خطابا نصرالله والحريري: تعبئة ورصّ صفوف تسبق الانتخابات

تبدو الصورة مختلفة بين خطاب زعيمين لبنانيين، الأول صاحب خطاب لبناني محلي، والثاني صاحب خطاب إقليمي دولي. فما هو تحليل كل من الإعلاميين نجاة شرف الدين وعلي الحسيني لهذين الخطابين؟

في الذكرى الـ13 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، تحولّت المناسبة الى حفل انتخابي، حيث توّجه  الرئيس سعد الحريري في خطابه الى جمهوره. فقوة الجمهور “الازرق” ستظهر في السادس من أيار المقبل، من خلال الالتزام بكثافة التصويت، التي أكد عليها الرئيس الحريري بالقول إن أي تمنّع عن التصويت هو صوت اضافي للائحة المنافسة. ولأجل جذب جمهوره، الذي غاب عنه لفترات طويلة، حاول الحريري التقارب معه وشحنه من خلال مخاطبته بلغة شعبوية، وفق رؤية سياسية محلية.

إقرأ ايضا: خطاب نصرالله على وقع خطاب الحريري

وأبرز نقاط خطابه، هي أنه لا يمكن أن يتحالف مع حزب الله، رغم ان وزراء الحزب في حكومته ويشاركونه ادارة البلد. وهو ما سُميّ بلزوم المعركة الإنتخابية. فخاطب جمهوره بإسلوب التحشيد والصراخ.

اما السيد حسن نصرالله، فرّد بكلمتين، وببرادة تامة، “يا أخي من طلب أن يتحالف معكم، أريحوا نفسكم ولا تنضغطوا، يا شباب ولا تنحشروا أنتم لستم مضطرين أن تعصبوا..”.

في اتصال مع المحلل السياسي، الصحفي علي الحسيني، لتحليل للفروقات بين اللهجتين في خطاب كل منهما،  وسر التناقض رغم وحدة الموضوع، قال لـ”جنوبية” “اعلن الرئيس سعد الحريري عن خلافه مع حزب الله، اولا بسبب تدّخله في سوريا. وثانيا لان موضوع السلاح من المفترض ان يكون بيد الدولة بحسب كل الاعراف الدولية، وليس بيد الميليشيات. ورغم كل شيء قال الرئيس الحريري نظمنّا الخلاف. وكان قد استعمل كلمة “ربط نزاع”، الذي اوصل الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية. والأهم من كل ذلك، هو الأمن الذي ننعم به بسبب ربط النزاع هذا”.

ويتابع الحسيني “وهو بالاساس لن يتحالف مع حزب الله، والكل يؤكد على هذا، رغم انه متهم من قبل أشرف ريفي بأنه ينسق مع حزب الله، فالخلاف مستمر، ولن يذهب الى تحالف مع الحزب، لكن ثمة ثوابت وطنية عقدت مع الرئيس نبيه بري. وهذا لا يعني انه عدو للحزب، بل هو خصم له، وما قصده الرئيس الحريري ما هو الا تصويب للبوصلة”.

ويختم، الحسيني، قائلا “لقد ركزّ الحريري الثوابت، ليس لأهداف انتخابية، لانه لم يستّل يوما مواقفه ليغذيّ العصب المذهبي، تماما كموقف الرئيس نبيه بري، الذي يُشهد له انه لم يشتغل مرة على الوتر المذهبي. وهذا يُعد مأخذ ضد الرئيس الحريري من قبل المتطرفين. وما قاله بكل صراحة من تجييش ضد الحزب هو ما يقوله دوما. والرئيس الحريري، عرف، منذ البداية، انه سيخسر مقاعد له في القانون الانتخابي الجديد، لكنه كما قال سيربح وطنا”.

نجاة شرف الدين

من جهة ثانية، اعتبرت المحللة السياسية الاعلامية نجاة شرف الدين، ان “كل واحد يأخذ موقفه انطلاقا من موقعه ومما يريد، وهذه معركة، قد بدأت، والطرفان يتوجهان الى جمهورهما. وبرأييّ إن المناسبتين مختلفتين، فمناسبة 14 شباط هي اطلالة للرئيس الحريري على جمهوره بعد أزمته في السعودية، وهي ذكرى والده، وهي مختلفة عن المناسبة التي خرج بها السيد حسن نصرالله، حيث ذكر الانتخابات لماما. واضطر ان يرد على الرئيس الحريري”.

وتتابع شرف الدين “المناسبتين مختلفتين، الاول خطابه ذو طابع داخلي محلي يتوجه به الى جمهوره، والمناسبة مهمة جدا له، وهي التي ستفتح المجال للمعركة الانتخابية، حيث سيعلن التيار الأزرق لوائحه في 26 آذار. اما الثاني فخطابه اقليمي حول الغاز والنفط حيث القضية مهمة جدا له. فالانتخابات عنده محسومة، ولا يهمه الموضوع المحلي”.

إقرأ ايضا: خطاب الحريري: لبنان الدولة بوجه لبنان الساحة

وتشدد، شرف الدين، بالقول “الحريري يتموضع داخل بيئته وبين جمهوره، ويحاول استعادة زعامته ليُشبه والده، خاصة بوجود أشرف ريفي، ومنافسين له من 14 آذار، في ظل غياب أركان 14 اذار عن الذكرى ايضا، حيث تفرّق الحلفاء، اضافة الى تحالفه مع التيار الوطني الحرّ. لذا هناك اختلاف كبير في المشهد الانتخابي، لان السيد حسن نصرالله لا خطاب انتخابي لديه، على العكس من الرئيس سعد الحريري الذي يعيش الموضوع الانتخابي بكامله”.

إذن، الخطابين مختلفين لاختلاف الجمهور والخطيب وتوجهات كل منهما رغم ان الموضوع واحد..

السابق
عيد حب «رومانسي» يجتاح نانسي عجرم
التالي
«رعشة روح»: نصوصٌ أدبيّة يُدوزِنُها جوزف رزق