«حزب الله» و«أمل» يحسمان شراكتهما الانتخابية ويتفقان على المقاعد

الاهتمامات الرسمية توزعت امس بين الكويت ودافوس وبيروت حيث كان للرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري لقاءات ومواقف. وقد عاد رئيس الجمهورية من الكويت، وكرر رئيس مجلس النواب رفضه اي تعديل على قانون الانتخاب، في حين كان لرئيس الحكومة سلسلة لقاءات في دافوس، وحوار أكد فيه الحرص على العلاقة مع جميع الدول العربية، وتابع التحضيرات لمؤتمري روما وباريس.

على صعيد الإنتخابات وقع أمس إشكالا محدوداً حصَل بين وزارتي الداخلية والخارجية، ففيما أعلن  وزير الداخلية نهاد المشنوق الجهوزية تامة لإتمام الانتخابات، علمت “الجمهورية” أنّ الإشكال وقع حول المرسوم لخلوِّه مِن توقيع وزير الخارجية جبران باسيل، برغم أنّ المرسوم يحدّد تواريخ اقتراع المغتربين، ووزارة الخارجية هي المعنية بإجراء الانتخابات الخاصة بهم بكلّ تفاصيلها. ، وقد لجأ المشنوق الى استشارة قضائية، فيما لجَأ وزير العدل الى استشارة هيئة القضايا والتشريع. وجاء رأي الاستشارتين بأن لا لزوم الى توقيع وزير الخارجية.  وبناءً على هذين الرأيين امتثلَ باسيل لِما ورَد فيهما.

إقرأ ايضًا: قوى المعارضة تتوحد في الجنوب استعدادا للمعركة الإنتخابية

وفي الميدان الانتخابي، تابعت “الجمهورية” “حرّكت القوى السياسية ماكيناتها الانتخابية في كلّ اتجاه، سواء لتحديد المرشحين وصوغِ التحالفات الانتخابية التي تبدو أجواؤها مزدحمة بالخيارات وملبّدةً بتعقيدات حول المفاضلة بين هذا المرشّح أو ذاك، وتتنقل بين دائرة وأخرى.

وبدا أنّ خيارات القوى السياسية الكبرى شِبه محسومة، سواء على مستوى الثنائي الشيعي الذي تؤكد مصادر حركة “أمل” و”حزب الله” حسمَهما المبكِر لأسماء المرشحين على ان يتمّ الاعلان عنهم قريباً، وكذلك الامر بالنسبة الى “المستقبل” الذي يقترب جداً في التحالف مع “التيار الوطني الحر”، من دون ان يحسمَ الامر نهائياً مع “القوات” وأن كان قريبون من الطرفين يحسمون التحالف الحتمي بينهما، فيما يُبقي الحزب التقدمي الاشتراكي بابَ الجسور التحالفية مفتوحاً في اكثرِ مِن اتّجاه سواء مع الثنائي الشيعي وكذلك مع من كان يلتقي معهم كحلفاء في 14 آذار.

وتشهَد بعض الدوائر حراكاً مكثّفاً، ولا سيّما في كسروان جبيل، وسط حديثٍ عن بروز لائحتين او ثلاث او اكثر، وسط سعيِ “التيار” للإبقاء على مساحته التمثيلية الواسعة في هذا الدائرة، وكذلك الامر في طرابلس المرشحة لأكثر من لائحة وتُحاول القيادات السنّية فيها إثباتَ حضورها، إلّا أنّ صورة التحالفات ستتبلوَر قريباً، فيما حلبة دائرة الشمال المسيحية هي الاكثر تنافساً بين القوى السياسية وخصوصاً بين “التيار” و”القوات” و”المرَدة” إضافةً الى “المستقبل” ومستقلّين لهم حضورُهم الفاعل في تلك الدائرة.

