الانتخابات وفرصة تحوّل اللبنانيين من سكان إلى مواطنين

علي الأمين
فقرة الصحافي علي الأمين في برنامج "على مسؤوليتي" على صوت لبنان.

وقع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، فيما يظل الجدل قائما حول تعديلات في قانون الانتخاب تتصل بتمديد مهلة تسجيل المغتربين اسماءهم للمشاركة فيها، وفي قضايا اخرى منها الميغاسنتر او تسجيل الناخبين اسماءهم للاقتراع في مكان السكان بدل الانتقال الى مكان القيد، وهي خطوة بديلة عن خطوة اصلاحية مهمة عنوانها البطاقة البيومترية، وهي التي تم تقويضها من اجل ضمان التحكم والسيطرة من قبل القوى النافذة بخيارات الناخبين، لاسيما في القرى والارياف في الاطراف، حيث تصبح قوة التأثير على الناخب اقوى واشد عبر الأطر التقليدية العائلية او الطائفية، او في تأثير سطوة السلاح على الناخب في مناطق الجنوب والبقاع وغيرهما من المناطق التي يتاح لبعض اطراف السلطة استخدامه في اطار الضغط على الناخبين في خياراتهم وصولا الى صناديق الاقتراع ورؤساء الأقلام وحتى على دورالقوى الامنية الرسمية في حماية وضبط العملية الانتخابية.
كل محاولات اطراف السلطة لتطويق حرية الناخب والتحكم بخياراته، جرت من خلال القانون نفسه، طريقة تقسيم الدوائر بما يتناسب مع مصالح قوى السلطة، الغاء الكوتا النسائية، عدم ايجاد طريقة فاعلة وجدية لمنع تأثير السلاح غير الشرعي على العملية الانتخابية، ليس في يوم الاقتراع بل في اتخاذ اجراءات تجعل الناخب مطمئنا الى أن هذا السلاح لن يكون له دور في حماية المتجاوزين لشروط عملية الاقتراع.

إقرأ أيضاً: مرشحون يعدون «بالمارد المدني» في الانتخابات النيابية القادمة

اللبناني يعلم أن القائمين على السلطة في لبنان فصلوا الانتخابات بما يتيح لهم ضمان بقائهم في المجلس النيابي وفي السلطة عموما، ومنع اللبنانيين من التعبير عن خياراتهم التغييرية في صناديق الاقتراع، فالسلطة اليوم لا تستطيع اليوم الدفاع عن سياستها التي لاتحمل الا المزيد من سياسة المحاصصة والفساد والمزيد من الازمات المالية والاقتصادية في البلد، ليس لديها الا المزيد من النفايات والسمسرات والصفقات على حساب المواطن والدولة، عفوا لكن لديها القدرة على اختلاق المعارك الوهمية، تلك التي يعتقد اطرافها بأنها كفيلة بشد العصب الطائفي او المذهبي، معركة مرسوم الاقدمية نموذج لهذه المعارك الوهمية.
اللبنانيون رغم ذلك يصرون على رفع الصوت كل يوم في وجه سياسة السلطة التي تستبيح حقوقهم وكراماتهم حاضرهم ومستقبلهم، هذا الصوت الاعتراضي يجب ان يتحول الى معارضة حقيقية في وجه القابضين على القرار في الدولة، معيار هذه المعارضة ان تتجمع على هدف واحد هو احداث التغيير في الانتخابات، ولن يتم هذا التغيير الا اذا كان هناك معارضة جادة في تحقيق هذا الهدف.

إقرأ أيضاً: الانتخابات فرصة اللبنانيين لرفض هيمنة حزب الله

في المقابل ثمة وظيفة سياسية بل وطنية يوفرها مشروع المعارضة الجدية على السلطة اليوم، هو ان نجاح المعارضة في الوجود والمواجهة، كفيل بأن ينقل اللبنانيين من وضعية انهم مجرد سكان يقيمون مساحة جغرافية الى مواطنين في دولة لهم حقوقهم الدستورية والقانونية ولهم حق انتخاب ممثليهم وعليهم واجب محاسبتهم اذا اخلوا بواجباتهم… اللبنانيون اليوم امام فرصة للمحاسبة والتغيير كمواطنين في دولة.

السابق
بري عن نصرالله: نحن إثنان بواحد
التالي
تركيا وحسابات الدولة المُسيرة