتساءل لهذه الدرجة لم يستطع المجتمع الشيعي إنضاج طاقات جديدة ونخب؟ وتابع” هناك أسماء سواء في الضاحية أو بالنبطية وبعلبك كان من المفترض أن يجدد الدم السياسي بواسطتها “.

وأشار إلى أن الواضح أن الطرفان لجأوا نحو قواعدهم أكثر، فمن كان لديه هامش محدود جدا من الإستقلالية يبدو أنه لم يعد محبذا لديهم إذ إتجهوا نحو المتحزبين”.

كما تطرق الشيخ الحاج إلى جزء من خطاب السيد حسن نصرالله أمس حين قال إنه ليس لديهم معركة مع أحد إذ قال بالفعل هم شاعرين كذلك وكأن لا وجود لأحد من الطائفة كي يخضوا المعركة معه لافتا إلى أن هذا الأمر سيكون له عواقب وخيمة على الثنائية الشيعية لأن هناك نوعا من الإستخفاف بالقاعدة”.

وشدّد على أن “ما يسمى بالمعارضة الشيعية هي غنية ومتنوّعة جدا وموجودة على إمتداد المناطق الشيعية من الجنوب والبقاع وبيروت لافتا إلى أن “هناك عوامل كبيرة ضاغطة تعيق قيام شاخص شيعي معارض يستطيع التعبير عن نفسه”. وتابع “مشكلة هذه المعارضة أن خصمها غير طبيعي له إمتدادات خارجية قوية جدا ولديه دعم مالي وعسكري يفوق طاقات البلد، هذا عدا عن الهيمنة على جملة من المصالح وبالتالي يسيطرون على قاعدة كبيرة وأساسية جدا في الطائفة وهو ما يعيق أي محاولة للتغيير”.

كما أشار الشيخ الحاج إلى أن “المعارضة الشيعية خصمها ليس فقط الثنائي الشيعية إنّما أيضا الطبقة السياسية التي كانت عمليا متواطئة  ومتآمرة مع الثنائية على ضرب  المعارضة”.

إقرأ أيضاً: بري ونصرالله يعلنان لوائحهما بإستثناء أسماء الحلفاء

غير ان الخبير الإنتخابي محمد شمس الدين، رأى في حديث لجنوبية أن من الطبيعي أن “يقوم الثنائي بإعلان أسماء مرشحهيم فبحسب طبيعة القانون وتقسيمه لا مشكلة لدى الثنائي بإعلان لوائحهم بدون إنتظار أية تحالفات وتحديدا في الدوائر الثلاث بعلبك – الهرمل، الزهراني – صور، النبطية – بنت جبيل – مرجعيون- حاصبيا”.

وإعتبر أن الفصل بين الوزارة والنيابة مسألة مهمة جدا ومطلب قديم أقدم عليه “حزب الله” وهو أمر إيجابي، ومن المفترض أن تقدم باقي الأحزاب على هذه الخطوة”.

كما رأى شمس الدين أن “التغيير في بعض الوجوه أمر طبيعي، لأنه لا بد بعد مرور عدّة سنوات على الأشخاص نفسهم إحداث تغييرات معينة خصوصا أن هذا التغيير لا يضرّ ولا يؤثر بالنتيجة لجهة أن ليس لدى الأسماء المطروحة حيثية خارج إطار الحزب وأمل”. مشيرا إلى اتجاه الثنائي نحو الحزبيين يؤشر أنهم مرتاحين على وضعهم وغير مضطرين أن يتبنوا أشخاصا لديهم حيثية خارج إطار الحزب”.

إقرأ أيضاً: 15مرشحاً لحزب الله و18 لأمل: منافسات محدودة مع الحلفاء

وبالنهاية لا شك في ان الثنائي الشيعي مرتاح الى درجة انه لم يعد يعبأ بضم شخصيات لها حيثية خاصة، لذلك فان اختفاء شخصيات لها قواعدها عن مسرح النيابة واستبدالها بمرشحين اقل تمثيلا، يمكن ان يستغلها الخصوم دون شك لمحاولة خرق لوائح امل وحزب الله في الجتوب البقاع على وجه الخصوص.

السابق
لوائح بعلبك الهرمل: عدم رضا شعبيّ وخرق محتمل بأربعة مقاعد
التالي
الأسمر: لتدخل وزيري العمل والاعلام والنقابات المعنية في قضية المصروفين من جريدة البلد