في غضون ذلك، أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري النواب في عين التينة “اننا دخلنا مرحلة الانتخابات بكل معنى الكلمة واي حديث عن تعديل ( لقانون الانتخاب ) اصبح وراءنا وفي غير محله”. وقال وان الترشيحات تبدأ في 5 شباط على ان تسلم اللوائح كاملة لوزارة الداخلية في 27 آذار المقبل. وتحدث عن “دولتين في الخارج لا ترغبان في اجراء الانتخابات ” من غير ان يسمي الدولتين المعنيتين. وعلمت “النهار” ان بري ذكّر بتحالفه مع “حزب الله” قائلاً في اجتماع المجلس المركزي لحركة “أمل” امس “نحن نشكل جسدين متحدين في قلب واحد. واحتلت الانتخابات صدارة الاجتماع وقد فُوّض اليه اختيار اسماء مرشحي الحركة. ودعا بري كوادر الحركة الى “عدم النوم على حرير، فالانتخابات ليست نزهة”.

وبدا لـ “اللواء”  ان معظم الفرقاء السياسيين قد بدأوا يتحضرون للعملية الانتخابية،ما عدا “تيار المستقبل” و”الثنائي الشيعي” المتريثين،حيث ذكرت مصادر “المستقبل” ان الجميع ينتظر تحرك الرئيس  الحريري الانتخابي،لأنه حتى الان لم يتكلم مع احد من نوابه ومناصريه بالنسبة للترشيحات ولكنه سيباشر الحركة اعتبارا من مطلع شهر شباط،وكذلك بالنسبة للثنائي الشيعي،الذي يرتقب ان يعلن خلال الاسبوع المقبل او الذي يليه عن مرشحيه في كل الدوائر بالتفاهم بين قيادتي “حركة امل وحزب الله”.

وفي ضوء تغيير قواعد اللعبة، على خلفية الأداء في إدارة الدولة والاعتراض الآخذ بالاتساع بوجه حكم التيار الوطني الحر، كشفت أوساط نيابية ان الحزب التقدمي الاشتراكي يبتعد عن التحالف مع التيار العوني، ويتجه إلى خوض معركة انتخابية ضد تحالف التيار مع تيّار المستقبل، امتداداً إلى البقاع الغربي، ودائرة بيروت الثانية.

ولا تخفي مصادر في “الوطني الحر” ان حظوظ مرشّح التيار ستكون أعلى على لائحة المستقبل منها على لائحة قوى 8 آذار، خاصة في ظل رغبة الثنائي الشيعي بإيصال المرشحين الشيعيين، إضافة إلى المرشح الدرزي، لتبقى حظوظ المرشحين المسيحيين ضعيفة.

إقرأ ايضًا: دائرة صيدا – جزين: معركة تصفية الحساب بين برّي وعون

وأشارت “الديار” إلى تحرك حزب الكتائب الذي سيخوض معارك في دوائر معينة وفق تحالفات تناسبه، لكنه اقرب الى ثنائي مع القوات اللبنانية في بعض المناطق، انما لن يكون لحزب الكتائب كتلة كبيرة تزيد عن 6 نواب او 7 نواب في حدها الاقصى.  انما القوات فهي تطمح الى 16 مقعداً نيابياً بعد الانتخابات.

ورأت أن المشهد العام يدل على ان هنالك ثنائياً شيعياً هو حزب الله ـ حركة امل، وثنائياً هو تيار المستقبل والتيار الوطني وتحالف الرئيسين عون والحريري، وبالنسبة الى الوزير سليمان فرنجية فسيخوض معركة الشمال في دائرة البترون ـ زغرتا ـ بشري ـ الكورة، اضافة الى مقعد في طرابلس، اضافة الى مقعد يعتقد انه يستطيع الحصول عليه في كسروان ـ جبيل اضافة الى امكانية حصول على نائب في عكار مع صعوبة هذا الامر لكن وفق التحالفات. انما فرنجية سيكون على تحالف مع بري وجنبلاط ليشكلوا ثلاثيا رأس الحربة فيه هو  بري، ويؤيده جنبلاط باعتدال اما الوزير فرنجية فسيكون ايضا رأس حربة مع بري ضد عهد الرئيس عون.

السابق
ترامب وحسن نصرالله
التالي
خارجية قطر: أزمة العلاقات مع الجيران تعوق التنسيق الأمني في الخليج