انتقاد باسيل لحزب الله: ترجمة خاطئة أم حسابات مدروسة؟!

جبران باسيل
بُعيد المشكلة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل والتي سببها الوزير جبران باسيل وشتائمه تجاه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ها هي بوادر أزمة جديدة يفتتحها مع حليفه حزب الله.

وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل صرح لمجلة “مغازين”، ضجّة واسعة، إذ اعتبر باسيل في حديثه الذي نشرته وسائل إعلام لبنانية أنّ “حزب الله يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية، وكل لبنان يدفع الثمن”.
مشيراً إلى أنّ التحالف مع حزب الله لا بد أن يستمر، وأنّ “التيار يبقى ضمانة للحزب في حال تعرض لبنان لهجوم من إسرائيل أو لأي هجوم إرهابي”. وذكّر هذا ولفت باسيل إلى أنّ “وثيقة التفاهم مع حزب الله، تتضمن بنداً أساسي يتعلق ببناء الدولة، ولكن ولسوء الحظ هذه النقطة لم تطبق بحجة الاعتبارات الاستراتيجية”.
هذه التصريحات وما تبعها من ضجّة، دفعت المكتب الإعلامي للوزير باسيل إلى إصدار بيان يؤكد فيه أنّ الكلام المتداول محرف ومجتزأ، وأنّ الوزير قد قال في حواره “انه يأسف لوجود بعض الاختلافات في المواضيع الداخلية، وثمة قرارات يتخذها الحزب في الموضوع الداخلي لا تخدم الدولة وهذا ما يجعل لبنان يدفع الثمن، وأن بنداً اساسياً هو بناء الدولة في وثيقة التفاهم لا يطبّق بحجة قضايا السياسة الخارجية”.
ليؤكد في الختام أنّه مهما حاول اليائسون تخريب العلاقة الاستراتيجية مع “حزب الله” فإنّهم لن ينجحوا”.
في هذا السياق أكّد مصادر في التيار الوطني الحر لـ”جنوبية” أنّه “ليس هناك علاقة سيئة مع حزب الله”، وأنّ “البيان الإعلامي قد أوضح أنّه تّمت ترجمة المقال بطريقة خاطئة، فالمقال واضح باللغة الفرنسية ويؤكد أنّه ليس هناك علاقة سيئة، إنّما هناك بنود لم تطبق من وثيقة التفاهم، وباسيل عبّر عن أسفه بهذا الموضوع”.
تتابع المصادر “باسيل في حديثه للمجلة الفرنسية تحدث عن العلاقة الإستراتيجية مع حزب الله وعن مُدة العلاقة وعن التفاهم المستمر، ولكنّ المقال تُرجم في غير سياقه”.
ورأت المصادر أنّ العنوان الذي وضعته المجلة الفرنسية فيه خطأ “فالوزير باسيل قال أنّ هناك بعض البنود غير مطبقة وهو لم يقل “blocage” للمجلة الفرنسية وبالتالي كان عليها ان تكتب “non applique” “.
موضحة أنّ التحالف بين حزبين لا يعني اتفاقهما على كل شيء من الطبيعي أن يكون هناك بعض الإختلاف ولو كان التحالف هو استراتيجي.
لتختم بالقول “هناك الكثير من الأشخاص الذي يحاولون تخريب العلاقة بين حزب الله وتيار الوطني الحرَ ولكنّهم لن ينجحوا بذلك”.
من جانبه رأى الباحث والمحلل السياسي ومدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم في حديث لـ” جنوبية” أنه” إذا أخذنا الوزير جبران باسيل على أنه ليس صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فنرى أنّه كشخص بما يمثل على المستوى الاجتماعي والسياسي، عكس بما قاله سواء بموضوع العداء الإيديولوجي تجداه اسرائيل أو ما قاله لـ”مغازين” كل رأي عام لبناني مقيم ومهاجر”.

مضيفاً “الأصداء التي تتناهى إلينا حتى من التياريين المنتشرين في العالم تذهب في هذا الاتجاه، وباسيل اليوم يُحاول أن يمسك العصا من النصف، فيقول أنّخ الموضوع استراتيجي مع حزب الله ولكننا لا نستطيع ان نمشي مع حزب الله”.

اقرأ أيضاً: بعد حركة «أمل» باسيل ينتقد «حزب الله» .. زلات لسان أو رسائل للخارج ؟

مشيراً إلى أنّ “مشكلة باسيل أنّه لا يفهم أنّه لا يمكن أن يكون نصف حليف لحزب الله، فالحزب في النهاية يطلب ناس رهن الإشارة”.

وقام سليم بإسترجاع قول للإمام علي بن أبي طالي يقول فيه” لا تعرفوا الحق بإتجاه”، مضيفاً “في حال قال هذه الجملة لا يمكن إلاّ ان نبصم بالخمسة، ولكن مشكلة هذا الشخص الذي صرّح أنّه لم يصل إلى المناصب التي وصل إليها، ولم تصل العائلة إلى ما وصلت إليه من تكليفها برئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية إلا عن طريق حزب الله”.

وخلص سليم إلى أنّ باسيل لن ينجح، فهو حينما يكون تحت حماية حزب الله عليه أن يكون معه بالاستراتيجي والداخلي ولا يمكنه أن يفصل، وبالتالي ما يقوله لا غبار عليه ولكنّ اشك أن يدافع عنه وإلا في حينها قد يختار أن يسير على خطى عمه ويذهب إلى المنفى.

السابق
جنبلاط: لماذا المعارضة السورية تقع في لعبة المحاور وبالتحديد في عفرين فتقاتل الاكراد
التالي
المشنوق وافق على الوثيقة البيروتية ودعا إلى العمل بدل الشكوى