نظام توازن القوة السعودي – الإماراتي

التحالف السعودي الإماراتي ثوري تقدمي طبيعي و مخطط له، يؤسس لمستقبلٍ عامرٍ يُزعج الماضويين الفوضويين والكارهين الحاقدين على حدٍ سواء ويدفعهم على عجل إلى محاربةِ بدايته للحؤول دون تطوره خصوصاً وأن العاملين فيه نُخبٌ خاضت قبلاً ومازالت تجربة الحداثة وتربت عليها حتى باتت من صلب شخصيتها التي لا ترضى بالدونِ ولا بالعطيةِ المقرونة بالأمر والشرط أو المذلة.

أمراء الحداثة هم القادمون الجدد، وهم بالتأكيد ليسوا آيات حرب ولا أسياد حروب، متميزون يميزون بين توازن القوة بوصفه واقعاً وبين ما يعنيه أن يكون نظام، يميزون بين ما يذوب مع الوقت وما يدوم، الحفاظ على الحق عندهم ليس كما إستباحته والدفاع عنه ليس كالهجوم عليه، الإعمار في فكرهم لا يلزمه دمار بل الدمار يلزمه إعمار، العقل نقيض الغريزة وصاحبه لا يرضى بالنقل أو يكتفي به ولا يقنعه كثرة اللغو ونسب الحديث لعظيم الشأن لكي يسهل تصديقه، من يؤسس لمجتمعِ سلمٍ غير من يبني مجتمعاً جاهز دائماً للحرب، الدرقة التي يبنيها أمراء العقل لتحمي ناسهم وأرضهم من الضواري لن تنسيهم الرشاقة التي يحتاجونها وتزيدهم مناعة وأمناً وأمان.

اقرأ أيضاً: إنسانية سعد الحريري فوق كل اعتبار

هنالك ما يصح أن نُطلق عليه استباق الأحداث أو استباق النتائج، حيث ننوه في مقدمة الحديث بما تتمخض عنه رواية السيرة والحل الأخير، وابن سلمان الأمير على ما هو ظاهر إختار نموذجاً مشرقاً ومناسباً لحكمه و شعبه، وإنه لمن البديهيات التي تحكم تصرف أي حاكم طموح أن يسعى كما الثوار إلى إمتلاك السيطرة وكامل السلطة، وأكبر مثل وأصدق مثال على ذلك تاريخ أيقونة الثورات “الثورة الفرنسية” التي وبعدما تحقق لها النصر قامت بمصادرة أموال أثرياء السلطة وممتلكات أصحاب النفوذ والسطوة وصهرت تماثيل الذهب والبرونز ومقتنيات الكنائس وسيلتها لبناء جمهورية عتيدة، مؤسساتها قوية قادرة على ان تلجم أهواء الأفراد وتوحشهم بلا قانون، وهو أمرٌ خلدها بعد ولادتها الأولى فكان لها عمر ثاني وثالث ورابع وامس ولربما سادس وسابع.

الإنقضاض على الحالة المطمئنة البال التي لا يراودها اي شك بسطوتها والمتجاهلة لكل ألوان الإستياء منها، فتح الباب أمام توسعة منسجمة تُوصل الحكم إلى نظام موحد كامل قائم على أمان عام، وعليه وكلما كان هذا التحالف ثوري كلما كان التغيير كاسحاً وأوسع.

اقرأ أيضاً: «التفاهم» الذي ينقض الدولة

الثورة الأميرية المتحلية بضبط زمام النفس، مستندةً ومنسجمةً بالكامل مع العقائد الدينية والأحوال الإجتماعية السائدة، ستكتسب مع الوقت زخماً لن يتوقعه الناس وفي الوقت عينه ستبقى ولفترة أمر غير قابل للفهم من قبل الفئة المغتنية المتسلطة الممسكة بالمال والغير مستعدة للتنازل عن عدوانها دون مقاومة.

الإلتحاق بهذا النهر المتفجر الجارف الغير مصطنع ولا مزيف والمكتسح لكل ما يعترض سبيله وإن بنوع من العنف في بيئته ومحيطه لإجبار الرافض للإرادة العامة ان يكون حراً، منطقياً وضرورياً ومطلوباً نظراً للواقع المفروض على منطقة الشرق الأدنى ويوجب على أي عاقل فيه بناء نظام توازن قوة يزيد من فرص بقائه ويقويه ويهيئه للإنطلاق مجدداً، يبقى أن هنالك دائماً من ينتظر أو يتوقع وقوع الأمير في خطأ من شأنه ان يُمكنهم من العودة الى الظهور، نظام قوة قد لا ينهي حرب الآن لكنه يقلص تأثيرها ويحقق بالحد الأدنى التعادل لا الهزيمة الكاملة.

السابق
علي عيد مرشح عن دائرة صور لكسر احتكار الثنائية الشيعية
التالي
نوفل ضو لـ«جنوبية»: سأترّشح ضد هيمنة السلاح