بعد حركة «أمل» باسيل ينتقد «حزب الله» .. زلات لسان أو رسائل للخارج ؟

عاد الداخل الى رشده، وطوى الغيمة الداكنة التي ظللته اخيراً، ودخل "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" في وقف إطلاق نار سياسي، على طريق إنهاء ذيول ما حصل على الارض واللغة الصدامية التي تبادلاها على المنابر.

قالت  “النهار” مع ان موقفاً جديداً ملتبساً أو أثير حوله التباس لوزير الخارجية جبران باسيل “مشروع خضة” جديدة كاد ان يفسد طلائع التهدئة السياسية التي بدأت بالاتصال الهاتفي الذي اجراه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الرئيس عون ورئيس الوزراء سعد الحريري في قصر بعبدا أول من أمس، فان مسار التهدئة بدا صامداً ما يكفي على الاقل لانتظار نتائج اللقاء الرئاسي الثلاثي الثلثاء المقبل. واذا كان الوزير باسيل ظل متصدراً واجهة التطورات والتداعيات المتبقية من أزمة الرئاستين إن بعدم مشاركته المفاجئة في مؤتمر الطاقة الاغترابية في أبيدجان ومخاطبته جلسته الافتتاحية عبر الشاشة، أو بمواقف جديدة له في حديث صحافي أثارت لغطاً واسعاً، فان الانظار ستتجه في الايام القريبة الى اجتماع الرؤساء عون وبري والحريري الذي من شأنه ان يرسم الاطر العريضة للمرحلة الانتقالية.

إقرأ ايضًا: هذه تفاصيل التسوية بين «عون» و «برّي».. ومصادر تكشف لـ«جنوبية» هوية الوسيط!

تقول مصادر معنية بالاتصالات الجارية إن لقاء الثلثاء لن يتمكن من حل كل الملفات، فهو سيركز على الأولويات، وتثبيت “الهدنة”، إلا إذا تمكنت مبادرة استثنائية من حل أزمة مرسوم اقدمية الضباط كخطوة أولى للبحث في الملفات الشائكة الأخرى.

وأكد غير مصدر سياسي ونيابي ووزاري لـ ” الحياة ” أن نزع فتيل التصعيد لا يلغي الخلافات السياسية التي تحتاج إلى معالجة في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن بري أكد أمام زواره أن الخلافات السياسية لا تزال على حالها وأن موقف فريقه من عدد من الملفات الخلافية ومنها الكهرباء ما زال على حاله. وأعرب مصدر وزاري عن اعتقاده بأن معالجة الأزمة الأخيرة قد لا تؤدي إلى معالجة الخلافات الأخرى، ذلك ان البلاد مقبلة على انتخابات في أيار (مايو) المقبل، وقد تدخل في جمود على صعيد التصدي للمشكلات الاقتصادية الملحة، وأهمها إقرار موازنة 2018 التي يشترط المجتمع الدولي خفض العجز فيها من بين شروط أخرى، من أجل مساعدة لبنان على الصعيد الاقتصادي.

ورأت “الجمهورية” أنه في وقت لم تنطفىء بعد نار الشريط المسرّب للكلام الهجومي لباسيل على بري، سقط على المشهد الداخلي تسجيل من نوع آخر، ظهر في مقطع من مقابلة لباسيل مع مجلة “ماغازين” الفرنسية تناول فيها “حزب الله” بالانتقاد والاتهامات، حيث ورد في هذا المقطع “انّ باسيل اعتبر انّ الانتكاسات التي وقعت مع بري “تركت بصماتها بوضوح على العلاقة مع “حزب الله”، ولكن من دون التشكيك في التحالف الاستراتيجي الذي صمد أمام العديد من المصاعب”.

واعتبر أنّ الحزب “يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية في الموضوع الداخلي، وإن كل لبنان يدفع الثمن”، وأنّ في وثيقة التفاهم مع الحزب “بندا أساسيا يتعلق ببناء الدولة، ولكن ولسوء الحظ هذه النقطة لم تطبّق بحجة الاعتبارات الاستراتيجية”.

وتوقف الحزب عند هذا الكلام، ولكن من دون ان يُبدي موقفاً علنياً. واكدت معلومات موثوقة لـ”الجمهورية” انّ تواصلاً تمّ بين الحزب و”التيار” على خلفية هذا الكلام لاستيضاح موجباته وخلفياته. وعكس مسؤول في الحزب عدم ارتياح الى هذا الكلام، وفضّل عدم الادلاء بموقف، الّا انه قال لـ”الجمهورية”: “نحاول ان نستوضِح الامور والوقوف على دقة ما قيل، وأعتقد انّ هناك توضيحات”.

وسارع المكتب الاعلامي لباسيل الى إصدار بيان توضيحي جاء فيه: “تتناقل وسائل الاعلام كلاماً محرّفاً ومجتَزأ للوزير باسيل ، في موضوع العلاقة مع “حزب الله”، والحقيقة انّ ما قاله الوزير باسيل انّ علاقتنا مع “حزب الله” استراتيجية وباقية وهي كسرت الرقم القياسي في التفاهمات السياسية في لبنان، وأننا على نفس الموجة في القضايا الاستراتيجية.

امّا في الموضوع الداخلي فقال باسيل “إنه يأسف لوجود بعض الاختلافات في المواضيع الداخلية، وثمّة قرارات يتخذها الحزب في الموضوع الداخلي لا تخدم الدولة، وهذا ما يجعل لبنان يدفع الثمن، وأنّ بنداً اساسياً هو بناء الدولة في وثيقة التفاهم لا يطبّق بحجة قضايا السياسة الخارجية”. وعليه، يؤكد باسيل انه مهما حاول اليائسون تخريب العلاقة الاستراتيجية مع “حزب الله” فإنهم لن ينجحوا”.

إقرأ ايضًا: باسيل: خيارات حزب الله لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية

وقالت اوساط مراقبة لـ”الجمهورية”: “اذا كان فيديو “محمرش” تسريباً وادى الى توتر علاقة “التيار” وعون مع “امل” وبري، فكلام باسيل لـ”ماغازين” هو تصريح رسمي من شأنه ان يوتّر العلاقة بين “التيار” و”حزب الله”، وبالتالي مع أمينه العام السيد حسن نصرالله”، مشيرة الى انّ توضيح مكتب باسيل “يؤكد مضمون الكلام الذي قاله لـ”الماغازين”.

وبحسب الاوساط نفسها فـ”إنّ البلد دخل في مرحلة جديدة قد يرافقها تغيير في المواقف في ضوء التطورات التي تجري في المنطقة او التي ستشهدها المنطقة قريباً. ويبقى السؤال الآن: كيف ستنتهي الامور”؟

السابق
الأسعد ينضم الى الحزب الشيوعي في دائرة الزهراني-صور
التالي
ما صحة التهديدات التي تلقاها باسيل وهو في طريقه إلى المؤتمر