الجفاء السعودي – اللبناني تدفع ثمنه صحافة لبنان

أزمة العلاقة اللبنانية-السعودية تتمظهر في الصحافة. فهل ستدعم السلطات اللبنانية المصروفين والذين يعدون بالعشرات. وهل ان المال النفطي الذي رفع مستوى الإعلام اللبناني سيعيده الى نقطة الصفر مع تعزيز الإعلام الخليجي بالمقابل؟

بعد طول مماطلة، قررت كل من جريدة “الحياة” ومجلة “لها” السعوديتان اقفال مكاتبهما في بيروت مع نهاية حزيران القادم، ولأسباب قيل انها إقتصادية بحسب الادارة. علما ان “الحياة” صدرت للمرة الاولى في بيروت عام 1946.

إقرأ ايضا: هل تنجو الصحافة الورقية اللبنانية من الهلاك؟

وكانت سبقت “الحياة” الى اعلان الاقفال جريدة “السفير” لصاحبها طلال سلمان التي صدر العدد الاول منها عام 1974، وهي التي خلّقت أزمة كبيرة في الوسط الإعلامي.

وأتت مؤخرا جريدة “الاتحاد”، لصاحبها مصطفى ناصر، التي وُأدت باكرا، وهي بعمر الثلاثة أشهرمن عام2017، لتؤكد أزمة الصحافة الورقيّة الآخذة في التجذر. اضافة الى ازمة كل من جريدتي “البلد” و”النهار” المستمرتين.

مع الاشارة الى ان عددا كبيرا من الصحافة الغربية شهد تحولا من الاصدار الورقي نحو الاصدار الالكتروني والاكتفاء به ولأسباب محض إقتصادية.

ستة أشهر مضت على المداولات بين  العاملين في “الحياة” و”لها” والإدارة، والمناقشات لا تزال مستمرة رغم سعي الادارة الى التحايل على القانون اللبناني. خاصة ان العاملين مقسومون بين التوجه الى وزارة العمل اللبنانية، وبين من يريد تشكيل لجنة باشراف ادارة الصحيفة التي قد تتواطئ مع المحامين لمنع العاملين من الوصول الى حقوقهم، بحسب مصدر من داخل الصحيفة.

وقد تم طرد 103 عامل في “الحياة” شفهيّا دون اي تبليغ رسمي. فأين تقف وزارة الاعلام اللبنانية خاصة ان وراء هؤلاء الـ103 عامل يقف  اكثر من 500 شخص  كمعدل وسطي، يعتاشون من عمل هؤلاء العاملين.

اضافة الى انه هناك من قضى عمره وتاريخه في هذه المؤسسة العريقة. ولم يعد الزمن يصلح لان ينتقل الى مؤسسة جديدة. واللافت في الموضوع ان هذه المؤسسة أجرت مع البعض عقود عمل برواتب أعلى من تلك التي كانت في بيروت للانتقال مع الفريق الى إمارة دبي.

من هنا، وبحسب مصدر من داخل الصحيفة، ان الترويج عن ان سبب الاقفال يعود لاسباب إقتصادية غير صحيح.

وبحسب مطلعين على خلفيّات هذا الاجراء اي اقفال الصحيفة ان “المسألة تترواح بين أمرين: اما ان الملك السعودي يحاول تقديم اوراق اعتمادcredit  لأمير دبي، او ان الاقفال هو نوع من ضغط على السلطة اللبنانية، لان لا شيء اسمه إفلاس، خاصة ان هناك ما يُسمىfreelancer مستمر وبمبالغ عالية.

إقرأ ايضا: وداعا للصحافة الورقية اللبنانية!‏

وبرأي متابع لملف المصروفين ان “الرئيس سعد الحريري لن يتمكن من مساعدتهم لانه لا بد من التنبّه الى ان وزير العمل محمد كبارة، هو من فريق عمل الرئيس سعد الحريري، يعاني اصلا من مشكلة مصروفي “أوجيرو”. فهل سيتسقبل مجموعة مصروفي “الحياة”؟ وماذا سيقول لهم؟ علما ان المصروفين من “الحياة” سيزورون وزارة العمل في شهر شباط القادم.

ولهذا لا يشعر المصروفون بأية فسحة تفاؤل نظرا لتجربة الصحفيين اللبنانيين في هذا المجال مع العديد من وسائل الاعلام سابقا، وآخرها ما حصل مع العاملين في “النهار” و”المؤسسة اللبنانية للارسال”.

مع الاشارة، وبحسب المصدر الاعلامي المقرّب من “الحياة” ان الصراع السعودي القطري لعب دوره في ابراز مشكلة “الحياة” اعلاميا كونها مؤسسة سعودية عبر مؤسسات اعلامية قطرية لها مكاتبها في بيروت.

ومن المؤكد ان الوسائل الاعلامية القطرية الناشئة في بيروت ستستفيد من الطاقات التي خرجت من “لها” ومن “الحياة”، سواء الورقية او الالكترونية كثيرا.

من جهة ثانية، يقول أمين سر نقابة الصحافة عبدالكريم الخليل، لموقع “جنوبية” ان “ما يحصل في “الحياة” هو نتيجة الاوضاع التي تمرّ بها الصحافة، وايضا نتيجة الاوضاع التي يمرّ بها مالك الجريدة الأمير خالد بن سلطان”.

ويتابع الخليل، بالقول “المهم ان يكون قد اعطى الحقوق للعاملين بالجريدة في نهاية الامر”.

كما لفت الخليل، بالقول ” لست على علم بالأمر، والان سمعت الخبر منك. وطالما ان القرار لم يصدر رسميّا فسنتأكد، ولن نقبل بصرف أي موظف، ولو قانونيا، الا اذا نال حقوقه. ومن المفترض ان يكون الصرف قانوني، وان تؤمن حقوق المصروفين”.

إقرأ ايضا: الصحف الورقية تنهار والصحافيون يدفعون الثمن!

المصروفون من الاعلام المكتوب والمرئي والمسموع بين شاقوفين بين اهمال وزارة العمل وتسلط ارباب الصحف. فلماذا تستمر كليات الاعلام بتخريج الاعداد الهائلة من طلاب الاعلام؟.

السابق
جنبلاط يتنازل.. ويحرج
التالي
تعميم من الحريري الى الادارات العامة