على الرغم من الأقلام العديدة التي كتبت في عدد صحيفة “النهار” الاستثنائي الذي صدر بتاريخ 8 شباط 2018، إلا أنّ اللافت كان إفساح المجال لمواطنين عاديين لكتابة أوجاعهم وطرح مشكلاتهم، فشاهدنا بالعدد إلى جانب رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والسياسيين، والفنانين، والممثلين، وسائر المشاهير، أقلاماً عادية كتبت بواقع الشعب فكانت الأكثر صدقاُ، ومن بين هؤلاء صياد السمك “أبو العبد” الذي نعرض لكم نصّه:
“يعاني صيادو الأسماك واقعاً يؤثر في مهنتهم ويُلحق بهم ظلماً كبيراً. المعاناة تبدأ من أزمة النفايات القاضية على جزء كبير من الثروة البحرية، وتستكمل فصولها مع تلوّث المياه الذي أدّى الى هجرة أنواع عدة من الأسماك للشاطئ اللبناني.
ولا تنتهي عند حدود غلاء المعيشة حيث أصبح شراء الأسماك الطازجة ترفاً لا تحلم به عائلات كثيرة فيتجهون إلى شراء الأسماء المستوردة من البرازيل وبعضها يباع في المتاجر على أنّها طازجة.
رغم تقدمي في السن (80 عاماً) وعدم حصولي على ضمان صحي من الدولة لا أزال مثابراً على عملي في هذا القطاع منذ أكثر من 40 عاماً، وذلك رغم تدهور حال الصيادين في وطننا ولكن يبقى السمك اللبناني مطلوباً ولا أحد يستطيع كشف خبايا البحر وأسراره لأنّه عالم غريب، ففي بعض الأحيان حينما يكون البحر هائجاً تأكل السمكة الطعم وأحياناً أخرى ترى البحر مثل المرآة ولا تأكل الطعم.
هذه المهنة تعتمد على مهارة الصياد وحظّه وفي ظلّ المعاناة التي تواجه الصيادين من أزمة النفايات وغلاء معيشة وعدم وجود ضمان شيخوخة ولا من يعوض عليهم عند تدمير مركباتهم، كذلك في غياب تنظيم للمستوردين تعرض صيادون مثلاً في نهر الليطاني لكارثة حقيقية وأحد لم يتحرك، فالمواطن يبحث عن رزقه فيما الدولة تشعر كأنّها عدوة المواطن”.
إقرأ أيضاً: ماذا كتب الرئيس الحريري في صحيفة النهار؟!