انتهت الرئاسة القوية.. عادت الترويكا بقوة

محمد عبد الحميد بيضون

يبدو ان الاستعراضات الميليشيوية التي شهدها البلد بعد تسريب الفيديو الشهير لصهر العهد والذي يغدق فيه على الرئيس المزمن لمجلس النواب القاباً أحلاها مر بل قاتل لكل المصداقية السياسية والشخصية للرجل، هذه الاستعراضات أتت بنتائج وغنائم لمصلحة رئيس المجلس لم يكن هو نفسه يتوقعها بهذه السرعة.
اول هذه النتائج وابسطها هو الاتفاق على دمج مرسوم إعطاء الاقدميات لضباط دورة عام ١٩٩٤ مع مرسوم الترقيات ويحمل المرسوم الجديد توقيع الوزير البري٠غني عن القول ان هذه التسوية كان بري قد اقترحها وأرسلها بواسطة جنبلاط الى الحريري الذي بدوره عرضها في قصر بعبدا ولَم تتم الموافقة عليها باعتبار ان المرسوم الاول صار نافذاً ولا يمكن التراجع عنه.سبحان مغيّر الأحوال.
النتيجة الثانية وهي الاخطر تتمثل بانهاء مبدأ فصل السلطات وانهاء العمل المؤسساتي والتفاهم على ان كل مشكلة صغيرة أم كبيرة وكل قرار تنفيذي او إجرائي يجب ان يتم من خلال التوافق بين ما يُسمى “الرئاسات الثلاثة” وبذلك يضمن بري ومن ورائه حاميه الفعلي حزب ايران حق الفيتو على كل قرارات السلطة التنفيذية وحق الفيتو هذا هو كل ما حاولوه منذ عام ٢٠٠٥ للحصول عليه من محاولات اسقاط الحكومة الاولى الى احتلال الوسط التجاري وصولاً الى الْيَوْمَ المجيد حيث استُعمل السلاح للحصول على الثلث المعطل في الحكومة وهو المعادل لحق الفيتو.
الشيعية السياسية كأداة للوصاية لا يمكنها ان تقوم بدورها الا اذا امتلكت القدرة على تعطيل اي قرار ولو كان دستورياً او قانونياً لذلك لا يناسبها سوى صيغة الحكم بالترويكا اي الاجتماع الثلاثي الذي احتل البارحة بصورته كل الصفحات الاولى للصحف المحلية.

خرج بري من الاجتماع الرئاسي ليقول انه يعطي علامة عشرة على عشرة لما حصل وبالتأكيد ما حصل لمصلحته مئة بالمئة اذ تمت اعادة الترويكا الى الحكم وببيان رسمي على ما قال بري.
صورة الترويكا التي رأيناها ليست لمصلحة الدستور او القانون، ليست سوى اختزال للبلد باشخاص وتغييب دور المؤسسات اي تغييب النظام الديموقراطي لمصلحة الوصاية.
ليست جمهورية موز بل أسوأ انها جمهورية الترويكا.

السابق
إسرائيل تتأهّب وأميركا مستعدّة للوساطة حول الجدار الفاصل و«البلوك 9»
التالي
مسؤول ​لبنان​ي لـ«رويترز»: مبعوث أميركي يتوسط بين لبنان والكيان الإسرائيلي